اقتصاد / صحيفة الخليج

هيمنة على السيارات الكهربائية

د. عبدالعظيم حنفي

كانت صناعة السيارات منذ فترة طويلة في قلب الآفاق الاقتصادية للولايات المتحدة؛ حيث دفعت بنمو الطبقة الوسطى خلال معظم القرن العشرين، قبل أن تبدأ الوظائفُ تراجعَها في هذا القطاع خلال العقود الأخيرة، مما دفع مستويات المعيشة إلى الانخفاض. واليوم، تدور حظوظُ صناعة السيارات في أمريكا حول متغير رئيسي هو التحول إلى السيارات الكهربائية بوصفها مصدراً لتنشيط الاقتصاد وزيادة الرواتب وحماية . ولكن ذلك في سياق استعداد شركة «BYD» الصينية لتصنيع السيارات لتخطي شركة «تسلا» باعتبارها الشركة الرائدة العالمية الجديدة في مبيعات السيارات الكهربائية بالكامل. عندما يحدث ذلك -خلال الربع الحالي على الأرجح- سيشكل ذلك نقطة تحول رمزية لسوق السيارات الكهربائية، وتأكيداً إضافياً لنفوذ المتنامي في قطاع السيارات عالمياً.

ففي قطاع ما زالت تهيمن عليه كيانات أكثر شهرة على غرار «تويوتا موتور» و«فولكس واجن» و«جنرال موتورز»، يحرز المصنعون الصينيون «تقدماً مهماً. بعد التفوق على الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية وألمانيا على مدى الأعوام القليلة الماضية، تنافس الصين حالياً على الصدارة العالمية في صادرات الركاب مع صادرات من السيارات الكهربائية بلغت 1.3 مليون تقريباً من أصل 3.6 مليون سيارة جرى شحنها من البر الرئيسي للخارج حتى أكتوبر/تشرين الأول .

عندما حذر إيلون ماسك مدير «تسلا» ومؤسسها من أنه إذا لم تضع الدول الغربية ضرائب جمركية أي حمائية على شركات السيارات الكهربائية الصينية، فإن تلك الأخيرة ستمسح الشركات الغربية؛ لأن السيارات الغربية لا يمكنها منافسة الشركات الصينية بالسعر والجودة معاً. تحذير ماسك من هيمنة الصين على صناعة السيارات الكهربائية، تؤكده دراسات غربية و أمريكية تنطلق من أن صعود الصين كان السمة المميزة للاقتصاد العالمي في القرن الحادي والعشرين. وفي سوق معولمة، أصبحت العمالة المنخفضة التكلفة في الصين عامل جذب ضخم للاستثمار الأجنبي المباشر. وهذه الميزة، جنباً إلى جنب مع السوق المحلية المتنامية، وزيادة المعرفة التكنولوجية، والبنية التحتية ذات المستوى العالمي المناسبة لشحن البضائع إلى أي مكان في العالم، جعلت من الصين «مصنع العالم». كما تتحدث تلك الدراسات عن الفوائد الأمريكية الهائلة التي تحققت ذلك الصعود الصيني؛ ففي عام 2000 كانت الصين تحتل المركز الحادي عشر من حيث أسواق الصادرات الأمريكية، أما اليوم فتحتل الصين المركز الثالث بعد كندا (365 مليار دولار)، والمكسيك (324 مليار دولار)، والصين (150 مليار دولار)، وفق أرقام عام 2022. وترتبط حوالي 2.6 مليون وظيفة أمريكية و216 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بشكل مباشر وغير مباشر بالعلاقة الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين.

ومن هنا يأتي الحديث عن تكنولوجيا مهمة تم التنازل فيها عن قيادة الولايات المتحدة للصين في مجال: السيارات الكهربائية وسلاسل التوريد المرتبطة بها. فمن عام 2010 إلى عام 2014، تخلفت الصين عن الولايات المتحدة في حصة سوق المركبات الكهربائية، لكنها انتقلت إلى الصدارة في عام 2015 ووسعت هامشها منذ ذلك الحين، كما تطرح تلك الدراسات العوامل التي ساهمت في صعود الصين كأكبر منتج ومستهلك للسيارات الكهربائية في العالم وفي هيمنة الصين الافتراضية على سلسلة التوريد العالمية للسيارات الكهربائية. منذ أن بدأت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية تلاحظ أن أمل الصين في التنافس مع الولايات المتحدة وألمانيا واليابان وكوريا ضئيل في سوق السيارات التقليدية.

وتمثل مستويات مبيعات السيارات الكهربائية في الصين أكثر من حوالي 65%، وذلك على الرغم من أن متوسط الزيادة في سعر السيارة الكهربائية في الصين يصل إلى حوالي 10% مقارنةً بسعر السيارة التقليدية، ومقارنةً بزيادة تتراوح بين 50 و55% في الأسواق الرئيسية الأخرى. وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الصين بشكل كبير من حوالي 1.4 مليون إلى حوالي 6.9 مليون خلال العامين الماضيين، وذلك مقارنةً بحوالي 850 ألفاً فقط في الولايات المتحدة الأمريكية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا