إسماعيل الحمادي*

التثمين أو التقييم العقاري هو فن وعلم تقدير القيمة العادلة والحقيقية للعقار في وقت معين ولغرض محدد. انطلاقاً من هذا التعريف يتضح أن عملية تثمين العقارات ليست مجرد عملية وفقط، وليس كل من هبّ ودبّ يمكنه القيام بهذه العملية، لتشابك العوامل التي تعتمد عليها ولأهميتها في الأسواق العقارية، حيث يُعتبر التقييم العقاري عنصراً أساسياً لاستقرار الأسواق العقارية وتعزيز فعالية القطاع العقاري والاقتصادي بشكل عام.

توجيه الاستثمارات بمختلف أنواعها وتسهيل عمليات البيع والشراء والتأجير وعمليات التمويل والتأمين وصفقات الاندماج والاستحواذ وتقسيم الأصول والتصفية وتأسيس صناديق الريت وغيرها.. كلها أهداف مباشرة لعملية التقييم العقاري، ولا يمكن لهذه الأهداف أن تنجح وتتحقق دون تقييم عادل للعقارات.

ولن تتحقق عملية تقييم عادلة وحقيقية للعقارات دون وجود مثمن عقاري محترف ومعتمد، وهنا تكمن أهميّة دور المقيّم العقاري المحترف كإحدى الخطوات المهمة والحساسة لتوجيه الأطراف المعنية، سواء كانوا مستثمرين، أو ملاك عقارات، أو مؤسسات مالية، لاتخاذ قراراتهم بشكل صحيح ومستدام.

تقارير التقييم العقاري التي يتم إعدادها بجهل وقلة علم ومعرفة وخبرة بالمجال، تضر أكثر مما تنفع، ولذا يُنصح باعتماد أكثر من تقرير، وعرض مراجعة هذه التقارير على مثمنين أصحاب خبرة علمية وعملية في المجال.

عملية التقييم العقاري تمر بعدة خطوات ومراحل وتختلف بتفاصيلها حسب اختلاف النوع العقاري المراد تقييمه وباختلاف الغرض من التقييم، وتعتمد في جودتها على معايير ومهارات يجب أن يتمتع بها المقيّم العقاري شخصياً، تمكّنه من تقديم خدمات متخصصة في المجال لضمان تقديم خدمة تقييم دقيقة لقيمة العقار.

ولا يتوقف الأمر عند هذه النقطة وحسب، فالمقيّم العقاري المحترف بإمكانه توفير النصائح والتوجيه اللازمين لتحسين الجدوى الاقتصادية للمشاريع والعقارات، وتقديم تحليلات شاملة للسوق العقارية، للمساعدة في فهم الاتجاهات والفرص الحالية والمستقبلية لها، مع تقديم حلول فعالة ومبتكرة تحقق قيمة مضافة للمتعاملين.

من أهم معايير المهنية التي يتمتع بها المقيّم العقاري المحترف، الالتزام بالشفافية في كل خطوة من عملية التثمين، لضمان حصول المتعاملين على تقييم موثوق، وتثمين دقيق ومحايد لممتلكاتهم.

إهمال عملية التقييم العقاري قبل بيع أو شراء أو تأجير أو استثمار قد يؤدي إلى فقدان القيمة السوقية الحقيقية للعقار ومنه إلى خسارة المالك في أي حالة من الأحوال، إما من ناحية الجهد أو الوقت أو المال، لذلك من الأفضل عدم الاستهانة بخدمات التثمين العقاري، مثل أي خدمات أخرى في المجال كخدمات الاستشارات العقارية واستشارات تطوير المشاريع والاستشارات الإعلامية والتسويق والوساطة وغيرها، لتحقيق أقصى استفادة من العقار والسوق معاً.. إذا كان التثمين ضعيفاً وغير حقيقي وغير عادل فهذا ينعكس سلباً على أداء السوق بشكل عام ويفقد العملاء ثقتهم بالقطاع.

* المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الرواد للعقارات