اقتصاد / صحيفة الخليج

الأقمار الصناعية تسرّع الانتقال للطاقة المتجددة

جميل قعوار*
مع تسارع الانتقال العالمي للطاقة، تتصدر دولة هذا التحول، حيث تحقق تقدماً كبيراً في التخطيط لمستقبل إنتاج ، فيما سيظل الوقود الأحفوري ضرورياً للاقتصاد العالمي لسنوات عدة مقبلة.

ويمكن للتقنيات المبتكرة مثل الأقمار الصناعية «SAR» أن تساعد منتجي النفط والغاز على أن يصبحوا أكثر كفاءة واستدامة، خلال التحول إلى البدائل المتجددة، بحيث يمكن أن يستمر النمو الاقتصادي، مع تقليل الأضرار البيئية.

ومن المرجح أن تسيطر معالجة تعقيدات الانتقال للطاقة المتجددة على مناقشات الصناعة في المستقبل المنظور، حيث تحاول الشركات تحقيق التوازن بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة.

ويمكن للتكنولوجيا والابتكار إنشاء أسواق طاقة الجيل القادم، وتحقيق إمكانات الإمارات في الريادة في هذا المجال. وتوفر التقنيات الناشئة في قطاع الفضاء الجديد، على سبيل المثال، وسيلة لمساعدة قطاع النفط والغاز على العمل بنظافة وكفاءة، قدر الإمكان.

ويتم تجهيز الأقمار الصناعية «SAR» بأنظمة رادار توفر صوراً مفصّلة لسطح الأرض، بغضّ النظر عن الظروف الجوية، أو ضوء النهار.

وتستخدم تقنية «SAR» حركة هوائي الرادار فوق منطقة الهدف لإنشاء دقة مكانية أدق مما يمكن تحقيقه باستخدام الرادارات التقليدية. والأهم من ذلك، يمكن لأقمار «SAR» اختراق السحب، والعواصف الرملية، وتغطية مساحات واسعة بكفاءة، ما يجعلها قادرة تماماً على تتبع التغيرات في الأوضاع الطبيعية. وتفيد الأقمار الصناعية مجموعة واسعة من التطبيقات ذات الصلة بمنتجي النفط والغاز الذين يسعون ليصبحوا أكثر استدامة، وتشمل الاستخدامات الرئيسية 3 فوائد رئيسية:

1. دعم الاستدامة وحماية : بصرف النظر عن انبعاثات الكربون التي يتم إنتاجها كمنتج ثانوي لاستخدام الوقود الأحفوري، تعتبر التسرّبات النفطية واحدة من أكبر التأثيرات البيئية السلبية المرتبطة بالصناعة. ولا تؤثر التسربات النفطية في الحياة البحرية والموائل فقط، ولكنها يمكن أن تؤثر أيضاً في صناعة الصيد التجاري. لذا، فإن القدرة على اكتشاف التسربات النفطية البحرية، والاستجابة لها بسرعة في المياه الوطنية، أمر بالغ الأهمية.

هذا ليس دائماً سهلاً. فالتسرّبات النفطية الناتجة عن السفن الصغيرة يصعب اكتشافها، ومع ذلك، يمكن أن تشكل ما يصل إلى 80% من الكمية الإجمالية عالمياً. من ناحية أخرى، تقع منصات النفط بعيداً عن الساحل، ما يجعل من الصعب اكتشاف التسربات النفطية الضارة بالبيئة الناجمة عن عمليات الحفر. وتحلّ الأقمار الصناعية «SAR» هذه التحديات، ما يتيح جهود الاستجابة السريعة للتخفيف من الأضرار البيئية. كما أنها أصغر، وأقل كلفة من تقنيات الأقمار الصناعية القديمة، ما يعني أن مزوّدي الخدمة يمكنهم تشغيل أساطيل أكبر من الأقمار الصناعية.

ونتيجة لذلك، يمكن مراقبة السواحل، وحتى طرق البحر بأكملها، من الساحل إلى الساحل، بحيث يمكن تحديد التسربات النفطية بسرعة، واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة الضرر. علاوة على ذلك، يمكن استخدام الأقمار الصناعية للمراقبة المستمرة لمنصات الحفر، والتحقق من التقارير، لاكتشاف أي تسرّبات نفطية على الفور، وتحديد نطاقها، وتمكين العمل السريع للحد من الأضرار البيئية.

وتعدّ إدارة المياه اعتباراً بيئياً آخر مهماً لشركات النفط والغاز، بخاصة في المناطق الجافة، مثل الإمارات، حيث يعد الماء مورداً حيوياً. ويمكن استخدام الأقمار الصناعية لمراقبة مستويات المياه الجوفية، وتأثير استخراج النفط والغاز في السطح. وتساعد هذه البيانات شركات النفط والغاز على ضمان توفر مصدر مستدام للمياه لاستخدامه في عملياتها.

2. سلامة مواقع الحفر وخطوط الأنابيب: في ظل تقلب الجيوسياسة العالمية، تظل حماية البنية التحتية الحيوية أولوية رئيسية لمنتجي النفط والغاز. ومن خلال التمكين من المراقبة المستمرة في جميع الظروف، يمكن للأقمار الصناعية اكتشاف التغيّرات، والمخاطر المحتملة على المواقع وخطوط الأنابيب في الوقت الفعلي.

وبشكل كبير، يمكن للأقمار الصناعية «SAR» التكبير في المناطق المثيرة للاهتمام حتى 50 سم بدقة عالية جداً، بحيث تكون قادرة على اكتشاف الميزات الصغيرة، مثل المركبات الفردية. علاوة على ذلك، من خلال مقارنة الصور التي تم الحصول عليها في أوقات مختلفة، من الممكن اكتشاف التغيرات في سطح الأرض، ما يساعد على اكتشاف الأنشطة غير المصرّح بها، أو التعدّيات بالقرب من خطوط الأنابيب، ومنع الحوادث، وضمان العمليات غير المتقطعة.

وتتيح القدرة على اكتشاف حركات الأرض والتغيّرات بمرور الوقت، أن توفر صور الأقمار الصناعية أيضاً تحذيرات مبكرة من الأعطال المحتملة لخطوط الأنابيب، أو التسرّبات التي يمكن أن تؤدي إلى كوارث بيئية كبيرة. ومن خلال التمكين من اتخاذ إجراءات استباقية، تساعد تقنية «SAR» على منع التسرّبات النفطية وتسرّبات الغاز، التي تشكل مصادر رئيسية للتلوث، والأضرار البيئية.

3. نقل النفط والغاز: يمكن أن تساعد المراقبة المستمرة على ضمان النقل الآمن والقانوني، وغير المتقطع لشحنات النفط والغاز حول العالم، وهو أمر مفيد بشكل خاص عندما تعمل السفن في، أو حول المياه المتنازع عليها، أو في المناطق التي تشهد اضطرابات كبيرة، كما هو الحال حالياً في البحر الأحمر. وتلعب الأقمار الصناعية أيضاً دوراً في تحسين سلسلة التوريد من خلال مساعدة المنتجين على تخطيط ومراقبة طرق سلسلة التوريد. وفي البيئات القاسية، تصبح المعلومات التي توفرها صور«SAR» ذات قيمة خاصة، حيث توفر بيانات مفيدة حول سهولة الوصول، والعوائق المحتملة، وضمان عمليات لوجستية سلسة.

*نائب رئيس شركة «ICEYE» لصناعة الأقمار الصناعية، عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا