اقتصاد / صحيفة الخليج

التحويلات المالية الرقمية منافس قوي للصرافة التقليدية

دبي: حمدي سعد

باتت تحويل الأموال الرقمية «الذكية» إلى خارج منافساً قوياً لشركات الصرافة التقليدية مدعومة بقدرات الدولة بوصفها مركزاً مالياً عالمياً يتبني أحدث التكنولوجيا الرقمية المعتمدة على شبكات الاتصالات، وسرعات الإنترنت والانتشار الكبير جداً لاستخدام السكان للهواتف والأجهزة الذكية، وفقاً لخبراء في قطاع الصرافة والتطبيقات.

أكد خبراء ل«الخليج»، أن التطبيقات الرقمية للتحويلات المالية خارج الإمارات ترفع حصتها السوقية عاماً بعد عام مقابل طرق تحويل الأموال التقليدية، متوقعين استمرار نمو السوق خلال 2024، بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالعام الماضي مدفوعاً بالابتكارات التكنولوجية وتزايد اعتماد العملاء على الخدمات الرقمية لإجراء التحويلات عبر الحدود.

وقال الخبراء: «إن مستقبل التحويلات المالية الرقمية في دولة الإمارات واعد، مع وجود مزايا يستفيد منها العملاء الذين يرسلون الأموال إلى عائلاتهم وأصدقائهم في أوطانهم بفعل الاهتمام الاستراتيجي الذي توليه الدولة للابتكار في مجال التكنولوجيا المالية ونظامها التنظيمي المتقدم، ومن المتوقع أن تصبح التحويلات المالية الرقمية أكثر سلاسة وسرعة وفعالية من حيث الكلفة، ما يسهم في تعزيز الأمان والشفافية والكفاءة في التعاملات المالية».

  • سوق ضخم

وفقاً لتقرير صادر عن شركة بريباي نيشن، فإن دولة الإمارات والمملكة العربية أكبر بلدين في التحويلات المالية في المنطقة، حيث شهدتا تحويل 39.6 و39.3 مليار دولار على التوالي في العام 2022، ما يمثل حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي لكلا الدولتين.

ويتوقع وصول قيمة سوق التحويلات المالية الرقمية العابرة للحدود على مستوى العالم إلى 339.87 مليار دولار بحلول عام 2030 مقارنة ب148 مليار دولار عام ، كما يتوقع أن تحقق معدل نمو سنوي مركب بنسبة 12.58%.

وتسهم مجموعة من العوامل في تعزيز هذا التوجه، أهمها زيادة استخدام الهواتف والأجهزة الذكية المحمولة والحاجة إلى خدمات تحويل مالية مريحة وسريعة وآمنة.

  • تحوّل المشهد

يقول علي النجار، الرئيس التنفيذي للعمليات في الأنصاري للصرافة: «في ظلّ تسارع وتيرة التحوّل الرقمي في شتّى المجالات، تزايدت الحاجة إلى طرقٍ أسرع وأكثر كفاءة للتحويلات المالية عبر الحدود ولتلبية المتطلّبات المتنامية للعملاء، تزايد الإقبال على التطبيقات الرقمية للتحويلات المالية والتي باتت تحدث تحوّلاً كبيراً في مشهد المعاملات المالية، بفضل كفاءتها وسلاسة استخدامها».

ويعود نمو الإقبال على هذه التطبيقات إلى جُملةٍ من العوامل، أبرزها الواجهات البرمجية سهلة الاستخدام، وسرعة وسهولة إنجاز المعاملات، وميزات الأمان والشفافية، وإضافة إلى ذلك، تُعتبر إمكانية الوصول إلى هذه الخدمات في أيّ وقت ومكان، وانخفاض تكاليفها، وإتاحتها لطرق دفع متنوّعة، عوامل رئيسية تدفع نمو استخدامها.

وأضاف النجار، تزايدت حصة التحويلات المالية الرقمية إلى خارج دولة الإمارات بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، مدفوعةً بالبنية التحتية القوية التي توفرها الدولة، إضافة إلى التركيز على الراحة والسرعة في إنجاز المعاملات. ومن جهةٍ أخرى، لعبت جائحة (COVID-19) دوراً جوهرياً في تسريع الطلب على الحلول المالية الذكية، ما عزز استخدام التحويلات الرقمية.

وأوضح النجار أن سوق التحويلات المالية الرقمية في دولة الإمارات تشهد نمواً متواصلاً بفعل مجموعة من العوامل، من ضمنها البنية التحتية المتطورة واستخدام نسبة كبيرة من السكان للهواتف والأجهزة الذكية، إضافة إلى ارتفاع عدد التطبيقات المصرفية والخاصة بإنجاز التحويلات المالية بسرعةٍ فائقة.

ومن المتوقع أن ترتفع معدلات التحويلات المالية الرقمية خلال العام 2024 ازدهار قطاع التكنولوجيا المالية والاعتماد المتزايد على أساليب الدفع غير النقدية، وجهود الدولة الرامية إلى أن تصبح في صدارة مشهد التكنولوجيا المالية والرقمية إقليمياً وعالمياً.

وأكد النجار أن دولة الإمارات تواكب باستمرار التقدم التكنولوجي وفي مجال التحويلات المالية الرقمية، تعد الدولة نموذجاً في دمج التقنيات الرقمية لتسريع وتبسيط العمليات وتعزيز مستويات الأمان والموثوقية وتسعى شركات الصرافة إلى تبني التقنيات والابتكارات الرقمية الجديدة لتحقيق التحول في عملياتها للحفاظ على قدرتها التنافسية في المشهد المالي المتغير.

  • أكثر انتشاراً

من جانبه، قال ابيشك تريباتي، المدير الأول للمنتجات في «كريم باي»: «إن استخدام التطبيقات الرقمية في تحويل الأموال إلى الخارج بات خياراً جذاباً، كونها تتيح التحويل في أي وقت ومن أي مكان بسرعة وسهولة وأمان فضلاً عن كلفتها التنافسية، حيث يمكن للعملاء إكمال عملية التعرف على العميل الإلزامية بشكل أسرع مقارنةً بالطريقة التقليدية ما جعل التطبيقات الرقمية المالية أكثر انتشاراً من الطرق التقليدية للتحويلات الدولية في الإمارات».

وأضاف تريباتي، من المتوقع أن تصل قيمة المعاملات في سوق التحويلات الرقمية من الإمارات إلى حوالي 7.52 مليار دولار بحلول نهاية عام 2024، ما يؤكد الاعتماد المتزايد من العملاء على المنصات الرقمية للتحويلات المالية، نظراً لسرعة وسهولة وأمان التحويل التي توفرها تلك المنصات.

وباعتبار الإمارات مركزاً رئيسياً للعمال الذين يرسلون الأموال إلى بلدانهم، فمن المتوقع أن يشهد الاعتماد على التحويلات الرقمية نمواً سريعاً، بحيث يصل معدل النمو السنوي المركب للسوق إلى 3.08% ما بين عامي 2024 إلى 2028.

ويبدو مستقبل التحويلات الرقمية في الإمارات واعداً، إذ تعزز الأرقام المرتفعة لاعتماد طرق الدفع الرقمية، إضافة إلى سهولة استخدامها وأمانها، هذا التفاؤل، وبفضل موقع الإمارات الاستراتيجي كدولة رئيسية في مجال التحويلات المالية، فمن المتوقع أن تستمر الخدمات المالية الرقمية في التقدم والازدهار.

وقال تريباتي: «يزداد التنافس في سوق خدمات التحويلات الرقمية مع دخول المزيد من المنصات المالية وعلى الرغم من أن شركات الصرافة التقليدية لن تختفي قريباً، إلا أن العملاء يفضلون استخدام التطبيقات للمعاملات، لكنهم سيلجؤون إلى شركات الصرافة التقليدية للتحويلات الأكبر، وستجبر المنافسة المتزايدة في السوق شركات الصرافة التقليدية على التكيف المستمر لمواكبة التكنولوجيا المالية الأكثر مرونة».

  • حصص أكبر

يرى باسم عواضة، المدير العام الإقليمي لشركة «تيرا باي» أن: «تطبيقات التحويلات المالية الرقمية عبر الهواتف والأجهزة الذكية باتت تستأثر بحصص أكبر من سوق الصرافة التقليدية سنوياً لكنها لن تختفي من السوق باعتبار وجود فئة من المجتمع لا تزال ترغب في استخدام الحلول القديمة».

وقال: «تنقسم تطبيقات التحويلات المالية إلى نوعين، أحدهما حاصل على موافقة الجهات التنظيمية في دولة الإمارات، والثانية تطبيقات مرتبطة بالبنوك وشركات الصرافة، وكلاهما لديهما الضمانات الكافية لإجراء التحويلات، ما يفتح المجال واسعاً أمام المستخدم للاختيار، فيما تتميز التطبيقات الرقمية بالقدرة على التحويل عبر الأجهزة من أي مكان وفي أي وقت دون تكلف عناء الخروج من المنزل أو مقر العمل».

وأشار عواضة إلى أن التطبيقات الرقمية باتت تستحوذ على حصص أكبر من سوق الصرافة التقليدية تتراوح بين 30 و40% من حجم سوق التحويلات المالية إلى خارج الإمارات، فيما تعتبر دولة الإمارات الثانية عالمياً في حجم التحويلات الخارجية بعد أمريكا فيما تأتي السعودية بالمرتبة الثالثة.

وتوقع عواضة نمو سوق التحويلات المالية الرقمية العام 2024 بنسبة تتراوح بين 20 إلى 25% مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى هذه نسبة جيدة تزداد سنوياً بفعل التطور في القطاع المالي بقيادة مصرف الإمارات المركزي والجهات التنظيمية المالية العاملة بالتكنولوجيا المالية، حيث تقود الدولة هذه الصناعة في المنطقة.

  • تكامل سلس

يقول سيد علي، الرئيس التنفيذي لشركة myZoi: «في الآونة الأخيرة، شهدت تطبيقات تحويل الأموال الذكية نمواً ملحوظاً في سوق تحويل الأموال من خلال تقديمها لمستويات غير مسبوقة من السهولة والكفاءة في عمليات تحويل الأموال، حيث تتيح هذه التطبيقات للمستخدمين إجراء المعاملات المالية رقميًاً بكل سهولة، ما يوفر عليهم الوقت والجهد المرتبطين بالطرق التقليدية لإرسال الأموال التي تعتمد على التعاملات النقدية والزيارات الفعلية لفروع مزودي خدمات تحويل الأموال».

وتعتمد هذه التطبيقات الجديدة على التكنولوجيا الرقمية بشكل أساسي، حيث تقدم تحويلات فورية وبرسوم أقل، ما يجذب شريحة واسعة من المستخدمين، ولا سيما المتمرسين في استخدام التكنولوجيا. كما يسهم تكاملها السلس مع المحافظ الرقمية والأنظمة المصرفية في تسهيل المعاملات عبر الحدود أكثر من أي وقت مضى». وأضاف علي، تشهد سوق تحويل الأموال نمواً ملحوظًاً بشكل عام؛ إذ تشير التوقعات الصادرة عن دراسة اقتصادية حديثة 2023-2024 إلى ارتفاع التحويلات المالية الرقمية كونها ذات تكاليف تشغيل أقل، وذلك بفضل البنية التحتية، مقارنةً بمزودي الخدمات المالية التقليدية مثل البنوك وشركات الصرافة. ومع تزايد الاعتماد على تحويلات الأموال الرقمية، فمن المتوقع أن نشهد نمواً سريعاً في حصة التطبيقات الرقمية من الحصة الإجمالية للسوق.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا