اقتصاد / صحيفة الخليج

ألبانيا.. جمال الطبيعة البِكر في البلقان

إعداد: هشام مدخنة

عاماً بعد عام، تشغل أوروبا أذهان عدد لا يحصى من المسافرين حول العالم، وكلهم يبحثون عن أشعة الشمس الدافئة والشواطئ الرملية المنعزلة والتقاليد القديمة والمأكولات المتجددة بمكونات محلية المصدر. كل هذا وأكثر ينتظرهم لدى زيارة ألبانيا، هذه الدولة الجبلية والساحلية الصغيرة ذات مواقع الجذب السياحي المتميزة، سواء في الداخل أو على شواطئ المتوسط.

تقع ألبانيا، ذات الغالبية المسلمة، في شبه جزيرة البلقان شمال اليونان وجنوب الجبل الأسود. ولأن الجماعية لم تغزها بعد، لا يزال بإمكان الزوار الاستمتاع بالجمال البكر في جميع أنحاء البلاد. حيث يميل عشاق الهواء الطلق إلى تجربة مسارات المشي الشهيرة في جبال الألب الألبانية شمالاً، في حين ينجذب الباحثون عن الترفيه أكثر إلى الريفييرا الخلابة في الجنوب. فإذا كنت تخطط لرحلة إلى ألبانيا، فهذه بعض أفضل الأماكن والمدن التي يمكن زيارتها.

  • جيروكاستر

هناك تحد خاص لمدينة جيروكاستر التاريخية أقصى جنوب البلاد، عندما يتعلق الأمر باستكشاف فترة ألبانيا العثمانية، وهو الإحساس الذي لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا بعد حكم عثماني دام لأكثر من 500 عام، وأثر بشكل عميق في كل شيء تقريباً. وبينما يمكن القيام برحلات يومية من العاصمة تيرانا إلى جيروكاستر، فإن توفير المزيد من المساحة في خط سير الرحلة لاستكشافها أمرٌ يستحق العناء.

أكثر ما يلفت الانتباه في جيروكاستر، التي تعرف ب«مدينة الحجارة»، طرازها المعماري المحلي الأصيل، حيث بُنيت على أرض تشبه اليد الممدودة للعملاق الخرافي الإغريقي ذي العين الواحدة سايكلوبيس، وهي بمثابة مركز للأحداث الخيالية.

تقود الشوارع المرصوفة بالحصى الزائرين إلى قلعة جيروكاستر المهيبة، وهي واحدة من كبرى القلاع في البلقان، للاستمتاع بإطلالات لا مثيل لها على جبال «جيرا»، ووادي «درينو». ورغم أن التسلق شاق إلى حد ما، إلا أنه جزء من التجربة المثيرة، حيث لا يقطع المشهد الأخضر والعمارة العثمانية المحفوظة تماماً سوى امرأة مسنة بين الحين والآخر تبيع أزهاراً طازجة يمكن وضعها داخل كوب الشاي الذي ستشربه هناك.

في غضون ذلك، تحظى مطاعم جيروكاستر بإشادات رائعة بسبب أطباقها التراثية وطريقة التحضير، ومنها الجبن المغطى بالعسل، والساجاناكي، والكيفكي الشبيه بالأرانشيني الذي تشتهر به المدينة، كل شيء تقريباً هنا يبدو وكأنه اكتشاف مذهل. وفي قلب المدينة، تستحق محال الأقمشة التقليدية والكثير من الحرفيين المهرة الزيارة، واقتناء بعض من المنتجات المطرزة يدوياً والأعمال الفنية المصنوعة بالكامل من الحجر.

  • بيرات

أما بيرات، وسط البلاد، فهي واحدة من أجمل المدن في ألبانيا. وتشتهر بمبانيها التاريخية الجميلة التي تعود إلى الفترة العثمانية والإيطالية، وتعد وجهة سياحية رائعة للاستمتاع بالثقافة والتاريخ. وتشمل أهم المعالم السياحية في بيرات قلعة بيرات، وجسر غوريكا، وكنائس ومساجد تاريخية، كما يمكن للزوار الاستمتاع بزيارة المتاحف والأسواق التقليدية في المدينة.

تُعد بيرات مكاناً رائعاً للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، حيث يمكن للزوار المشي لمسافات طويلة في جبال تومورت القريبة، ويمكنهم كذلك زيارة شلالات أوسوم وبوغوفي والاستمتاع في حضن الطبيعة الساحر.

تعد شلالات بوغوفي واحدة من أكثر الوجهات الطبيعية جمالاً في جنوب ألبانيا، وتقع على بعد حوالي 20 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة بيرات. يتميز الشلال بارتفاعه العالي ومياهه الصافية الزرقاء التي تتدفق في نهر بوغوفي الصغير، حيث يمكن للزوار السباحة داخله وأسفل الشلال. والمكان في المجمل مثالي للاستمتاع بالطبيعة والتخييم والتنزه، مع انتشار الكثير من المطاعم والكافيهات التي تقدم المأكولات والمشروبات المحلية الشهية.

  • ساراندا أم هيمارا؟

ممتدة على مسافة 450 كيلومتراً تقريباً على طول البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، حيث يلتقي الاثنان في مدينة فلورا، ثاني أهم موانئ البلاد، تقع «الريفييرا الألبانية»، وهي خط ساحلي يُعرف أيضاً باسم «بريجو»، ويقدم شيئاً خاصاً لكل نوع من المسافرين، بفضل النطاق الهائل من الأطلال المتداعية والقرى الأثرية والعجائب الطبيعية والشواطئ المنعزلة والمراكز الحضرية الصاخبة.

على هذا الساحل، تقع مدينة ساراندا، وهي مركز سياحي يضم منتجعات مترامية الأطراف ومطاعم راقية مثل «نام» و«بلاك مارلين»، ومشغلي رحلات القوارب، وممشى حيوياً، وكلها تحدّ خليجاً خلاباً على شكل حدوة حصان.

وعلى النقيض من ذلك، فإن معقل الصيد التاريخي سابقاً مدينة هيمارا المجاورة أكثر أصالة في الشعور. ورغم أنها لا تزال بعيدة نسبياً عن التنمية الحضرية، فهي أكثر ملاءمة لأي شخص يحتاج إلى القليل من الهدوء. وفي كلتا الحالتين، هناك عدد من عوامل الجذب في هذه المنطقة.

ابدأ من عين ماء «بلو آي» الجوفي (العين الزرقاء)، المحاط بالخضرة المورقة، حيث درجة الحرارة تقترب من 10 درجات مئوية طوال العام. ووفاءً باسمه، فإن هذا النصب الطبيعي يذكرنا بالعين البشرية؛ حيث تحيط المياه الزرقاء والخضراء بما يبدو وكأنه «بؤبؤ» أزرق داكن بسبب كهف غارق يضخ المياه العذبة إلى السطح.

  • متنزه «بوترينت» الوطني

في الوقت نفسه، يُعد متنزه «بوترينت» الوطني، الكنز الأثري الأكثر إثارة للإعجاب في ألبانيا، ويمكن للزوار الاستمتاع بكميات ضخمة من الآثار، بما في ذلك الأقواس الرومانية والفسيفساء البيزنطية، في هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو. وفي أماكن أخرى، يمكن تجربة المغامرات المائية في متنزه «كارابورون سازان» البحري الوطني، حيث تعزز الوديان والمنحدرات الشديدة والجبال ألق هذا النظام البيئي الغني. استأجر قارباً سريعاً، واسبح في المياه الصافية، واغطس إلى كهف «هاكسي علي»، وهو كهف كارستي سُمي على اسم زعيم قراصنة من القرن السادس عشر كان يؤويه ذات يوم.

تُعرف منطقة الريفييرا في ألبانيا بشواطئها الجميلة، لذا لن تغامر أبداً بالخروج إلى ما هو أبعد من خطها الساحلي. وعلى النقيض من الشواطئ المزدحمة والمليئة بالحصى في ساراندا، يقع شاطئ «جيبي»، الذي صُنف مؤخراً واحداً من أفضل 50 شاطئاً في العالم. ويقع هذا الامتداد البعيد من الرمال البيضاء بين هيماري وديرمي، ويحيط به منحدرات شاهقة ووعرة تتحدث عن الجمال الأخاذ والانعكاس الطبيعي المبهر.

ستأخذك رحلة بحرية قصيرة من البر الرئيسي إلى مجموعة من الجزر للاسترخاء في خصوصية نسبية. وإذا كنت تفضل قضاء فترة ما بعد الظهر في رفاهية تامة، فإن جزيرة برينسيبوتيس العصرية هي المكان المناسب لك. ورغم أن النوادي الشاطئية الأنيقة في بريجو تختلف عن المنتجعات الشاطئية الأخرى في اليونان، إلا أنها تتنافس معها.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا