أظهر تقرير صادر عن مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية حول أحدث الاتجاهات في مجال إدارة الثروات والأصول العالمية، أن «دبي رسخت مكانتها كمركز مفضل للأثرياء والمكاتب العائلية في السنوات الأخيرة، وتبرز بسرعة كموطن ثانوي لرأس المال الخاص»، لافتاً إلى أن «الإمارة تشتهر ببيئتها التجارية المواتية، والبنية التحتية القوية، والموقع الاستراتيجي، والبنية الضريبية المواتية، مما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، تقدم دبي، باستقرارها وعلاقاتها القوية مع الأسواق في أوروبا وآسيا، خياراً مجدياً بشكل خاص للمستثمرين لتنويع استثماراتهم عبر مناطق مختلفة».
تستمد الثروة المالية في الإمارات العربية المتحدة في المقام الأول من الأثرياء والمكاتب العائلية، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب ثابت يبلغ 6.7% لتصل إلى إجمالي تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2026، وفقاً لتقديرات «كيه بي إم جي» وAgreus.
تدفق الثروات
ولفت التقرير إلى أن «في عام 2023، ارتفع عدد الأثرياء المقيمين في الشرق الأوسط بنسبة 2.1%، وفقاً لتقرير الثروة لعام 2023 لشركة كابجيميني. ومن المتوقع أن تشهد الإمارات العربية المتحدة أكبر زيادة صافية في عدد أصحاب الملايين، حيث تستقبل 6700 مليونير في عام 2024، وفقاً للوحة معلومات هجرة الثروات الخاصة لشركة هينلي. ومعظم هؤلاء الأثرياء من الشرق الأوسط وإفريقيا والهند».
ووفقاً للتقرير، ارتفع عدد الأثرياء في الإمارات بنسبة 77% بين عامي 2013 و2023، حيث تستضيف الدولة حالياً 116,500 من الأثرياء المقيمين، بما في ذلك 308 من أصحاب الملايين و20 من أصحاب المليارات. وتضم دبي 62% من هؤلاء الأثرياء، بعد أن رسخت مكانتها كأكبر قاعدة للأثرياء في الشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن «مكاتب العائلات تلعب دوراً محورياً في قطاع إدارة الثروات والأصول في دولة الإمارات، سواء كمديرين أو مستثمرين، ومن المتوقع أن تكون مجموعة مستثمرين نشطة في العام المقبل»، لافتاً إلى أن «الشرق الأوسط شهد توسعاً سريعاً لمكاتب العائلات حيث من المتوقع أن يتجاوز إجمالي الأصول المدارة 500 مليار دولار بحلول 2025، وفقاً لبحث أجرته مجموعة أجريوس».
وأضاف: «تنظر المكاتب العائلية في آسيا وأوروبا إلى الإمارات كقاعدة إضافية للاستثمار والعمليات العائلية، في حين تجتذب دبي اهتماماً كبيراً من جانب العائلات في الشرق الأوسط وأوروبا والهند وإفريقيا. كما تعمل المكاتب العائلية الأوروبية وغيرها من المكاتب الغربية على تأسيس وجود لها في الشرق الأوسط لاستكشاف الفرص في أسواق مثل جنوب شرق آسيا، في حين تنظر المكاتب العائلية الآسيوية إلى الإمارات كقاعدة محتملة لتوسيع نطاق وصولها إلى أوروبا».
جاذبية
واعتبر التقرير أن «جاذبية دبي للمكاتب العائلية زادت على مدار العامين الماضيين بسبب سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها خلال جائحة كوفيد، وتقديم برنامج التأشيرة الذهبية للساعين إلى الإقامة طويلة الأمد. وقد تم تصميم اللوائح الأخيرة، مثل لوائح المكاتب العائلية لمركز دبي المالي العالمي التي صدرت في عام 2023، لتعزيز جاذبية دبي للمكاتب العائلية. وتساعد هذه اللوائح، إلى جانب برامج التصديق والاعتماد للشركات العائلية ومستشاريها، الشركات العائلية في تحديد الترتيبات بوضوح للحفاظ على الثروة والتخطيط للخلافة والإرث.
الثروة العائلية
ووفقاً للتقرير، من المتوقع أن يلعب مركز الثروة العائلية في مركز دبي المالي العالمي الذي تم افتتاحه مؤخراً دوراً حاسماً في هجرة الاستثمار إلى دبي. ويهدف إلى الاستفادة من سمعة مركز دبي المالي العالمي من أجل تقديم خدمة أفضل للعائلات في مجال الأعمال. وتهدف«لوائح الترتيبات العائلية»الجديدة، جنباً إلى جنب مع مجموعة مبتكرة من الحلول، إلى الحفاظ على الشركات العائلية وثروات العائلات وتنميتها، بما يتماشى مع مبادرة دولة الإمارات لدعم الشركات العائلية وأصحاب الثروات العالية. وقد ساعدت سياسات دبي الضريبية المنخفضة، بما في ذلك عدم فرض ضريبة الشركات على مكاتب العائلة الواحدة وعدم فرض ضريبة شخصية، إلى جانب شبكتها الواسعة من المعاهدات الضريبية التي تقدم معدلات ضريبة اقتطاع جذابة، باستمرار في جذب المكاتب العائلية إلى الإمارة.
من المتوقع أن تنمو الثروة المالية في دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة 7.7% سنوياً حتى عام 2028.
كبار اللاعبين
وبحسب التقرير، يعمل عدد متزايد من شركات إدارة الثروات والأصول الإقليمية والدولية على توسيع حضورها الإقليمي في دبي ومركز دبي المالي العالمي للاستفادة من تدفق الثروات الخاصة وتدفقات الأموال من المستثمرين المؤسسين. ومن العوامل المحفزة الأخرى لهذا التوسع الطلب المتزايد من العملاء في جميع أنحاء أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا على خدمات إدارة الثروات من الطراز العالمي والحلول المالية الشاملة. ويستضيف مركز دبي المالي العالمي الآن أكثر من 400 مدير ثروات وأصول، يديرون أكثر من 700 مليار دولار من الأصول المدارة، مما يعزز مكانة المركز كمركز رئيسي في المنطقة لإدارة الثروات والأصول.
بالإضافة إلى ذلك، تم تصنيف دبي كأفضل مركز عالمي للمواهب في تقرير صادر عن هارفارد بيزنس ريفيو في عام 2023. وتعتبر هذه المراكز أساسية لتدفق المواهب الماهرة، ويفضل المهنيون من الصناعة أن يكونوا مقيمين في المدينة.
الأصول البديلة
وبحسب التقرير، تتطلع دولة الإمارات أيضاً إلى تعزيز سوق الاستثمار البديل، بعد أن نجحت في جذب العديد من اللاعبين العالميين الرئيسيين لإنشاء حضور إقليمي في مراكزها المالية. في عام 2023، كان هناك تدفق ملحوظ لشركات إدارة الاستثمار البديل التي أنشأت مكاتب في مركز دبي المالي العالمي، بما في ذلك بعض أبرز اللاعبين في القطاع.
مع انخفاض جمع الأموال العالمية للاستثمارات البديلة وأصبحت بيئات التشغيل في الأسواق الأكثر رسوخاً أكثر تحدياً، قام عدد متزايد من صناديق التحوط والأسهم الخاصة وصناديق رأس المال الاستثماري بإنشاء عمليات في مركز دبي المالي العالمي. تهدف هذه الشركات إلى تعزيز العلاقات مع المستثمرين المؤسسين والمكاتب العائلية والأثرياء، والوصول إلى ما يقدر بنحو 8 تريليونات دولار أمريكي من الثروة الخاصة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا.
كما تُظهِر صناديق التحوط من المراكز التقليدية اهتماماً متزايداً بالتوسع في المنطقة والتأسيس في مركز دبي المالي العالمي كقاعدة، مع أكثر من 50 صندوق تحوط خالصاً مسجلاً بالفعل في المركز، والذي يشمل أكثر من 40 صندوق تحوط» نادي المليار دولار.
بالإضافة إلى ذلك، أقام مركز دبي المالي العالمي شراكة بارزة مع جمعية إدارة الاستثمار البديل (AIMA): أول مركز مالي في المنطقة يفعل ذلك. تمثل AIMA أكثر من 2100 عضو مؤسسي حول العالم، وتدير صناديق التحوط و/أو أصول الائتمان الخاصة التي تتجاوز 2.5 تريليون دولار أمريكي. ويؤكد التعاون مع AIMA على الدور المحوري للابتكار والتعاون عبر الحدود في جذب تدفقات رأس المال وخلق الفرص في أسواق النمو لصناديق التحوط عالية الأداء ذات استراتيجيات الاستثمار المتنوعة.
وبحسب التقرير، نجح مركز دبي المالي العالمي في جذب العديد من صناديق التحوط هذه بفضل مجموعته الشاملة من مزايا النظام البيئي، بما في ذلك الراحة التشغيلية، والتنظيم الداعم، وتمكين الابتكار، وشبكة واسعة من الشركات الداعمة، وخيارات نمط الحياة التي تجذب المواهب عالية المستوى.