اقتصاد / صحيفة الخليج

تايوان والاقتصاد العالمي

افتتاحية «تايبيه تايمز»
مع تصاعد حدة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين وانعدام الثقة المتبادلة، واتجاه «دعم الأصدقاء» لسلسلة التوريد في أعقاب جائحة كوفيد-19، وتفتت العالم إلى كتل جيوسياسية متنافسة، يخشى الكثير من المحللين وصُناع السياسات من تراجع العالم إلى حرب باردة جديدة، وعالم من انقسام التجارة والحمائية وإلغاء العولمة.
وقال روبن نيبليت، المدير السابق لمؤسسة «تشاتام هاوس» البحثية ومقرها لندن، إن العالم منهمك في حرب باردة جديدة بالفعل، وإنه يرى الولايات المتحدة والصين تتوصلان ببطء إلى تسوية مؤقتة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت.
وكما كتب نيبليت في كتابه «الحرب الباردة الجديدة»: «يبدو أن القوتين العظميين تتراجعان بعناية عن تهديداتهما، وتحاولان عدم قطع جميع الاتصالات وقنوات الحوار، وتأملان أنه بمجرد ترك مسافة كافية بينهما، سيصبح من الممكن رسم طريق جديد متقاطع أو حتى متوازٍ، من شأنه أن يحافظ على الفوائد المتبادلة التي كانت لديهما على مدى السنوات الخمس والعشرين الماضية».
ومع ذلك، فإن نظام التجارة العالمي المتشعب قد يؤثر سلباً في تايوان. والتي، بوصفها اقتصاداً فقيراً من حيث الموارد، وموجهاً نحو التصدير، تعتمد على التكامل مع سلاسل التوريد العالمية للنمو والحفاظ على ازدهارها.
وسلّط أستاذ جامعة الأعمال الوطنية في تايبيه كيو تشون تشين الضوء على مكانة تايوان في الاقتصاد العالمي في سياق الحرب الباردة الجديدة في العولمة الاقتصادية، وإلى الدور الغامض والحاسم لتايوان، والمنشور في الأوراق الاقتصادية الآسيوية. وقال: «إن زيادة الحمائية والتنافس بين الولايات المتحدة والصين شكل تحديات لتايوان، وخاصة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في عام 2018 وضوابط التصدير الأمريكية على التقنيات الرئيسية. ومع ذلك، يبدو أن الجزيرة تكيفت بشكل جيد مع هذه التحديات».
في غضون ذلك، ارتفعت تجارة تايوان مع 18 دولة في جنوب شرق آسيا وجنوبها وأستراليا من 96 مليار دولار في عام 2016 إلى 180 ملياراً في عام 2022، وذلك في إطار مبادرة «السياسة الجديدة المتجهة جنوباً» التي وضعتها الحكومة التايوانية. حيث بلغت قيمة الاستثمارات الإجمالية لها في هذه الدول 35% من حجم الاستثمار الخارجي، متجاوزة الاستثمار في ، وهو التحول الناتج عن الحرب التجارية والترويج للسياسة.
بالإضافة إلى ذلك، أطلقت وزارة الشؤون الاقتصادية مبادرة لجذب الشركات التايوانية من الصين، والتركيز على الاستثمارات ذات القيمة المضافة العالية. ومع تحقيق الشركات العائدة نمواً متوسطاً في الإنتاج بنسبة 8.1% مقارنة بنمو التصنيع الإجمالي بنسبة 4.6%، تم تمديد خطة الترويج لمدة ثلاث سنوات أخرى بسبب فعاليتها.
وفي ظل التفاوض على مبادرة الولايات المتحدة وتايوان بشأن اتفاقية التجارة في القرن الحادي والعشرين، وإمكانية توقيع دول أخرى على اتفاقيات مماثلة مع تايوان، وانضمام تايبيه إلى الاتفاقية الشاملة والتقدمية للشراكة عبر المحيط الهادئ، يمكن أن تزداد تجارة تايوان مع الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، ما يعوض عن انخفاض تجارتها مع الصين. وقال كو، إن مركزية تايوان في الاقتصاد العالمي يمكن أن تشكل رادعاً للرئيس الصيني شي جين بينغ لكي يفكر مرتين قبل غزوها.
في السياق نفسه، تسيطر تايوان اليوم، على 40 في المئة من إنتاج الرقائق العالمي، وتصنع 92 في المئة من أشباه الموصلات المتقدمة. وهذه الرقائق المستخدمة في كل شيء تقريباً، من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى مراكز البيانات وخوادم الذكاء الاصطناعي، أساسية جداً لعمل المجتمع الحديث. وقد أظهرت تقديرات «بلومبيرغ إيكونوميكس» أن الصراع على تايوان سيكلف العالم 10 تريليونات دولار، ما يتسبب في انخفاض بنسبة 10.2 في المئة في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وهو ما يتجاوز بكثير الانخفاض بنسبة 5.9 في المئة الناجم عن جائحة «كوفيد-19».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا