أظهرت بيانات الجمارك الصادرة الاثنين أن الصادرات والواردات الصينية جاءت أقل من التوقعات في سبتمبر/أيلول، ما أثار المخاوف بشأن واحدة من النقاط المضيئة القليلة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأظهرت بيانات الجمارك أن الصادرات ارتفعت بنسبة 2.4% في سبتمبر/أيلول مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 0.3%.
وكان المحللون يتوقعون نمواً أسرع، وكان من المتوقع أن ترتفع صادرات الصين بنسبة 6% على أساس سنوي في سبتمبر/أيلول، مع توقع ارتفاع الواردات بنسبة 0.9% على أساس سنوي الشهر الماضي، وفقاً لاستطلاعات رويترز.
وكانت الصادرات محركاً رئيسياً للنمو في الاقتصاد الصيني، الذي أثقل كاهله في السنوات الأخيرة الإنفاق الاستهلاكي الباهت وتراجع سوق العقارات.
التوترات التجارية
لكن تشيوي تشانغ، رئيس وكبير خبراء الاقتصاد في بينبوينت لإدارة الأصول، قال في مذكرة: «إن التوترات التجارية المتزايدة ستجعل من الصعب على صادرات الصين الاستمرار في النمو بوتيرة قوية قبل العام المقبل».
وأضاف: «إن تغيير موقف السياسة المالية كما أشار إليه المؤتمر الصحفي خلال عطلة نهاية الأسبوع أمر بالغ الأهمية باعتباره ركيزة للنمو في العام المقبل».
وزادت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، من بين منتجات أخرى.
التجارة بين الصين وأمريكا
وارتفعت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة، أكبر شريك تجاري لها، بنسبة 2.2% في سبتمبر مقارنة بالعام الماضي، في حين ارتفعت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 6.7%، وفقاً لتحليل «سي إن بي سي» للبيانات الرسمية.
وقال زيتشون هوانج، الخبير الاقتصادي الصيني في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة الاثنين: «انخفضت أحجام الواردات الشهر الماضي، ولكن من المرجح أن تنتعش في الأمد القريب مع زيادة الإنفاق المالي السريع للطلب على السلع الصناعية».
وأضاف هوانج: «نعتقد أن زيادة وزارة المالية في الإنفاق المالي ستعزز نشاط البناء وتدفع الطلب على السلع الصناعية، على الأقل لمدة ربع أو ربعين».
وألمحت وزارة المالية الصينية إلى خططِ دعمٍ لمواجهة الزيادة في العجز المالي السبت، دون الخوض في تفاصيل حجم هذا الدعم في ذلك الوقت.
الصادرات إلى جنوب شرق آسيا
وارتفعت الصادرات إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا، أكبر شريك تجاري للصين على أساس إقليمي، بنسبة 5.5%، في حين ارتفعت الواردات بنسبة 4.2%. وارتفعت صادرات الصين إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 1.3%، في حين انخفضت الواردات بنسبة 4%.
روسيا
وأظهر التحليل أن صادرات الصين إلى روسيا، شريكة مجموعة البريكس، ارتفعت بنسبة 16.6%، لكن الواردات انخفضت بنسبة 8.4%.
وتباطأ نمو صادرات الصين الإجمالية من السيارات إلى زيادة سنوية بنسبة 25.7% في سبتمبر/أيلول، في حين انخفضت صادرات الأحذية والألعاب والهواتف الذكية خلال نفس الفترة، وكانت الأجهزة المنزلية والسفن من بين الفئات التي سجلت نمواً في الصادرات.
النفط
وفي إشارة أخرى إلى ضعف الطلب المحلي، انخفضت واردات الصين من النفط الخام بنسبة 10.7% بالدولار الأمريكي في سبتمبر/أيلول، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، في حين ارتفعت واردات الغاز الطبيعي والفحم.
وعكست البيانات الأخيرة جهود بكين لتعزيز إمدادات الغذاء والوصول إلى المعادن النادرة، من أجل ضمان الأمن القومي. وانكمشت تجارة المعادن النادرة في الصين بشكل أكبر، حيث انخفضت الصادرات بأكثر من 40% في سبتمبر/أيلول مقارنة بالعام الماضي، وانخفضت الواردات بنحو 9%.
وارتفع استهلاك فول الصويا، وهو أحد المكونات الرئيسية في علف الماشية، بنحو 39%.
(وكالات)