- فوجئ الباحثون عند خوض تجربة فريدة مع النموذج اللغوي "شات جي بي تي"، بقدرته على تجاوز حدود الإجابة التقليدية على مسألة حسابية.
- لم يقتصر أداؤه على تقديم الحل الصحيح، بل تجاوز ذلك إلى شرح المفهوم الرياضي الكامن وراء الحل بطريقة مبسطة وواضحة.
- يثير هذا الإنجاز اللافت تساؤلات عميقة حول دور التعليم التقليدي في ظل صعود الذكاء الاصطناعي.
- فإذا كان بإمكان برنامج دردشة آلي أن يقدم إجابات شبه فورية وشروحات وافية لمختلف الأسئلة، فما الدافع وراء بذل الجهد لتعلم هذه الأمور بأنفسنا؟
- وإذا أصبحت المعرفة متاحة بسهولة وبكميات هائلة، فكيف يمكننا الحفاظ على قيمتها الفريدة؟
- يشكّل هذا التساؤل مدخلاً لأحد المحاور الأساسية التي يستكشفها "روبرت سكيدلسكي" في كتابه "عصر الآلة"، حيث يتناول الكاتب تأثير التكنولوجيا المتسارع على سوق العمل، محذرًا من تحولنا إلى "عالم يفتقد إلى مهارات أجدادنا" -على حد قوله.
- يواجه الكاتب بجرأة الحجة القائلة بأن العمال قادرون على التكيف مع هذا التحول، كاشفًا عن الصعوبات الحقيقية التي تعترض هذا التحول.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- ورغم قوة حججه، إلا أنه يقع أحيانًا في فخ التعميمات، فعندما يربط بين العمل وقيمته الاجتماعية، مستندًا إلى رؤى اجتماعية عميقة، يطرح سؤالًا محوريًا حول مدى صحة النظرة الاقتصادية التي تقلل من شأن العمل، وترى فيه مجرد تكلفة إضافية.
- يقدم الكتاب تحليلاً معمقًا للأنظمة الاقتصادية والسياسية السائدة، متسائلاً عما إذا كان النظام الرأسمالي قادرًا على تحقيق العدالة الاجتماعية؟ وهل الديمقراطية كافية لمواجهة التحديات العالمية؟
- يوسع الكاتب دائرة نقده ليشمل جوانب متعددة من الحياة المعاصرة، متجاوزًا بذلك الحدود التقليدية للمناقشات الاقتصادية.
- ورغم هذا التوسع، فإن الكتاب يقع أحيانًا في شرك الاستطراد الأدبي، مما يضعف من قوة حججه الرئيسية. ومع ذلك، يبقى الكتاب عملًا فكريًا مهمًا، يجمع بين التخصصات المختلفة، ويقدم رؤية جديدة للأزمات المعاصرة.
- يسعى سكيدلسكي في كتابه "عصر الآلة" إلى فحص دقيق لكيفية تحول السعي نحو يوتوبيا تكنولوجية إلى تهديد وجودي للعالم كما نعرفه.
- يقدم الكتاب حُججًا مقنعة ترسم صورة شاملة لعلاقة الإنسان المعقدة بالتكنولوجيا، إلا أنه قد لا يفي بتوقعات القراء الساعين إلى تحليل مفصل لتداعيات هذه التغيرات على مستقبل البشرية.
- ببساطة، يطرح "عصر الآلة" أطروحة جريئة ومثيرة للتفكير حول التكنولوجيا ومستقبلنا، لكنه يترك القارئ متعطشًا لمزيد من الاستقصاء في أعماق التحولات الجذرية التي تشهدها حياتنا بفعل التكنولوجيا.
- يسلط الكتاب الضوء على حقيقة أن التكنولوجيا، رغم قدرتها على تحريرنا من بعض المهام الشاقة، قد تقودنا إلى عالم جديد نخضع فيه لسيطرة الآلات بدلاً من أن نسيطر عليها.
- يتناول الكتاب مفهوم "التقدم" من منظور ناقد، محذراً من أن التكنولوجيا التي عُدّت يوماً محفزاً للتطور قد تتحول إلى قيد يحد من حريات الإنسان.
- يكرر "سكيدلسكي" فكرته القائلة بأن "التقدم" قد يحول الأحلام اليوتوبية إلى واقع ديستوبي، حيث تصبح الآلات سادة على البشر بدلاً من أن تكون أدوات مسخرة لخدمتهم.
- يختتم سكيدلسكي روايته بنظرة قاتمة إلى المستقبل، حيث يحذرنا من أن الديمقراطية، كما نعرفها اليوم، قد تكون عاجزة عن مواجهة الزلازل التكنولوجية والبيئية الوشيكة، ويثير تساؤلاً مقلقًا حول قدرة أي نظام على توزيع ثمار التقدم التكنولوجي بإنصاف ومساواة.
- ومن ثمَّ، فإن "عصر الآلة" ليس مجرد رؤية تأملية لعصر التكنولوجيا، بل هو تحذير بصوت عالٍ بخطورة السماح للتكنولوجيا بأن تقودنا بدلاً من أن نقودها.
المصدر: جمعية الاقتصاديين المحترفين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.