اقتصاد / ارقام

أبرز تحديات صناعة السيارات مستقبلًا

- لم تترك تداعيات جائحة كوفيد-19 المدمرة، وما تلاها من متغيرات، مجالًا للشك في مدى تأثيرها على الاقتصادات العالمية.

 

- وفي ظل الفوضى التي خلّفها الوباء، كانت هناك اضطرابات كبيرة في مختلف القطاعات الصناعية. وقد تأثرت صناعة السيارات بشكل خاص جراء هذه الأزمة، حيث كانت قد بدأت قبلها تشهد تحولات جوهرية مثل التوجه نحو التنقل الكهربائي ومشاركة الرحلات.

 

- ومع ذلك، لم يُهدم كل شيء، كما اكتشف العالم لاحقًا. فبحسب المنظمة الدولية لمصنعي السيارات (OICA)، بلغ إنتاج السيارات في عام زيادة بنسبة 20.5% مقارنة بعام 2020، مما يشير إلى تحسن إيجابي في القطاع.

 

- في ذروة الجائحة عام 2020، كان قطاع السيارات في أضعف مراحله، حيث واجه مشاكل بيئية جراء الانبعاثات وتغيرات في تفضيلات المستهلكين، إضافة إلى انخفاض مبيعات السيارات بسبب تفشي الوباء والتوترات السياسية.

 

- ومع مرور الوقت، بدأ القطاع يشهد تحسنًا، وظهرت اتجاهات تكنولوجية جديدة، لكن التحديات ما زالت قائمة.

 

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
 

5  تحديات تواجه صناعة السيارات في المرحلة المقبلة

الضغوطات الناتجة عن أهداف الاستدامة وتأثيرها على السياسات التنظيمية

 

 

 

- تقف صناعة السيارات اليوم عند مفترق طرق حاسم، حيث باتت أهداف الاستدامة تُملي عليها اتخاذ قرارات مصيرية.

 

- فمع تزايد الضغوط العالمية للحدّ من الانبعاثات الكربونية، تجد الشركات نفسها أمام تحدٍ جديد يتمثل في الانتقال إلى اقتصاد أخضر.

 

- ولعلّ أبرز مثال على ذلك هو الأهداف الطموحة التي حددها الاتحاد الأوروبي، والتي تستهدف خفض انبعاثات السيارات الجديدة بنسبة 55% بحلول عام 2030.

 

- وبلا شك، ستدفع هذه التوجهات التشريعية الجديدة شركات صناعة السيارات إلى تكثيف جهودها البحثية والتطويرية، لا سيّما في مجال السيارات الكهربائية، لتتمكن من مواكبة هذه المتغيرات السريعة.

 

- ولا يقتصر هذا التحوّل نحو الاستدامة على تقليل الانبعاثات فحسب، بل يشمل أيضًا تبني مفهوم الاقتصاد الدائري، حيث تسعى العديد من الشركات، مثل نيسان، إلى زيادة استخدام المواد المُعاد تدويرها في تصنيع سياراتها بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2030.

 

الاضطرابات التكنولوجية والتغيرات في تفضيلات المستهلكين

 

 

 

- مع ظهور المركبات الكهربائية وأنظمة القيادة الذاتية المتقدمة، وتزايد ميزات الاتصال الذكية، باتت الشركات مجبرة على ضخّ استثمارات هائلة في البحث والتطوير، وتحديث البنية التحتية، وتأهيل الكوادر البشرية لمواكبة هذه التحولات الجذرية.

 

- على سبيل المثال، أعلنت شركة بي واي دي في يناير 2024 عن تخصيص مبلغ يفوق 14 مليار دولار أمريكي لتطوير أنظمة مساعدة السائق المتقدمة في سياراتها الكهربائية الذكية.

 

- كما شهدت نموًا هائلاً في مبيعات السيارات الكهربائية، حيث ارتفعت بنسبة 80% خلال عام 2022، مما يعكس رغبة المتسوقين المتزايدة في خفض الانبعاثات الكربونية.

 

- رغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال الشركات بحاجة إلى استثمارات ضخمة لكي تتمكن من تحويل خطوط إنتاجها وسلاسل توريدها لتلبية الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية.

 

نقص العمالة وتأثيره على التكاليف

 

 

 

- تعاني صناعة السيارات الأوروبية، التي تعد موطنًا لأربع من أكبر شركات صناعة السيارات عالميًا، من عجز حاد في العمالة الماهرة.

 

- تشير الدراسات الحديثة إلى أن ما يزيد على ثلاثة أرباع الشركات الأوروبية قد واجهت نقصًا حادًا في العمالة خلال عام 2023، مما أدى إلى ارتفاع التكاليف وتراجع الإنتاج.

 

- وتشير التوقعات إلى أن قطاع السيارات في الولايات المتحدة قد يعاني من عجز يقدر بحوالي 2.1 مليون وظيفة بحلول عام 2030، لهذا النقص المتزايد، مما يحد من قدرة الشركات على تلبية الطلب المتزايد ورفع الإنتاجية في ظل التطور المتسارع للتقنيات الحديثة.

 

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سلاسل التوريد

 

 

 

- أدت جائحة كوفيد-19 إلى إحداث شلل فوري في سلاسل توريد السيارات، إذ تسبّب إغلاق المصانع الصينية في بداية الجائحة بانخفاض حاد في الإنتاج.

 

- والآن، تواجه الصناعة تحديات جديدة مع تفاقم التوترات الجيوسياسية، مثل النزاع الروسي الأوكراني والأزمات المستمرة في الشرق الأوسط.

 

- غني عن القول أن هذه الصراعات لها تأثير مباشر على إمدادات النفط وتزيد من تكاليف الإنتاج، مما يعيق سلاسل التوريد ويؤخر شحن المكونات، الأمر الذي يهدد خطط الإنتاج والتوظيف للشركات العالمية.

 

التهديدات المتزايدة للهجمات الإلكترونية

 

 

 

- إن اختراق أنظمة التحكم في المركبة والوصول إلى بيانات حساسة كالموقع والاتصالات الشخصية، يمهد الطريق لسرقة المركبات.

 

- قد يؤدي هذا الاختراق إلى انتهاك خصوصية مالكي المركبات من خلال تتبع تحركاتهم أو التحكم عن بُعد في وظائفها.

 

- والأدهى من ذلك، أنه يمكن للمتسللين استهداف الأنظمة الحيوية في المركبة كالفرامل والتوجيه، مما قد يؤدي إلى فقدان السيطرة عليها وتعريض حياة الركاب وسائر مستخدمي الطريق للخطر.

 

- تُعد أنظمة الدخول الذكية ومحطات شحن المركبات الكهربائية من أبرز الأهداف التي يستهدفها المتسللون، حيث يمكنهم استغلال الثغرات الأمنية في هذه الأنظمة لسرقة المركبات أو الوصول إلى بيانات حساسة للعملاء، أو تعطيل الخدمات الأساسية.

 

- يؤكد هذا الأمر على الحاجة الملحة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحماية هذه التقنيات الحديثة.

 

 

- إن التحديات المطروحة آنفاً تضع القطاع في قلب زوبعة التغيرات التكنولوجية والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها العالم.

 

- مما يستوجب على العاملين فيه تعزيز قدرتهم على التكيف مع المتغيرات المستقبلية والاستباق في تلبية احتياجاتها.

 

- ولا شك أن الاستراتيجيات القائمة على الاستخبارات التنافسية والالتزام بالتنمية المستدامة وتقييم المخاطر الجيوسياسية والاستثمار في الكوادر البشرية ستكون بمثابة خارطة طريق موثوقة لقطاع السيارات في هذه المرحلة التحولية.

 

- ومن المتوقع أن يتمخض عن هذا التطور فرص واعدة لمن يتمتعون بالمرونة والابتكار، مما يعزز دور القطاع المحوري في دفع عجلة التقدم الصناعي والنمو الاقتصادي.

 

المصدر: جلوبال ماركت إنسايت

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا