اقتصاد / ارقام

طموح لا يتوقف .. هل حقًا الشركات الصينية الأكثر تنافسية في عالم السيارات؟

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

تواصل سعيها دون هوادة نحو الهيمنة على صناعة السيارات العالمية، حتى رغم التدابير التي تتخذها أوروبا والولايات المتحدة لمحاولة كبح جماحها.

 

باعت شركات صناعة السيارات في الصين عددًا  من المركبات يتجاوز نظيراتها في الولايات المتحدة خلال العام الماضي للمرة الأولى على الإطلاق، بدعم من "بي واي دي"، حسب بيانات "جاتو ديناميكس".

 

حتى أن وتيرة نمو المبيعات في الصين بلغت 23% على أساس سنوي، مقارنة مع 9% فقط في الولايات المتحدة.


وذكر "فيليبي مونوز" كبير محللي "جاتو" أن الإهمال من جانب شركات صناعة السيارات التقليدية والذي أدى لارتفاع أسعار السيارات باستمرار، دفع المستهلكين عن غير عمد نحو بدائل صينية بأسعار معقولة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

مبيعات العلامات التجارية لصناعة السيارات في

العلامات التجارية

المبيعات
(مليون سيارة)

اليابانية

23.59

الصينية

13.4

الأمريكية

11.9

 

التفوق في الابتكار

 

ذكر تقرير صادر عن مؤسسة الأبحاث "تكنولوجيا المعلومات والابتكار" المعروفة اختصارًا بـ "آي تي آي إف" أن شركات السيارات الكهربائية الصينية تعمل على تطوير منتجات وتقنيات جديدة بمعدل أعلى من نظيرتها الأمريكية.

 

وأظهر التقرير أن شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية أسرع بنسبة 30% عندما يتعلق الأمر بتطوير وإطلاق نماذج جديدة مقارنة مع شركات منها "تسلا".

 

وأن الشركات الصينية تستغرق في المتوسط حوالي 1.3 عامًا فقط قبل تحديث أو تجديد نماذج السيارات الكهربائية الخاصة بها، بينما تستغرق العلامات التجارية من دول أخرى بما في ذلك الولايات المتحدة 4.2 عامًا في المتوسط.

 

 

وفي الفترة بين عامي 2017 و 2023، قدمت "بي واي دي" – المدعومة من الملياردير "وارن بافت" -  19 مركبة جديدة، في حين طرحت "تسلا" خمس موديلات فقط.

 

وهو ما يبرز أن جودة وابتكار المركبات الكهربائية التي تقدمها الشركات الصينية الرائدة مثل "بي واي دي" و"" و"لي أوتو" وغيرها تنافس وبصورة متزايدة وتتجاوز ما تقدمه "تسلا" أو حتى الألمانية "بي إم دبليو".

 

وحذرت "آي تي آي إف" - التي يقع مقرها في واشنطن  - من أن شركات صناعة السيارات الأمريكية ستحتاج لمضاعفة الابتكار التكنولوجي الحقيقي إذا أرادت الاستمرار في المنافسة مع الشركات الصينية.

 

حتى أن "إيلون ماسك" المدير التنفيذي لـ "تسلا" ذكر في وقت سابق من هذا العام أن شركات السيارات الصينية هي الأكثر تنافسية في العالم، وأنها ستحقق نجاحًا كبيرًا خارج بلادها.

 

وأضاف حينها: بصراحة، إذا لم يتم وضع حواجز تجارية، فإنها سوف تهزم معظم شركات السيارات الأخرى في العالم.

 

أوروبا تواجه عاصفة شديدة

 

يمثل طموح صناعة السيارات الصينية ورغبتها في التوسع في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، تهديدًا لصناعة السيارات الأوروبية التي توظف أكثر من 13 مليون شخص سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، وتشكل حوالي 7% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.

 

كان إعلان "فولكس فاجن" أنها قد تغلق مصانع في ألمانيا للمرة الأولى في تاريخها في محاولة لخفض التكاليف، بمثابة علامة بارزة على التحديات الشديدة التي تواجهها شركات صناعة السيارات التقليدية.

 

 

هذا بعدما فقدت "فولكس فاجن" مكانتها كأكبر علامة تجارية مبيعًا للسيارات في الصين لصالح "بي واي دي"، لتتخلى عن اللقب الذي احتفظت به منذ عام 2000 على الأقل.

 

ولا يقتصر الأمر على الشركة الألمانية فقط، بل أن "فورد" و"جنرال موتورز" من بين الشركات التي تفقد حصتها السوقية في الصين، مع رفض المستهلكون المحليون العلامات التجارية الأجنبية وشراء الصينية بدلاً من ذلك.

 

وبعدما كانت شركات صناعة السيارات الأجنبية تهيمن على أكبر سوق للسيارات في العالم على مدار عقود، فإن هذا العصر الذهبي يقترب من نهايته.

 

شركات صناعة السيارات الأجنبية تفقد هيمنتها في الصين

الفترة الزمنية

 

حصة شركات السيارات الأجنبية

 

حصة الشركات المحلية

يوليو 2022

 

%53

 

%47

يوليو 2024

 

%33

 

%67

 

طموح لا يتوقف
 

لا يقتصر نجاح شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية على الداخل فقط، بل أن صادرات البلاد قفزت بأكثر من 60% في 2023 لتتجاوز 4 ملايين، مما جعل الصين أكبر مصدر للسيارات في العالم متفوقة على وألمانيا.

 

وبالتركيز على النرويج، يتضح الأمر إذ أصبحت علامات تجارية صينية مثل "إم جي" و"بي واي دي" و"إكس بنج" شائعة في شوارع البلاد.

 

 ووصلت الحصة السوقية لشركات صناعة السيارات الصينية في النرويج إلى 11% خلال العام الحالي حتى الآن، بعدما لم تنجح في بيع أية وحدات في النرويج في عام 2019، وبلغت حصتها في 2020 حوالي 5% فقط، ووصلت إلى 10% في 2022.

 

لكن لا تزال الأمريكية "تسلا" أكبر العلامات التجارية مبيعًا للسيارات في النرويج هذا العام، وفقًا لإحصاءات من رابطة الطرق النرويجية.

 

 

حتى أن شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى مثل "فولكس فاجن" و"أودي" و"مرسيدس" أصبحت تعتمد بصورة متزايدة في مبيعاتها العالمية على الصين، حيث تضطر لعقد اتفاقات تعاون مع شركاتها المحلية.

 

وحتى في جنوب شرق آسيا، تتوسع هيمنة الشركات الصينية سريعًا في المنطقة التي ظلت لفترة طويلة تهمين عليها العلامات التجارية اليابانية مثل "تويوتا" و"هوندا" و"ميتسوبيشي" لفترة طويلة.

 

وسجلت شركات صناعة السيارات اليابانية أكبر خسائر في الحصة السوقية بين كافة شركات الصناعة في الفترة من 2019 و2024 في الصين وسنغافورة وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا، حسب تحليل أجرته "بلومبرج".

 

وبدلاً من أن كانت اليابان تهيمن على صناعة الركاب العالمية بأكثر من خٌمس الإنتاج العالمي قبل عقدين من الزمن تراجعت حصتها إلى أكثر من 11% بينما قفزت حصة الصين إلى ما يزيد عن 38%.

 

مقارنة بين التغير بين حصة اليابان من إنتاج سيارات الركاب العالمي

العام

حصة اليابان

حصة الصين

1998

%21.6

%1.4

2023

%11.4

%38.4

 

الرسوم الجمركية لن توقف طموحها

 

يتوقع "يو بي إس" أن تضاعف شركات صناعة السيارات الصينية حصتها في سوق المركبات الكهربائية العالمية إلى ما يقرب من الثلث بحلول 2030، على أن تعاني الشركات الأوروبية من أكبر خسارة في حصتها السوقية لذلك.

 

ومع ذلك التهديد لجأت الولايات المتحدة وأوروبا إلى زيادة التعريفات الجمركية على السيارات الصينية، لكن من غير الواضح بعد ما إذا كانت تلك الرسوم ستكون كافية لوقف توسعها.

 

إذ ذكرت معظم شركات السيارات الكهربائية الصينية أنه ستستمر في بيع السيارات في أوروبا ولن ترفع الأسعار للتعويض عن الرسوم الجمركية.

 

 

ومع مواجهة رسومًا جمركية تصل إلى 100% في كندا والولايات المتحدة وتقريبًا 45% في الاتحاد الأوروبي، حققت شركات مثل "بي واي دي" وغيرها تقدمًا في أسواق من جنوب شرق آسيا إلى أمريكا اللاتينية وأفريقيا في العام الماضي.

 

وأعلنت شركات صناعة السيارات الكهربائية الصينية خططًا لاستثمار ملايين الدولارات لبناء مصانع جديدة في تايلاند والبرازيل، وفتحت صالات معارض في زامبيا وكينيا وجنوب أفريقيا.

 

مما يبرز أن على شركات صناعة السيارات الأمريكية والأوروبية وحتى اليابان تسريع خطاها وتحسين قدرتها على الابتكار والتطور وخاصة في مجال المركبات العاملة بالبطاريات حتى تنافس نظيرتها الصينية.

 

المصادر:  جاتو ديناميكس - فاينانشال تايمز – بلومبرج -  صوت أمريكا -  بيزنس إنسايدر – سي إن بي سي -  سي إن 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا