وسط صخب حياة العمل العصرية، قد يبدو العثور على لحظات من الهدوء والتركيز أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش. وغالباً ما نجد أنفسنا نقوم بعدة مهام معاً ونتعامل مع المواعيد النهائية ونحاول أن نبقى في الطليعة. وفي خِضَم كل هذه الفوضى، يمكن لأداة واحدة قوية أن تُحدِث فرقاً كبيراً، وهي: اليقظة الذهنية.
- ما هي اليقظة الذهنية؟
اليقظة الذهنية هي أن تكون حاضراً ذهنياً تماماً ومدركاً للحظة الراهنة من دون أن تقوم بإصدار أي أحكام مُسبقة. وتنطوي هذه الأداة على توجيه انتباهنا إلى المكان والزمان الحالي، وإدراك ما يدور بداخلنا من أفكار ومشاعر، من دون أن نسمح لها باستهلاكنا. وقد اكتسبت هذه الممارسة القديمة، المتجذّرة في تقنيات التأمُّل واليقظة الذهنية، شعبية كبيرة في السنوات الأخيرة للكثير من الأسباب الوجيهة.
- تطبيق اليقظة الذهنية في العمل وأهميته
يمكن أن يؤدي دمج اليقظة الذهنية في روتين العمل إلى مجموعة من الفوائد، سواء أكانت على صعيد جودة الحياة الشخصية أو التطوّر المهني. سنطّلع في هذه المقالة على المزيد من التفاصيل حول اليقظة الذهنية وكيف يُمكنها أن تؤدي إلى تغيير الطريقة التي نتعامل بها مع وظائفنا وتعزيز فرص الحصول على تجربة عمل مُرضية.
- تعزيز التركيز والإنتاجية
هل سبق أن وجدت نفسك مشتتاً بسيل من الأفكار وأنت تحاول التركيز على مهمة ما؟ في هذه الحالة ستجد أن اليقظة الذهنية يُمكنها أن تساعدك على كبح جماح هذه الأفكار الشاردة والحفاظ على تركيز حاد على مسؤولياتك الراهنة. ومن خلال تدريب عقلك على الحضور الكامل ستتمكّن من رفع مستوى كفاءتك وإنتاجيتك وتحقيق نتائج عالية الجودة في وقت أقل. - الحد من التوتر وتحسين جودة الحياة
يعد التوتر في مكان العمل تحدياً شائعاً يواجهه الكثيرون يومياً. وهنا يُمكن أن تؤدي اليقظة الذهنية دور المضاد القوي للتوتر الذي يساعدك على إدارة الضغوط من حولك والقلق في داخلك بشكل أكثر فاعلية. ومن خلال ممارسات التنفس والتأمل اليقِظ، ستتمكّن من تعزيز شعورك بالهدوء والسكينة، ما يحسّن من جودة حياتك بشكل عام. - اتخاذ قرارات أفضل
في بيئة العمل التي تتّسم بسرعة الإيقاع، قد يكون اتخاذ القرارات الحاسمة أمراً مُربكاً. وفي هذه الأجواء المُحتِدمة، ستتيح لك اليقظة الذهنية فرصاً للتراجع وتقييم الموقف بموضوعية، ومن ثم اتخاذ خيارات مدروسة. فإذا تمكّنت من التريُّث، ستكون قادراً على الاستجابة للتحديات بوضوح وحكمة وتجنّب اتخاذ أي رد فعل متهوّر قد يؤدي بك إلى الندم لاحقاً. - تعزيز الإبداع والابتكار
إن الإبداع هو الوقود الذي يحفّز الابتكار وحل المشكلات. لذا فإن تبني اليقظة الذهنية قد يؤدي إلى الاستفادة من مخزونك الإبداعي ويسمح لك بإنتاج أفكار ووجهات نظر جديدة. كما أن الانفتاح والوعي من شأنهما أن يسهما في تعزيز مستوى اليقظة الذهنية لتتمكّن من التفكير خارج الصندوق وإيجاد حلول جديدة للمشاكل المعقدة. - تحسين العلاقات الشخصية
بصفتنا كائنات اجتماعية، فإن تفاعلنا مع زملائنا يؤثر بشكل كبير في تجربتنا في العمل. وفي هذا الشأن، تُعزز اليقظة الذهنية مهارات الاستماع والتعاطف، وتُتيح لك الفرص للتواصل بعمق مع الآخرين وبناء علاقات أقوى. وستتمكّن حينئذ من إظهار الاحترام والتفاهم كونك ستكون حاضراً ذهنياً في المحادثات، ما يُعزز فرص الحصول على بيئة عمل متناغمة وداعمة. - الذكاء العاطفي والوعي الذاتي
ترتبط اليقظة الذهنية ارتباطاً وثيقاً بالذكاء العاطفي وهو: القدرة على إدراك وفهم وإدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين. وعندما تمارس اليقظة الذهنية، فإنك تُطور وعياً ذاتياً أكبر، وتتعرف إلى محفزاتك واستجاباتك العاطفية.
وبالتالي ستحظى بمستوى من الوعي يُساعدك على تنظيم مشاعرك بفاعلية والتعامل مع ديناميكيات مكان العمل برباطة جأش. - التوازن بين العمل والحياة
مما لا شك فيه أن الحفاظ على التوازن الصحي بين العمل والحياة الشخصية هو أمر جوهري لتحقيق السعادة والرضا الوظيفي بشكل عام. وتساعد اليقظة الذهنية هنا على وضع حدود بين العمل والحياة الشخصية، ما يحد من مستوى شعورك بالإرهاق ويتيح لك الوقت للاسترخاء والاعتناء بنفسك.
نصائح لممارسة اليقظة الذهنية في العمل
الآن وبعد أن وضحنا فوائد اليقظة الذهنية، دعنا نستكشف الطرق العملية لدمجها في روتين العمل:
- التنفُّس الواعي: خصّص بضع دقائق يومياً للتركيز على تنفسك. تنفس بعمق وانتبه لكل شهيق وزفير. يمكن لهذا التمرين البسيط أن يُهدّئ مما يتزاحم داخل عقلك ويؤثر في جسمك على الفور.
- القيام بمهمة واحدة: بدلاً من تعدد المهام، جرب القيام بمهمة واحدة، أي ركّز انتباهك بالكامل على مهمة واحدة في كل مرة. ستساعد هذه المنهجية على تحسين مستوى تركيزك وكفاءتك.
- الأكل الواعي: أثناء استراحات الغداء، تذوق طعامك بعناية. انتبه إلى النكهات والقوام والروائح، واستمتع بكل لقمة.
- التأملات المصغّرة: خذ فترات راحة قصيرة طوال اليوم لجلسات التأمل المصغرة. أغمض عينيك وتنفس بعمق وتخلّص من أي توتر.
- المشي الواعي: أثناء فترات الاستراحة، قم بنزهة واعية في الخارج. انتبه للمشاهد والأصوات والأحاسيس من حولك.
- الاستماع الواعي: مارس الاستماع أثناء الاجتماعات والمحادثات. ركز انتباهك الكامل على المتحدث من دون أن تقاطعه أو تصيغ ردوداً في ذهنك.
- يوميات الامتنان: قم بإنهاء كل يوم عمل بكتابة ثلاثة أمور تشعر بالامتنان للحصول عليها. يمكن أن يؤدي التركيز على الجوانب الإيجابية إلى تغيير وجهة نظرك وتحسين حالتك المزاجية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
