اقتصاد / نيوز لاين

وطعنة الشقيق

لا أخشى على السوريين وثورتهم من تركيا ، او إيران ، أو روسيا ، أو أمريكا ، او حتى إسرائيل ، فهؤلاء واضحون وأمام الوجه وأن تعددت أو اختلفت اجندتهم ووسائلهم أو مصالحهم . 

 

خشيتي من طعنات الإخوة الأشقاء العرب، وتحديدا ( الاشقياء )الأغنياء المعروفين ماضيا وحاضرًا بدعم الحكام الديكتاتورين الفاسدين ، فطعنات الشقيق غادرة وقاتلة . 

وعندما اقول اشقائنا الاشقياء ، فذاك أنهم امتلكوا المال والسلاح والإعلام والحياة والتأثير ، لكنهم بالمقابل فقراء ، ويا للأسف .

 

وفقرهم للنموذج الحضاري الديمقراطي الإنساني أفضى بهم إلى قمع الأفكار الثورية ، وتوجيه أدواتهم ومقدراتهم لبقاء الجمهوريات متخلفة وتحت السيطرة ، بحيث لا يكون لهذه الأنظمة الجمهورية تأثيرًا نوعيا على مستوى الداخل أو الجوار والخارج .

 

الذي لا يقرأ التاريخ ، سيجد ذاته اسيرًا لتكرار تجارب خاطئة ، فمن يظن أن ثورات ما سمي بالربيع العربي خطيئة ، فلا شك أنه لم يتعلم من دروس التاريخ ، وما أكثرها ، أنه هنا يسير في ركب العبيد ولا يعلم .

 

يكفي أن نشير إلى أن ما حدث للجمهوريات العربية في الخمسينات والستينات ، يعاد إنتاجه وإن بصورة مغايرة.

 

الذين جهلوا أو أنهم لم يدركوا بعد حجم المال المُهدر لإسقاط هذا التغيير السياسي ، ينبغي لهم مشاهدة ما تواجهه الثورة السورية ، فبرغم مقاطعة أغلب الدول العربية لنظام الأسد طوال الفترة المنصرمة ، إلَّا أن الشقيق الغني لن يقدم دولار واحد ، نجدة ومساعدة للشعب السوري في ظروفه الراهنة .

 

وعلى العكس من ذلك ، لن يترك الشعب السوري يواجه تحديات ما بعد الثورة والسقوط ، سيخذله الأشقاء وسيذهب المال والسلاح إلى بقايا نظام طالما وصفوه بالشقيق العاق والجار الخائن لجيرانه وقومه .

 

هنالك ثمة عداء ما بين طرفين ، طرف ثائر حامل لمفاهيم ثورية داعية للتغيير وبقيم حداثية تحررية ديمقراطية ، وطرف مناهض رافض لا يستطيع التعايش مع مفاهيم الحرية والعدالة والمساواة وحكم الشعب .

 

ويقينًا أن ستواجه ثورات مضادة مسنودة بالمال والسلاح والإعلام الشقيق ، ولا أظن اليمن وليبيا وتونس ومصر والسودان عنا ببعيد .

الأشقاء اعتادوا الوقوف في الناحية المناهضة لكل حركة أو ثورة أو دعوة لتغيير أو إصلاح لواقع الحال. تأملوا جيدا بما يقدمه الشقيق لهذه المجتمعات الثائرة على الظلم والطغيان . 

 

ليتهم تعلموا من دولة معنى أن تساعد شعبا دونما تفرض عليه وصاية أو تذُله ، أو أنهم استفادوا من اوروبا وامريكا واليابان معنى أن يكون الإنسان حرًا في وطنه . أو أنَّ المجتمعات الثائرة استفادت من تجاربها الماضية ، على ما فيها من دروس وفوائد لمن يفهم ويتعلم .  

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة نيوز لاين ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من نيوز لاين ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا