يتحول مستثمرو الذهب والفضة نحو موقف دفاعي مع اقتراب نهاية العام، حيث يسعون إلى حماية المكاسب وتأمينها بعد عام شهد أداءً استثنائياً. شهد هذا العام تسجيل الذهب لأعلى عوائد سنوية منذ عام 2010، بينما نجحت الفضة في مواكبة الذهب، حيث وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً خلال الارتفاع الذي سبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية في أكتوبر.
وبحسب أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، يتداول كلا المعدنين حالياً بارتفاع يتجاوز 27% منذ بداية العام، وهو أداء مميز بالنظر إلى قوة الدولار المتزايدة، الذي ارتفع بأكثر من 6% مقابل سلة من العملات الرئيسية، ويتجه لتسجيل أفضل عام له منذ عقد. إضافة إلى ذلك، ارتفعت عوائد السندات الأمريكية رغم بدء دورة خفض أسعار الفائدة، وسط مخاوف بشأن عدم الاستقرار المالي نتيجة استمرار الحكومات - خاصة في الولايات المتحدة - في الإنفاق بأموال غير متوفرة، مما يؤدي إلى زيادة أعباء الديون.
من الجدير بالذكر وجود علاقة قوية بين اتساع الفارق بين العوائد الأمريكية والأوروبية وضعف اليورو مقابل الدولار. وعلى المدى القصير، قد يستمر التفوق النسبي للعوائد الأمريكية وطلب المستثمرين على الأسهم الأمريكية في الحد من الإمكانات الصعودية للذهب والفضة، نظراً لدفعهما الدولار نحو المزيد من القوة.
ويقول أولي هانسن: رغم بدء دورة خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة عام 2024، إلا أن التوقعات بخفض حاد للأسعار تراجعت بسرعة بعد أول خفض تم في سبتمبر. فمن مستوى منخفض متوقع عند 2.75% في ديسمبر 2025، يسعّر سوق العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي الآن أقل من ثلاث تخفيضات إضافية، بما في ذلك الخفض المتوقع من قِبل لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية يوم الخميس، ليصل إلى حوالي 3.9% بحلول هذا الوقت من العام القادم.
أسباب أداء المعادن الثمينة المميز رغم الرياح المعاكسة
يرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك أنه في ظل هذه التحديات الظاهرة، كيف نجحت المعادن الثمينة في تحقيق هذا الأداء القوي، خاصة في عام شهد أداءً جيداً لأسواق الأسهم (وإن كان مُركزاً في عدد قليل من الشركات الأمريكية العملاقة)؟
وضيف: قبل عام واحد، حينما نشرنا توقعاتنا لعام «عام المعادن 2024»، توقعنا ارتفاع أسعار الذهب والفضة نتيجة المخاطر المرتبطة بركود أمريكي محتمل وتراجع التضخم، مما يمهد الطريق لخفض أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، دعمت هذه المعادن عروض الملاذ الآمن بسبب الأحداث المتسارعة في الشرقة الأوسط. علاوة على هذه العوامل، كان من المتوقع استمرار مشتريات البنوك المركزية بهدف التنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية.
أداء الذهب بعملات مختلفة
ورغم عدم تحقق الركود الأمريكي وتلاشي توقعات خفض أسعار الفائدة، إلا أن معظم التطورات التي دعمت هذه المكاسب القوية من غير المرجح أن تتلاشى قريباً، وستستمر بدورها في دعم أسعار كلا المعدنين خلال عام 2025.
وفقاً لأولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، تشمل هذه العوامل ما يلي:
- مشتريات البنوك المركزية للتنويع بعيداً عن الدولار الأمريكي والسندات الحكومية. تخفيض أسعار الفائدة، مما يقلل من «تكلفة» الاحتفاظ بالذهب مقارنة بالاستثمار في السندات الحكومية قصيرة الأجل.
- بقاء التضخم عند مستويات مرتفعة، مما يعوّض التأثير السلبي المحتمل لتراجع توقعات خفض أسعار الفائدة.
- الطلب على الملاذ الآمن وسط عالم مليء بالانقسامات والنزاعات غير المحلولة في الشرق الأوسط وروسيا-أوكرانيا، إلى جانب مخاطر الحروب التجارية والتعريفات الجمركية التي قد ترفع التضخم في 2025.
- تحول المستثمرين الصينيين نحو الذهب وسط معدلات ادخار قياسية منخفضة ومخاوف بشأن سوق العقارات.
- المخاوف بشأن عدم الاستقرار المالي مع زيادة الديون العالمية، خاصة في الولايات المتحدة مع إطلاق الرئيس المنتخب ترامب لسياساته الجذرية وذات التكلفة العالية.
توقعات أسعار الذهب والفضة لعام 2025
يقول أولي هانسن: بشكل عام، قد تستمر هذه التطورات في لعب دور مهم خلال عام 2025 وما بعده، مما يوفر للمعادن الثمينة دعماً كافياً للوصول إلى مستويات قياسية جديدة. وبناءً على ذلك، نتوقع أن يصل سعر الذهب إلى 3,000 دولار العام القادم، مما يمثل ارتفاعاً بنسبة 10% عن المستويات الحالية، بينما قد تحقق الفضة أداءً أفضل، مدعومة بتقلص المعروض والرياح المواتية من المعادن الصناعية. وبالاعتماد على عودة نسبة الذهب إلى الفضة إلى 75 (أونصة فضة لكل أونصة ذهب) من المستوى الحالي البالغ حوالي 85، قد نرى سعر الفضة يستهدف 40 دولار، مما يمثل ارتفاعاً بنسبة 25 %.
- هل سيشهد الذهب والفضة ارتفاعاً قوياً في ديسمبر؟
يتابع أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، بقوله: هذا العنوان كان لمقال كتبته قبل عام بناءً على بيانات أظهرت تسجيل الذهب والفضة لارتفاعات قوية في ديسمبر خلال السنوات الست السابقة. لكن، وكما اتضح، تراجعت الفضة، بينما سجل الذهب مكاسب طفيفة بنسبة 1.3% ليغلق عام 2023 عند 2,062 دولار. والآن، ومع مرور منتصف ديسمبر، تراجعت فرص التكرار، حيث يواجه هذا الشهر تحديات من قوة الدولار والعوائد، بالإضافة إلى إغراء تقليص المراكز بعد عام قياسي.
|
- الفضة الفورية: أثبت الارتفاع القوي للفضة إلى أعلى مستوى لها منذ 12 عاماً في أكتوبر عدم استدامته، حيث أدى تلاشي الدعم من الذهب والنحاس والدولار إلى خسائر كبيرة للمراكز الشرائية عند مستويات 32.30 دولار. وقد تم العثور على الدعم مرتين عند مستوى 29.70 دولار، وهو تصحيح بنسبة 61.8% من مسار الصعود بين أغسطس وأكتوبر، مع وجود دعم إضافي أسفل هذا المستوى يتمثل في خط الاتجاه الممتد من قاع فبراير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.