اقتصاد / صحيفة الخليج

سلوفاكيا.. بلاد تكسوها ألوان الفصول المتنوعة

إعداد: خنساء الزبير

تقع سلوفاكيا في قلب أوروبا، وهي أرض القلاع والجبال، وتتخللها مناطق صناعية ضخمة، وتجذب العاصمة براتيسلافا الزوار ببلدتها القديمة الرائعة.
والبلاد تناسب بشكل خاص محبي قضاء الوقت في الهواء الطلق، حيث تخترق مسارات المشي في جبال تاترا المرتفعة المناظر الطبيعية ذات الجمال المذهل، مع وجود بحيرات جليدية خلف قمم يبلغ ارتفاعها 2000 متر.
وربما يكون السؤال الصعب: ما هو الوقت المثالي لزيارة سلوفاكيا؟
تعتمد الإجابة على ما يفضله الشخص من أنشطة، فهل يفضل شواطئ البحيرات، أم قضاء العطلة في المدن، خلال الموسم المنخفض، أم الانخراط في سباقات التزلج، عبر أعلى منتجع للتزلج في سلوفاكيا.
تسلق الجبال
يعتبر فصل الصيف من الأوقات المفضلة للسفر إلى سلوفاكيا حيث تصل إلى 30 درجة مئوية، وتضج بالمارة شوارع المدينة القديمة المرصوفة بالحجارة، وتكون الظروف مثالية لتناول الآيس كريم والتجول في ساحات براتيسلافا المملوءة بالتماثيل أو مدينة بانسكا شتيافنيتسا المهيبة، التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى.


كما أن الصيف فرصة رائعة كذلك لصعود المرتفعات العالية، حيث لا تفتتح أعلى قمم سلوفاكيا، بما في ذلك ريسي (2501 متر) وكريفان (2495 متر)، أمام المتنزهين إلا في منتصف يونيو، ومن المعروف أن تساقط الثلوج في وقت مبكر يقصر موسم التسلق.
وينظر العديد من سكان البلاد إلى تسلق جبل كريفان الشهير بأنه أجمل قمة في البلاد، باعتباره نوعاً من الأنشطة التي لابد من القيام بها، حتى إنها أصبحت تقليداً أساسياً حيث ظل الجبل يجتذب المتنزهين منذ القرن التاسع عشر، تتميز بعض الرحلات بوجود جداول مياه وشلالات لتبريد الجسم من العرق الصيفي.

المشي وسط الزهور
تشكل جبال تاترا عموداً جبلياً يمتد عبر شمال سلوفاكيا وتتخللها مسارات الصعود، التي تكاد تصل إلى السحاب، وإلى الجنوب توفر المروج والتلال التي تعلوها القلاع مسارات جميلة وأقل صعوبة، تناسب مبتدئي تسلق الجبال. 
وسواء كان التوجه شمالاً أو جنوباً، فإن فصل الربيع يضمن عرضاً رائعاً من الزهور، وللتعرف على النباتات المحلية تنظم عطلة نهاية الأسبوع السنوية للحدائق والمتنزهات المفتوحة، أوائل يونيو/ حزيران، جولات وفعاليات عبر أكثر من 100 مساحة خضراء في جميع أنحاء سلوفاكيا.


وللتعمق أكثر في الطبيعة، يقوم العديد من زوار البلاد بنزهة في الهواء الطلق في مكان في كوبروفا دولينا، حيث تلتقي جبال تاترا الغربية بجبالها المرتفعة الشاهقة، وتحاط الجبال والبحيرات بمروج تتناثر فيها النباتات ذات اللون البنفسجي. وعلى ارتفاع أعلى تضفي أزهار الزعفران الأرجوانية منظراً أجمل، ويبدأ تفتح الأزهار في منتصف شهر مارس/ آذار، ويُعد شهراً مايو/ ايار ويونيو/ حزيران، أفضل وقت للمشي ولتسلق الجبال في الربيع، مع ازدهار المروج وامتلاء الأنهار بالثلوج المذابة من الجبال، تستيقظ الثقافة المحلية أيضاً، حيث يُعد فصل الربيع أحد أفضل أوقات العام للمهرجانات في سلوفاكيا.

الانغماس في تقاليد البلاد
يرتبط شهر نوفمبر/ تشرين الثاني بشكل عام في سلوفاكيا بالعديد من العادات والتقاليد، عندما ينتهي الخريف ببطء ويتوقع السكان أول تساقط للثلوج.
وبالإضافة إلى مجموعة الأحداث والأنشطة المثيرة التي تقدمها سلوفاكيا للمسافرين في نوفمبر، هناك أيضاً بعض الأنشطة السياحية الكلاسيكية في البلاد وتُعد رائعة للزيارة في هذا الوقت من العام، وهي أماكن شهيرة محلياً وغنية بالتراث الثقافي. 


ومما يمكن زيارته هناك المبنى الضخم لقلعة موجودة في مدينة براتيسلافا، التي تُرى من مسافة بعيدة، ومن المؤكد أن كل زائر للمدينة يلاحظ شكل القلعة الظلي البارز، ويعزز هذا الانطباع المهيب التل، الذي يقع عليه والذي يبلغ ارتفاعه حوالي خمسة وثمانين متر فوق مستوى مياه نهر الدانوب، وكانت القلعة مستوطنة محصنة مهمة في نهاية القرن التاسع.

التمتع بالأجواء الجميلة
في سبتمبر/ أيلول يشعر الشخص في سلوفاكيا، بفصل الصيف للمرة الثانية، وبحلول شهر أكتوبر/ تشرين الأول، تصبح الغابات متألقة بزينة الخريف.
وتُعد جبال مالا فاترا، التي يمكن الوصول إليها من زيلينا وقرية ستريتشنو ذات القلعة، أرضاً مثالية للتنزه في هذا الوقت من العام، وتتألق الممرات في منطقة ديري جانوشيكوف بالألوان وهي ممتعة للغاية، مع وجود سلالم للتسلق وممرات معدنية فوق الشلالات.


ولا يزال بعض المتنزهين حتى ذلك الوقت يتجهون إلى جبال تاترا العالية، ولكن يجب تحذيرهم من اقتراب الطقس البارد، ورغم أن الظروف الجوية في هذه المرتفعات تكون أكثر خطورة في منتصف الشتاء، عندما تكون طبقة الثلوج أكثر سمكاً، فإن التغيرات المفاجئة في الطقس، تجعل تسلقها محفوفاً بالمخاطر حتى في الخريف.
ومع ذلك يتوفر الكثير من الخيارات السهلة على ضفاف جبال تاترا، والتجول حول بحيرة ستربسكي بليسو وسيلة سهلة وميسورة لمشاهدة أوراق الخريف، حيث تحيط بالبحيرة البكر أشجار الزان والبلوط التي تتحول إلى اللون الذهبي والكستنائي.

التزلج على الجليدي

جلب شهر ديسمبر والشتاء في سلوفاكيا لمسة من السحر أشهرها مهرجان الطعام الشتوي، إلى جانب غبار الثلوج.

وفي حين أن مناطق التزلج السلوفاكية لا تتمتع بارتفاعات مذهلة مثل المنتجعات السويسرية الشهيرة، إلا أنها توفر إطلالات جبلية خلابة وتذاكر مصاعد أقل تكلفة.

وقد يكون شهر يناير شديد البرودة، فيما يوفر شهرا فبراير/ شباط ومارس/ آذار أفضل الفرص لظروف ثلجية، وتحتوي معظم المنتجعات على آلات لصنع الثلج لإبقاء منحدرات التزلج مغطاة باللون الأبيض.

ومحبو التزلج عليهم التوجه إلى أكبر منطقة للتزلج، وهي جاسنا نيزكي تاتري، التي تضم 30 مصعداً للوصول إلى 46 كيلومتر من المنحدرات.

ويمكن للمبتدئين والمسافرين الذين لديهم متزلجين صغار التوجه إلى منتجع مناسب للعائلات يقع بالقرب من زديار، حيث تزين الأنماط الهندسية القديمة المنازل الخشبية في المدينة. وهناك أيضاً بحيرة ستربسكي بليسو التي تضم 9 كيلومترات من مسارات التزلج للمبتدئين ومتوسطي الخبرة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا