اقتصاد / ارقام

أسرار تحليل المنافسة: قوة نموذج بورتر في اتخاذ القرار

  • 1/2
  • 2/2

لا شكّ أن التحليل التنافسي أمر بالغ الأهمية، حيث يتعين عليك معرفة مَن هم منافسوك وكيف تؤثر عروضهم على أدائك في السوق. فالمنافسة عامل مؤثر في نجاح أي عمل تجاري، بغض النظر عن حجمه أو طبيعة نشاطه.

 

يُعد نموذج بورتر للقوى الخمس أداةً تحليلية أساسية لفهم ديناميكيات المنافسة في أي قطاع تجاري. وقد قدمه العالم مايكل بورتر من كلية هارفارد للأعمال عام 1979، حيث يعتمد على تحليل خمس قوى تحدد جاذبية الصناعة وقدرتها على تحقيق الأرباح.

 

وعند استخدامه بالاقتران مع أدوات تحليلية أخرى، مثل تحليل SWOT، يساعد هذا النموذج في صياغة استراتيجيات ناجحة للشركات.

 

وهنا تجدر الإشارة إلى أن تحليل SWOT هو إطار تحليل يُستخدم لتقييم موقع الشركة التنافسي ويحدد نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي يتعرض لها العمل التجاري ولكنه يقتصر على دراسة حالة شركة بعينها، في حين يقدم نموذج بورتر رؤية أوسع وأشمل، حيث يتناول بنية الصناعة بأكملها وعواملها المؤثرة.

 

ما هي القوى الخمس لبورتر؟

 

 

بحسب بورتر، يعتبر فهم القوى التنافسية المؤثرة، بالإضافة إلى الهيكل العام للسوق، أمرًا بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات استراتيجية ناجحة وإنشاء استراتيجيات تنافسية فعّالة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

5 قوى تشكل المنافسة في الصناعة

قوة المنافسة

 

- إن أول ما يتعين عليك تقييمه هو قوة المنافسة في السوق المستهدفة، فهي العامل الحاسم في تحديد جاذبية السوق وربحيته.

 

- كلما زادت حدة المنافسة، قلت فرص تحقيق أرباح مرتفعة.

 

- لذا، يجب عليك تقييم عدد المنافسين المباشرين وغير المباشرين، والمنتجات والخدمات التي يقدمونها على الصعيدين المحلي والعالمي.

 

- وتذكر أن الأسواق شديدة المنافسة تتطلب بذل جهود مضاعفة لتطوير المنتجات وخفض التكاليف، مما يزيد من الضغوط على الشركة.

 

- قد يساعدك تقييم المؤشرات التالية على فهم الوضع: تشبع السوق، وتنوعه، ونمو الصناعة، وولاء العملاء للعلامة التجارية.

 

- فإذا كان من السهل على المنافسين الدخول إلى السوق، فمن الضروري إعادة النظر في استراتيجيتك التنافسية.

 

قوة مساومة المشترين

 

- تعكس قوة مساومة المشترين مدى تأثير العملاء على تحديد الأسعار، فكلما قلت أعداد المشترين، زادت قدرتهم على التفاوض والحصول على شروط أفضل.

 

- وعندما يتوفر عدد كبير من البائعين، يصبح من السهل على المستهلكين الانتقال من بائع إلى آخر، مما يدفع الشركات إلى تقديم منتجات ذات جودة أعلى وبأسعار تنافسية.

 

- تتأثر هذه القوة بمجموعة من العوامل، من بينها: عدد العملاء وحجم كل منهم، والاختلافات بين المنافسين، وسهولة الاستبدال، وحساسية الأسعار، وتوافر المعلومات لدى المشترين، وتكاليف التحول من منتج لآخر.

 

قوة الموردين

 

- تعتمد معظم الشركات على موردين لتوفير المكونات أو المواد أو الخدمات اللازمة لإنتاجها.

 

- ويمارس هؤلاء الموردون قدرًا من النفوذ على الشركات، خاصة عندما يكون العرض محدودًا والطلب مرتفعًا.

 

- ففي مثل هذه الحالات، يمكن للموردين رفع الأسعار وفرض شروطهم. ولكن عندما يكون العرض أكبر من الطلب، تزداد قوة الشركات التفاوضية، مما يمكنها من الحصول على أفضل الأسعار والشروط.

 

- ومن الجدير بالذكر أن الموردين، شأنهم شأن الشركات، يسعون لتحقيق أقصى استفادة من موقفهم في السوق.

 

- فعندما تكون منتجات أو خدمات مورد ما فريدة من نوعها ولا يوجد بديل سهل لها، فإنه يتمتع بقدر كبير من النفوذ.

 

- يمكن توضيح ذلك من خلال مثال شركة سوني، التي تتعاون عادة مع مورد واحد لتوفير أحدث شرائح المعالجات لوحدات التحكم في الألعاب.

 

- يمنح هذا الأمر مورد الشرائح قوة تفاوض كبيرة، مما يتيح له تحديد أسعار مرتفعة.

 

- على النقيض من ذلك، تمتلك الشركات التي تتطلب سلعًا أساسية كالنفط أو القمح، العديد من الخيارات، مما يحد من قدرة أي مورد على فرض شروطه.

 

- وعند تقييم قوة المورد، يجب مراعاة عدة عوامل، منها: عدد الموردين، وقدرتهم الإنتاجية، ومدى تخصصهم، والشروط التعاقدية بين الطرفين.

 

قوة المنتجات والخدمات البديلة

 

- يشير مفهوم الاستبدال إلى سهولة استبدال سلعة أو خدمة بأخرى مشابهة تلبي الحاجة نفسها.

 

- فالكاميرات المدمجة في الهواتف الذكية، مثلاً، أصبحت بديلاً مقبولاً للكاميرات الرقمية التقليدية بالنسبة لكثير من المستخدمين.

 

- ولذلك، تسعى الشركات إلى بناء علامات تجارية قوية أو الحصول على براءات اختراع لحماية منتجاتها من المنافسة الشديدة.

 

- وتعتمد سهولة الاستبدال على عوامل عدة، منها عدد البدائل المتاحة، ورغبة المستهلك في التغيير، والأداء النسبي للبديل، ومدى تميز المنتج الأصلي، وتكاليف الانتقال إلى البديل.

 

قوة الوافدين الجدد

 

- عندما تشهد الأسواق ارتفاعًا حادًا في الأرباح ويزيد الطلب عن العرض، فإن ذلك يشجع على دخول لاعبين جدد، مما يؤدي إلى زيادة المنافسة وتآكل هوامش للشركات القائمة.

 

- وتختلف سهولة دخول أي صناعة عن الأخرى، حيث تحدد الحواجز التي تعيق دخول الشركات الجديدة درجة المنافسة.

 

- ومن أهم هذه الحواجز التكاليف المرتفعة، وولاء المستهلكين للعلامات التجارية، وسرعة نمو السوق.

 

- فعلى سبيل المثال، تتطلب صناعة الطيران استثمارات ضخمة في المعدات وحقوق الهبوط، مما يجعل الدخول إليها صعبًا.

 

- ولذلك، تلجأ الشركات القائمة إلى حماية براءات اختراعها وعلاماتها التجارية، كما تستغل السياسات الحكومية لتعزيز مكانتها في السوق.

 

- عند تحليل أي سوق، يجب مراعاة عوامل مثل حواجز الدخول، واقتصاديات الحجم، وولاء المستهلك، والخبرة التراكمية، والسياسات الحكومية.

 


استراتيجيات بورتر الثلاث لتحقيق النجاح

 

 

بمجرد إجراء التحليل، من المهم وضع خطة استراتيجية لتحسين ميزتك التنافسية. وفقًا لبورتر، هناك ثلاث استراتيجيات رئيسية يمكن تنفيذها في أي صناعة:

 

3 استراتيجيات للنجاح وفقاً لـ"بورتر"

التحكم في التكلفة

 

- تهدف هذه الاستراتيجية إلى زيادة الأرباح من خلال خفض التكاليف مع الحفاظ على أسعار تنافسية في السوق، أو إلى زيادة حصتنا السوقية من خلال أسعار البيع مع الحفاظ على هوامش ربح مقبولة.

 

- ولا يعني التوجه نحو التحكم في التكاليف أننا نتنازل عن الجودة، بل إننا نسعى إلى إنتاج منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات شريحة معينة من العملاء، ولكن بسعر أقل من منافسينا.

 

- غني عن القول، إن تقديم منتجات ذات جودة رديئة لن يؤدي إلا إلى الإضرار بسمعة الشركة وفشلها على المدى الطويل.

 

التميّز

 

- لتحقيق نجاح هذه الاستراتيجية، لا بد أن تتميز منتجات الشركة بجودة تفوق منتجات المنافسين، مما يعزز قدرتها التنافسية وقيمتها السوقية.

 

- ويتطلب ذلك إجراء أبحاث مكثفة وتطوير مستمر، بالإضافة إلى بذل جهود تسويقية فاعلة.

 

التركيز

 

- يتعين على المنظمة لضمان نجاح هذه الاستراتيجية، أن تبدأ بفهم عميق للأسواق المتخصصة التي تستهدفها.

 

- ويتطلب ذلك دراسة شاملة للصناعة، وتحديد بائعيها وعملائها ومنافسيها بدقة.

 


في الختام، يقدم تحليل القوى الخمس لبورتر إطارًا استراتيجيًا قويًا يساعد الشركات في تحديد قوتها التنافسية في السوق وتحديد العوامل التي يمكن أن تؤثر على ربحيتها.

 

يمكن للشركات باتباع هذا التحليل، تطوير استراتيجيات فعّالة تساعدها على التكيف مع التحديات التنافسية وتحقيق النجاح المستدام.

 

المصدر: بلانيوم برو

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا