حذر "دونالد ترامب" خلال ولايته الأولى من مخاطر الأمن القومي التي يشكلها "تيك توك"، لكن تغير موقفه تمامًا هذا العام، بعدما حظي بمليارات المشاهدات على منصة التواصل الاجتماعي خلال حملته الرئاسية، وساعده في التواصل مع الناخبين الشباب.
وذلك بعدما انضم "ترامب" إلى منصة "تيك توك" في يونيو من العام الجاري، واكتسب ملايين المتابعين على مدار حملته الانتخابية.
وأعرب "ترامب" عن رغبته في إنقاذ "تيك توك"، مشيرًا إلى أنه يُفضل السماح للتطبيق بالاستمرار في العمل داخل الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل.
وقال إنه لن يحظر التطبيق من أجل الحفاظ على المنافسة في سوق تهيمن عليه "ميتا" التابعة للملياردير "مارك زوكربيرج" التي وصفها "ترامب" بأنها عدو التابعة للشعب الأمريكي.
حظر التطبيق
في أبريل 2024، أقر مجلس الشيوخ الأمريكي قانونًا يُلزم "بايت دانس" بالتخلي عن التطبيق مستشهدًا بمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وأعطى الشركة الأم الصينية مهلة 270 يومًا فقط لبيع "تيك توك" لشركة غير صينية أو أن يتم حظره في الولايات المتحدة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
لكن الشركة لم تحاول بيع "تيك توك"، وبدلاً من ذلك طعنت في القانون في المحكمة، وأصرت على أنه ينتهك حقوق "تيك توك" ومستخدميها المنصوص عليها في التعديل الأول للدستور الأمريكي.
وزعمت بأن الحظر المؤقت للتطبيق سيعطل عقود إعلان بقيمة مليارات الدولارات ويخيف شركاء الأعمال المحتملين ويسرع من تحول المبدعين بعيدًا عن المنصة.
تقدمت "بايت دانس" بطلب للمحكمة العليا في وقت سابق هذا الشهر لوقف تطبيق القانون مؤقتًا أثناء استئنافها لقرار من المحكمة في مقاطعة كولومبيا.
ورغم ذلك قضت محكمة الاستئناف بمقاطعة كولومبيا بأن القانون دستوري، وضروري لحماية حق الأمريكيين في حرية التعبير، ورفضت طلبًا من "تيك توك" بوقف سريان القانون قبل تولي "ترامب" منصبه.
وقرر قضاة المحكمة العليا عقد جلسة خاصة في العاشر من يناير لسماع المرافعات الشفوية في القضية، أي قبل تسعة أيام فقط من سريان الحظر.
لكن إذا لم تحكم المحكمة لصالح "بايت دانس" ولم يحدث أي سحب للاستثمارات من قبل الشركة الصينية، فقد يتم حظر التطبيق فعليًا في أمريكا في التاسع عشر من يناير، أي قبل يوم واحد فقط من تولي "ترامب" منصبه رسميًا.
وحينها لن تتمكن "جوجل" و"آبل" من عرض "تيك توك" ضمن متاجر التطبيقات الخاصة بها في الولايات المتحدة، ما يوجه ضربه لمستخدمي التطبيق في البلاد البالغ عددهم 170 مليونًا، والمبدعين والمسوقين الذين يعتمدون على المنصة.
هل يلعب إيلون ماسك دورًا؟
التقى المدير التنفيذي للشركة الصينية "شو زي تشيو" بالرئيس المنتخب في منتجع "مار إيه لاجو" في فلوريدا" للدفاع عن قضيته، مع محاربة منصة التواصل الاجتماعي خطط السلطات الأمريكية لحظرها.
ذكرت "وول ستريت جورنال" عن مصادر على دراية بالأمر، أن "تيك توك" بدأت في الأسابيع الأخيرة التواصل مع "إيلون ماسك" -مالك منصة التواصل الاجتماعي "إكس" وأحد أبرز المقربين من "ترامب"- للحصول على رؤى البلاد.
وسأل "تشيو" الملياردير "ماسك" عن آرائه حول موضوعات تتراوح من الإدارة الأمريكية القادمة وحتى السياسة التكنولوجية المحتملة التي ستتبعها البلاد.
وأوضحت المصادر أن "تشيو" و"ماسك" لم يناقشا خيارات صريحة بشأن استمرار تشغيل "تيك توك" في الولايات المتحدة.
وأخطر "تشيو" كبار المسؤولين التنفيذيين بالشركة على المناقشات وشعر مسؤولو "بايت دانس" بتفاؤل حذر بإمكانية وجود مسار للمضي قدمًا.
هل بإمكان "ترامب" إنقاذه؟
ذكر "جون مولينار" رئيس لجنة الشؤون الصينية بمجلس النواب الأمريكي في مقابلة مع "فوكس نيوز" أن "ترامب" هو الزعيم المثالي للتفاوض وتنفيذ صفقة القرن لاستمرار تشغيل "تيك توك" في البلاد.
وأضاف "مولينار" أنه لديه ثقة كاملة في أن "ترامب" سيكون قادرًا في التوصل لصفقة عظيمة لأمريكا، مشيرًا إلى أن عملية سحب الاستثمارات يمكن أن تتم على مراحل ربما أولاً عن طريق الاستحواذ ثم طرح عام أولي ضخم، ربما يكون الأكبر في التاريخ.
لكن من غير الواضح بعد كيف سيعمل "ترامب" على التراجع عن أمر سحب الاستثمارات المتعلقة بـالتطبيق من سيطرة الخصوم الأجنبية، والذي تم تمريره بأغلبية ساحقة في مجلس الشيوخ.
ولكن قد يرغب في حظر تطبيق الفيديوهات القصيرة أولاً خلال اليوم الأخير من إدارة "جو بايدن" ثم يتدخل "ترامب" لإنقاذه.
وستكون السلطة الوحيدة المتاحة أمام "ترامب" بموجب القانون هي منح "بايت دانس" تمديدًا لمدة 3 أشهر لتسهيل بيع "تيك توك" لشركة غير صينية، وهو ما أصرت الشركة الأم على أنها لن تفعله.
وفي حال تم حظر التطبيق في التاسع عشر من يناير، أي قبل يوم من تولي "ترامب" الرئاسة، فإنه سيتمكن من إلقاء اللوم على الرئيس المنتهية ولايته "بايدن"، ثم يعيد تشغيل التطبيق من خلال التمديد له لمرة واحدة بعد ساعات فقط من وصوله للسلطة.
وحسب تقرير نشرته "فوربس"، سيكون هذا الحل خاليًا من العيوب، ويعني أن "ترامب" أوفى بوعده الانتخابي، وفي حال لم تتمكن "بايت دانس" من بيع التطبيق بعد ثلاثة أشهر، فسيكون الحظر هذه المرة نتيجة خطئها هي وليس بسبب "ترامب".
لكن التمديد سيحقق لـ "بايت دانس" ما تتمناه وهو القدرة على الاستمرار في إدارة "تيك توك" بنفسها، ويمنحها وقتًا لمحاولة إقناع "ترامب" بحل آخر.
لكن سلطة "ترامب" في التوصل لحل آخر محدودة، لأن القانون يحظر على الرئيس التوقيع على اتفاق لمعالجة المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، مثل قيود تبادل البيانات وعمليات تدقيق الخوارزميات التي اقترحتها "بايت دانس" سابقًا بالفعل في "مشروع تكساس".
وذكر مدير الشركة "تشيو" بالفعل في السابع أن "مشروع تكساس" يخلق نسخة مستقلة من منصة "تيك توك" للولايات المتحدة معزولة على خوادم سحابية لشركة "أوراكل"، وزعم أن المنصة ليست تابعة لأي دولة واحدة.
وتدعي "تيك توك" أن المبادرة الجديدة تحافظ على بيانات المستخدم الأمريكي آمنة، لكن "مولينار" يرى أن "مشروع تكساس" ليس كافيًا.
لذلك يمكن القول بأن مصير "تيك توك" في الولايات المتحدة أصبح بين يدي المحكمة العليا و"ترامب".
المصادر: فوربس - رويترز – فوكس نيوز – بي بي سي – وول ستريت جورنال – فاينانشال تايمز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.