أبوظبي: «الخليج»
كشفت فعاليات اليوم الثالث من القمة العالمية لطاقة المستقبل 2025 في أبوظبي، عن رؤية إيجابية حول مستقبل قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بالتزامن مع إطلاق تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025.
ونشرت جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، المنظمة غير الربحية العاملة في المنطقة والمتخصصة بتطوير حلول الطاقة الشمسية، التقرير الشامل الجديد والذي يسلط الضوء على الإنجازات غير المسبوقة في مجال الطاقة الشمسية بالمنطقة، ودور هذه الطاقة المحوري في رسم ملامح مستقبل الطاقة المستدامة. وشهدت حصة الطاقة الشمسية نمواً كبيراً في مزيج الطاقة على صعيد المنطقة.
توسع سريع
يشير التقرير إلى التوسع السريع، الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية في المنطقة، إذ تبلغ نسبته حالياً 2% من إجمالي مزيج الطاقة في المنطقة.
وسجلت القدرة المركبة للطاقة الشمسية نمواً بنسبة 23% في عام 2023 بالمنطقة، لتصل إلى 32 جيجاواط ذروة، مع توقعات بأن تتجاوز 180 جيجاواط ذروة، بحلول عام 2030.
وتقود دولة الإمارات هذا النمو مدفوعة بمبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، الرامية إلى توليد 75% من الطاقة من مصادر نظيفة، بحلول عام 2050، ورؤية أبوظبي 2030، الهادفة إلى توليد 30% من الطاقة المتجددة، خلال خمس سنوات.
سد الفجوة
يفيد التقرير بأن شمال إفريقيا ستسد الفجوة الكامنة في تنامي الطاقة الشمسية، لتصبح المنطقة نموذجاً عالمياً يحتذى به على صعيد الطاقة الشمسية.
ويسلط التقرير الضوء على التزام المنطقة بحلول الطاقة المستدامة، ودورها في رسم ملامح مشهد الطاقة على المستويين المحلي والعالمي، بفضل مشاريع الطاقة الشمسية الرائدة والتطورات الكبيرة في مجال التحول الرقمي.
كما يفيد التقرير بأن التبنّي السريع للتحول الرقمي والأنظمة المؤتمتة في التشغيل والصيانة، وتحقيق الإنجازات الهامة في مجال تخزين الطاقة، يعكس التزام المنطقة الراسخ بإيجاد حلول فعالة لتحديات توسيع نطاق محافظ الطاقة الشمسية. ويثمر دمج التقنيات المبتكرة، مثل التوائم الرقمية وأنظمة التنظيف المؤتمتة، عن تحسين أداء محطات الطاقة الشمسية، مع ضمان إنتاجية أعلى للطاقة وتكاليف تشغيل أقل.
هيدروجين أخضر
يتناول التقرير مجال الهيدروجين الأخضر، الذي يشهد نمواً سريعاً، ويمثل أحد محاور التركيز الرئيسية في تحول الطاقة بالمنطقة، وتمنح موارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الوفيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ميزة تنافسية لإنتاج الهيدروجين الأخضر، مما يرسخ دور المنطقة عالمياً في هذا القطاع الناشئ.
وتشكل الجهود المستمرة، التي تبذلها المنطقة لتوطين تصنيع الطاقة الشمسية، وتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين، عاملاً محورياً في تحقيق النجاح طويل الأمد لاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومع استمرار دول مثل المغرب ومصر وتونس في توسيع قدراتها في الطاقة الشمسية، ستتمكن المنطقة من تلبية متطلباتها من الطاقة، فضلاً عن المساهمة في التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، ويُبرز التقرير الدور الهام للاستثمار في تعزيز مكانة المنطقة لتكون مركزاً رئيسياً لتحول الطاقة في منطقة البحر المتوسط.
كفاءة ومرونة
قال فضل معين قاضي، رئيس الجمعية: «يحسن ظهور التقنيات المتطورة من الجيل التالي كفاءة ومرونة مشاريع الطاقة الشمسية، إذ يفتح نضج هذه التقنيات مسارات جديدة لتحقيق أهداف المنطقة في مجال الطاقة المتجددة، مع معالجة القضايا الهامة مثل التقطع وعدم استقرار الشبكة».
ويؤكد التقرير قدرة الابتكارات، مثل الخلايا الشمسية المتقدمة، وأدوات دمج الشبكة وأنظمة المراقبة الرقمية، على تعزيز الكفاءة التشغيلية، بالإضافة إلى تنامي دور استثمارات القطاع الخاص والشراكات بين القطاعين العام والخاص، وبُنى التمويل المبتكرة في تسريع تبنّي الطاقة المتجددة.
وأضاف قاضي: «شهدت المنطقة نقلة نوعية في الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ومناقصات الطاقة الشمسية التنافسية والمعاملات المالية المبتكرة، والتي تثمر جميعها عن تسريع وتيرة تبنّي الطاقة المتجددة، ومع التوجّه العالمي نحو تحقيق الحياد الكربوني، تشير التوقعات إلى نمو التعاون الدولي وزيادة تدفق رأس المال إلى قطاع الطاقة الشمسية في المنطقة».
فرص متاحة
يكشف التقرير عن الفرص المتاحة لتوسيع نطاق المشاريع على مستوى المرافق، ومنشآت الطاقة الشمسية الموزعة، والتقنيات الناشئة مثل الهيدروجين الأخضر، كما يسلط الضوء على التحديات أمام مواكبة السياسات الإقليمية، ومعالجة اضطرابات سلسلة التوريد وتحديث البنية التحتية للشبكة لاستيعاب مزيج الطاقة المتجددة.
وأردف قاضي: «إن ضمان التوافق مع السياسات الإقليمية ومعالجة اضطرابات سلسلة التوريد، وتعزيز مبادرات بناء القدرات، بما يشمل الاستثمار في تحديث البنية التحتية للشبكة، يتطلب تضافر جهود الحكومات والمطورين وقادة القطاع».
وتندرج الطاقة الشمسية، ضمن محاور التركيز الرئيسية للقمة التي تستضيفها شركة «مصدر»، هذا الأسبوع، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ويتضمن برنامج المحتوى المعرفي للقمة مؤتمراً مخصصاً للطاقة الشمسية، مما يوفر منصة حيوية للجهات المعنية، لاستكشاف أحدث التوجهات والصفقات والابتكارات في مجال الطاقة الشمسية.
أحد المسارات العشرة
قالت لين السباعي، المديرة العامة لشركة «آر إكس» الشرق الأوسط ورئيسة القمة: «تمثل الطاقة الشمسية أحد المسارات الرئيسية العشرة للقمة، مما يتيح لشركات الهندسة العالمية ومزودي التكنولوجيا والممولين التواصل، على مدى ثلاثة أيام، مع الجهات الحكومية ومؤسسات المرافق العامة في المنطقة».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.