اقتصاد / ارقام

رحلة في فكرة .. هنري فايول مؤسس الإدارة الحديثة كما نعرفها اليوم

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

- يُعدّ هنري فايول من أبرز رواد الإدارة الحديثة، حيث وضعت أفكاره اللبنات الأساسية للعديد من الممارسات الإدارية التي شاعت في القرن العشرين.

 

- في حقبة هيمنت عليها نظريات كـ "الإدارة العلمية" لفريدريك تايلور و"العلاقات الإنسانية" لإلتون مايو، طور فايول نظرياته بشكل مستقل، واضعًا نهجًا شاملًا يُركّز على دور الإدارة في التنظيم.

 

- وقد تميّزت أفكار فايول عن النظريات الأخرى السائدة في عصره بتركيزها على المستوى التنظيمي والإداري ككل.

 

- فبينما ركّزت نظريات كـ "العلاقات الإنسانية" على رفاهية الأفراد، تبنّى فايول نهجًا أكثر شمولية يضع الإدارة في صميم العملية الإنتاجية، مع رؤية واضحة لأهمية القيادة القوية والتسلسل الهرمي الصارم.

 

السيرة الذاتية لفايول: من مهندس إلى مصلح إداري

 

 

- وُلد جول هنري فايول في عام 1841 في منطقة جالاتا التابعة للإمبراطورية العثمانية، ونشأ في فرنسا حيث تلقى تعليمه في مجال هندسة التعدين في الأكاديمية الوطنية للتعدين.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- بدأ مسيرته المهنية كمهندس تعدين في شركة Boigues Rambourg، لكنه ما لبث أن ارتقى إلى منصب المدير الإداري للشركة في عام 1888، حيث قادها من حافة الإفلاس إلى أن أصبحت إحدى كبريات الشركات المُنتجة للحديد والصلب في فرنسا، الأمر الذي وطّد مكانته كشخصية رائدة في مجال الإدارة.

 

هنري فايول ومبادئ الإدارة الحديثة: إطار رائد يعيد تعريف العمل المؤسسي

 

 

- يُعتبر هنري فايول أحد أبرز رواد الإدارة الحديثة، حيث قدم نظريات شاملة أعادت صياغة الفهم التقليدي للإدارة.

 

- عُرفت رؤاه الإدارية، التي جمعها في كتابه "الإدارة العامة والصناعية"، بأنها حجر الأساس لنظريات الإدارة العالمية.

 

- أحدث فايول ثورة في مجال الإدارة من خلال تقسيم العمل المؤسسي إلى 6 أنشطة صناعية رئيسية، وتحديد 5 وظائف إدارية أساسية، وصياغة 14 مبدأ إدارياً.

 

الأنشطة الصناعية الستة

 

يُبرز فايول في كتابه أن أي منظمة صناعية تقوم على ستة أنشطة رئيسية:

 

1- الأنشطة الفنية: تتعلّق هذه الأنشطة بالإنتاج والتصنيع، حيث تعتمد جودة المُنتجات بشكل أساسي على الكفاءة الفنية للعاملين والعمليات المُستخدمة.

 

2- الأنشطة التجارية: تشمل هذه الأنشطة عمليات الشراء والبيع والتبادل التجاري، ما يُؤثّر بشكل مُباشر على الإيرادات المُحققة وتوفير التكاليف.

 

3- الأنشطة المالية: تُركّز هذه الأنشطة على البحث عن رأس المال وتحديد مصادره واستخدامه الأمثل بالكفاءة والفاعلية المطلوبة، حيث إن نقص التمويل ورأس المال قد يُؤدّي إلى انهيار الشركات.

 

4- أنشطة الأمن: تتضمّن هذه الأنشطة حماية الأفراد والمُمتلكات والأصول الخاصة بالمُنظمة لضمان استمرارية العمل وسير العمليات بشكل طبيعي.

 

5- الأنشطة المحاسبية: تشمل هذه الأنشطة جرد المخزون وإعداد المُوازنات وتحليل التكاليف، وذلك بهدف ضمان توفير رؤية واضحة ودقيقة عن الوضع المالي للشركة.

 

6- الأنشطة الإدارية: تشمل هذه الأنشطة وظائف الإدارة الأساسية، وهي التخطيط والتنظيم والقيادة والتنسيق والرقابة أو التحكّم، وتُشكّل هذه الوظائف جوهر رؤية فايول للإدارة.

 

الوظائف الخمس للإدارة

 

 

حدد فايول خمس وظائف رئيسية للإدارة، تُعرف اليوم بأنها أساسيات الإدارة الحديثة:

 

1- التخطيط: يشمل وضع الأهداف ورسم الخطط اللازمة لتحقيقها، ويتضمن ذلك تحديد الموارد المطلوبة والإجراءات الواجب اتباعها والمراحل الزمنية المُحدّدة للتنفيذ.

 

2- التنظيم: يهدف إلى توفير الموارد البشرية والمادية الضرورية لتنفيذ الخطة الموضوعة. ويشمل ذلك هيكلة المهام وتوزيع المسؤوليات وتحديد السلطات وتوفير الأدوات والمعدات والموارد المالية اللازمة.

 

3- القيادة (أو التوجيه): تتضمن تحفيز الأفراد العاملين في المنظمة وضمان توحيد جهودهم وتوجيهها نحو تحقيق الأهداف المُحدّدة.

 

4- : يتضمن التنسيق التواصل بين الإدارات والأقسام المختلفة وحلّ المشكلات المحتملة وتوحيد الجهود نحو الهدف المشترك.

 

5- الرقابة (أو التحكم): تتضمن مراقبة الأداء الفعلي وتقييمه والتأكد من مطابقته للخطة الموضوعة والتعليمات المُقرّرة.

 

مبادئ فايول الأربعة عشر للإدارة

 

تُشكّل هذه المبادئ قواعد أساسية لنجاح الإدارة الحديثة، مع التشديد على أهمية الخبرة والقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في تطبيقها.

 

1- تقسيم العمل: يؤدي التخصّص إلى تعزيز الإنتاجية ورفع مستوى الجودة، وذلك بتقليل نطاق المهام الموكلة إلى كل فرد.

 

2- السلطة والمسؤولية: السلطة والمسؤولية وجهان لعملة واحدة؛ فممارسة السلطة تستوجب تحمّل المسؤولية عن تبعاتها، سواء أكانت إيجابية (مكافأة) أم سلبية (عقوبة).

 

3- الانضباط: يعتمد حُسن سير العمل على الالتزام والتفاني. والانضباط الفعّال رهنٌ بكفاءة القادة، فأي إخلالٍ به ما هو إلا مرآة لعجز القيادة.

 

4- وحدة القيادة: يجب أن يتلقى الموظف التعليمات من مُشرف واحد فقط؛ تجنّبًا لتضارب الأوامر وتقويض سُلطة الإدارة.

 

5- وحدة التوجيه: ينبغي أن تخضع كل مجموعة من الأنشطة التي تشترك في هدف واحد لخطة موحدة تحت قيادة شخص واحد، وذلك لضمان التنسيق الفعّال وتحقيق الأهداف المنشودة.

 

6 إخضاع المصالح الفردية للمصالح العامة: يجب تغليب مصلحة المؤسسة العامة على المصالح الشخصية للأفراد. ويضطلع المديرون بدور حيوي في تحقيق ذلك من خلال مبادئ الحزم والعدل، وتقديم القدوة الحسنة، وإبرام اتفاقيات منصفة.

 

7- نظام المكافآت: يجب أن تعتمد المكافآت على مبادئ العدل والإنصاف، وأن تُراعي احتياجات كل من الموظفين والإدارة على حد سواء.

 

8- المركزية واللامركزية: يتطلب النجاح تحديد المستوى الأمثل للمركزية أو اللامركزية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام، وذلك بناءً على قدرات المدير وتفضيلاته وظروف العمل.

 

9- التسلسل الهرمي (السلطة المتدرجة): يجب أن يتدفق مسار السلطة من أعلى الهرم الإداري إلى أسفله، مع السماح بالتواصل الأفقي (الجانبي) بين الإدارات أو الأقسام المختلفة، شريطة أن يتم ذلك بموافقة الرؤساء المباشرين، وذلك لضمان كفاءة العمل والحفاظ على النظام والانضباط داخل المؤسسة.

 

10- النظام: يتطلب التنظيم الجيد وضع كل عنصر وكل فرد في مكانه المُناسب. يُساهم التخطيط المُحكم والمنظم في تجنب الهدر سواء في الموارد أو الوقت، ويُقلّل من احتمالية وقوع الأخطاء.

 

11- المساواة والعدل: يُساهم تعزيز الشعور بالمساواة بين الموظفين، ومعاملة الجميع بعدل وإنصاف دون تمييز، في خلق بيئة عمل إيجابية يسودها الاحترام والثقة.

 

12- ثبات مدة خدمة الموظفين: يُعدّ الاستقرار في التوظيف عنصرًا ضروريًا لتحسين الأداء على المدى الطويل، إذ يمنح الموظفين الوقت الكافي لاكتساب الخبرة وتقديم قيمة حقيقية ومُضافة للمؤسسة. كما يُقلّل من تكاليف دوران العمالة (التوظيف والتدريب المتكرر).

 

13- المبادرة الفردية: يجب تشجيع المبادرة الفردية لدى الموظفين وتحفيزهم على الإبداع وتقديم الأفكار الجديدة، مع الحفاظ في الوقت نفسه على احترام التسلسل الإداري والالتزام بالأنظمة والقواعد.

 

14- روح الفريق: يُعزّز الانسجام والتعاون بين أفراد المؤسسة قوتها وفاعليتها في تحقيق أهدافها. ويجب أن يكون بناء هذه الروح الجماعية هدفًا دائمًا تسعى الإدارة إلى تحقيقه من خلال تشجيع العمل الجماعي والتواصل الفعّال وحلّ النزاعات بشكل بنّاء.

 

إرث فايول في الإدارة الحديثة

 

- تُشكّل مبادئ فايول إطارًا مرجعيًا قيّمًا لقادة الأعمال في مختلف أنحاء العالم، فهي تُجسّد رؤيته لأهمية التخطيط والتنظيم والتوجيه في تحقيق نجاح المؤسسات.

 

- ورغم أنها لا تُعدّ توجيهات جامدة، إلا أنها تُقدّم منظورًا شاملاً للإدارة الناجحة، ويمكن استخدامها كقائمة مرجعية لتحسين عمليات التخطيط، وتعزيز مهارات القيادة، وتحقيق الانسجام والتناغم داخل المؤسسات.

 

المصدر: نانو جلوبال

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا