إعداد: خنساء الزبير
تقع ناميبيا على ضفاف المحيط الأطلسي، وهي غنية بالتاريخ والحياة البرية، ولكنها مشهورة بمساحاتها الفارغة، وهي تشكل لغزاً إلى حدٍ ما، ويمكن رصد هياكل الحيتان والفقمات والسفن المحطمة على طول الساحل، الذي يعد أحد أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في أرض معروفة بتجاربها التي لا تُنسى.
وربما تتفوق بعض الوجهات الإفريقية الشهيرة الأخرى، لكن معالم ناميبيا السياحية تتحدث عن نفسها، حيث تحتضن البلاد أكبر وادي في إفريقيا، وأقدم صحاريها، وبعض أعلى الكثبان الرملية حول سوسوسفلي، فضلاً عن الشواطئ البرية الملأى بالكثبان الرملية، التي تحيط بساحل ناميبيا الذي يبلغ طوله 1500 كيلومتر.
وعلى الرغم من جفاف التضاريس، تنبض الحياة هناك بالكثير من المتنزهات الوطنية، ويغذي الضباب الذي يتدفق من المحيط الأطلسي، صحاري البلاد المشمسة، مما يتيح لهذه المساحات الشاسعة الفارغة، دعم مجموعة واسعة من النباتات والحيوانات المتكيفة مع الجفاف. وبفضل البنية الأساسية القوية وصناعة السياحة المتطورة، فإن استكشاف ناميبيا، يعد متعة حقيقية للتعرف على أبرز معالم البلاد.
منتزه إتوشا الوطني
يعد هذا المنتزه وجهة السفاري الأولى في ناميبيا، ويشتهر بوجود قطعان بأعداد ضخمة من الحُمُر الوحشية والحيوانات البرية والظباء وغيرها من الحيوانات الإفريقية، التي تتجمع حول العديد من أحواض المياه خلال موسم الجفاف، فضلاً عن أسراب طيور النحام الضخمة، التي تشق طريقها إلى حوض الملح في إتوشا خلال موسم الأمطار.
ويشتهر منتزه إتوشا أيضاً، بأنه موطن لواحدة من أكبر مجموعات وحيد القرن الأسود المهدد بالانقراض في إفريقيا، وأحد أفضل الأماكن لرصدها هو حفرة المياه المضاءة في أوكاكويجو بالقرب من مخيم أوكاكويجو، ويمكن القيام برحلة سفاري بسيارة دفع رباعي للوصول إلى مسافة قريبة من الحيوانات البرية في جميع أنحاء المنتزه.
وتمت تهيئة المنتزه بشكل مثالي للاستكشاف بالسيارة الخاصة، مع شبكة متباعدة من معسكرات الأدغال، بوجود شبكة طرق جيدة.
ويندهوك
أفضل مكان للتعمق في تاريخ ناميبيا هو عاصمتها «ويندهوك»، ولن تكتمل زيارة البلاد، دون التوقف لفترة وجيزة على الأقل في هذه المدينة النابضة بالحياة.
وتقع ويندهوك على قمة هضبة داخلية، على ارتفاع نحو 1700 متر فوق مستوى سطح البحر، وهي واحدة من أعلى العواصم في العالم، كما أنها المركز الحضري الرئيسي في ناميبيا، وأفضل مكان في البلاد لشراء منتجات الحرف اليدوية، وتوفير المستلزمات قبل الانطلاق لاستكشاف البلاد.
ويمكن تخصيص بعض الوقت لزيارة المتحف الوطني ومشاهدة معروضاته، التي توضح مسار البلاد نحو الاستقلال.
وفي تلك المنطقة يمكن الاستمتاع بالمراعي المفتوحة والتلال المتدحرجة، وإلقاء نظرة على الحياة البرية المحلية في حديقة دان فيلجوين الصغيرة على الحافة الغربية لويندهوك، أو محمية الحياة البرية في الجهة الشرقية.
منتزه سكيليتون كوست الوطني
أفضل مكان للتمتع بالعزلة واستكشاف الجمال المهجور، ويمتد هذا المنتزه على طول 500 كيلومتر على طول الساحل الشمالي الغربي لناميبيا، وهو رائع بشكل كبير، حيث تضرب الأمواج الرمال القاحلة، التي شكلت منذ فترة طويلة مقبرة للحيتان والفقمات والسفن، ولكن زيارة مستعمرات الفقمة على طول الشاطئ، ستذكرك بأن الحياة لا تزال قائمة هنا.
ويتطلب استكشاف القسم الشمالي من المنتزه، الحصول على تصاريح، ولكن يمكن الحصول على إحساس جيد بالمنطقة في الجزء السفلي منه بين مدخل نهر أوجاب ومركز الصيد في خليج تراس، وينقطع هذا الهدوء خلال موسم الذروة في الفترة من ديسمبر/ كانون الأول إلى يناير/ كانون الثاني، عندما يصبح هذا الامتداد من الشاطئ وجهة مفضلة للصيادين.
سواكوبموند
تعد رياضة التزلج على الكثبان الرملية والقفز بالمظلات وركوب الأمواج من الأنشطة العديدة، التي يمكن ممارستها في سواكوبموند، عاصمة المغامرة في ناميبيا.
وبفضل أجوائها الهادئة وهندستها المعمارية المستوحاة من الطراز الألماني وشركات الأنشطة العديدة، أصبحت المدينة محطة راسخة في برنامج زيارات السياح، وتوجد فيها مجموعة جيدة من المطاعم وأماكن الإقامة.
وعلى بعد 35 كيلومتراً جنوباً، يقع خليج والفيس، المعروف بطيور النحام وغيرها من الطيور، التي تعيش في الأراضي الرطبة، وبالقرب منه يوجد الكثيب الرملي رقم 7 الذي يبلغ ارتفاعه 383 متراً، وهو أعلى كثيب رملي في ناميبيا.
وعلى الساحل، لا تفوت زيارة ميناء ساندويتش، الذي يتميز ببحيراته الملأى بالطيور، والتي تطل بشكل درامي على خلفية من الكثبان الرملية الشاهقة.
ومن الجيد أن المسافات بين المعالم السياحية على طول الساحل المركزي، ليست مرهقة بشكل كبير خاصة عند التجوال بسيارة خاصة.
دامارالاند
تقع منطقة دامارالاند بين منتزه إيتوشا الوطني والساحل، وهي منطقة جميلة بشكل مخيف، حيث تتجول الأفيال والأسود وسط التكوينات الصخرية الوعرة. وهناك تتكيف النباتات مع الظروف الجافة ويمكن رصد نباتات ويلويتشيا ميرابيليس الملتوية، وكذلك الأشجار التي استخدمها شعب «السان» ذات يوم لصنع كنانة السهام، لذلك تعد دامارالاند الأفضل لاستكشاف الحياة البرية المتكيفة مع الصحراء.
وتعد دامارالاند موقعاً أيضاً لواحدة من أكبر مجموعات الفن الصخري في إفريقيا، وفي تويفيلفونتين، تتوفر فرصة مشاهدة أكثر من 2500 نقش يصور الحياة البرية المحلية والأنماط الهندسية.
يوجد المزيد من الفنون الصخرية، على بعد عدة ساعات بالسيارة إلى الجنوب في براندبيرغ عند «رافين» تسيساب، أو «جبل النار»، ويتضح اسمه عند مشاهدة غروب الشمس على الصخور الحمراء.
سوسوسفلي
في قلب صحراء ناميبيا، توجد منطقة سيسريم الصغيرة، وهي البوابة إلى محمية ناميب نوكلوفت والمناظر الطبيعية الخلابة للكثبان الرملية حول وديدفلي وسوسوسفلي، التي تعد من أفضل المناطق لالتقاط الصور.
وتعتبر أحواض الملح والطين في المنطقة، حلماً للمصورين حيث تتناقض بقوة الخطوط الحادة للكثبان الرملية المحيطة مع السماء الزرقاء الصافية.
ويعد تسلق هذه الكثبان الرملية العملاقة، من الأنشطة التي يجب القيام بها خلال الرحلة إلى سوسوسفلي، وتوجد بالقرب منها بعض النزل الصحراوية الجميلة، وعلى مقربة منها محمية ناميبراند الطبيعية، وهي محمية مخصصة للسماء المظلمة حيث يمكن الاستمتاع بإطلالة بانورامية للنجوم خالية من التلوث الضوئي.
ويمكن قضاء ليلة في مخيم سيسريم، داخل البوابة الرئيسية للمنتزه أو في أحد النزل الموجودة داخلها، لتسلق جبل بيج دادي أو الكثيب 45 القريب، بينما يكون الهواء أكثر برودة والشمس لا تزال منخفضة نسبياً في السماء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.