اشتدت عمليات البيع في وول ستريت وكانت "تسلا" في صدارة الخاسرين، حيث انخفضت أسهمها بشكل مدوي، وأصبحت مهددة بنزيف من الخسائر المتتالية، رغم العلاقة السياسية التي تجمع بين إيلون ماسك (الرئيس التنفيذي للشركة) ودونالد ترامب، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.

انخفاض كبير في أسهم تسلا

هوت أسهم تسلا بنسبة 15٪ في التداول الأخير في أسوأ يوم لها في السوق منذ سبتمبر 2020.
وخسرت الشركة الآن أكثر من نصف قيمتها منذ أن بلغت ذروتها في 17 ديسمبر وهو الانخفاض الذي قضى على حوالي 800 مليار دولار من القيمة السوقية.
ولم يفعل وصول ماسك إلى المكتب البيضاوي إلا زيادة أزماته حيث يتزامن انزلاق شركة تسلا الأخير مع فترة وجود الرئيس التنفيذي إيلون ماسك في البيت الأبيض تحت رئاسة ترامب.
اقرأ أيضاً: «تسلا» تتراجع في أوروبا وسط غضب شعبي من تصريحات ماسك

"تسلا".. 7 أسابيع خسائر

في يوم الجمعة، اختتمت شركة تسلا أسبوعها السابع على التوالي من الخسائر وهي أطول سلسلة خسائر لها منذ ظهورها لأول مرة في بورصة ناسداك في عام 2010. وانخفض السهم كل أسبوع منذ ذهب الرئيس التنفيذي إيلون ماسك إلى واشنطن العاصمة لتولي دور رئيسي في البيت الأبيض الثاني في عهد ترامب.
منذ أن بلغت ذروتها عند 479.86 دولارًا في 17 ديسمبر، فقدت أسهم تسلا أكثر من 50٪ من قيمتها، مما أدى إلى محو ما يزيد عن 800 مليار دولار من القيمة السوقية وكان يوم الاثنين هو سابع أسوأ يوم للسهم على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: "تسلا" تعلن استدعاء أكثر من 376 ألف سيارة بسبب مشكلات

"تسلا" تقود التراجعات

وقادت شركة تسلا تراجعا أوسع نطاقا في أسواق الأسهم الأمريكية مع هبوط مؤشر ناسداك بنحو 4% وهو أكبر انخفاض له منذ عام 2022.
خلال مقابلة على قناة فوكس بيزنس، سُئل ماسك عن كيفية إدارته لأعماله التجارية أثناء أداء دوره في البيت الأبيض تحت إدارة ترامب فقال إنه يفعل ذلك "بصعوبة بالغة".
وبالإضافة إلى مشاكل تسلا، شهدت منصة ماسك الاجتماعية إكس عدة انقطاعات على مدار يوم الاثنين، وتحقق شركته الفضائية والدفاعية "سبيس إكس" في انفجارين متتاليين حدثا أثناء الرحلات التجريبية لصاروخها الضخم ستارشيب.

تعاون ماسك وترامب

قال ماسك خلال المقابلة أيضًا إنه يتوقع البقاء في إدارة ترامب لمدة عام آخر.
ونشر على إكس أن ”الأمر سيكون جيدًا على المدى الطويل”، في إشارة إلى الانخفاض الحاد في سعر سهم تسلا.
وكان الانخفاض في أسهم شركة تسلا الاثنين مرتبطًا بحالة عدم اليقين المحيطة بخطط الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية.
تعد كندا والمكسيك من الأسواق الرئيسية لموردي السيارات، ومن المرجح أن تؤثر الرسوم الجمركية المتزايدة مع إمكانية اندلاع حرب تجارية على الإنتاج وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
وتواجه تسلا أيضًا تآكلًا في علامتها التجارية بسبب الخطاب السياسي التحريضي الذي يتبناه ماسك وعمله المكثف مع إدارة ترامب حيث يتولى قيادة ما يسمى بإدارة كفاءة الحكومة.
وأصبح ماسك، أغنى شخص في العالم، الوجه العام لجهود الإدارة الرامية إلى تقليص قوة العمل والإنفاق والقدرة في الحكومة الفيدرالية بشكل كبير.

اتهامات ماسك

في هذه الأثناء، استخدم ماسك موقع إكس لتوجيه الاتهامات إلى القضاة الذين لم تعجبه قراراتهم وروج لأحاديث كاذبة للكرملين حول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واحتج ناشطون ومعجبون سابقون بماسك في منشآت تسلا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكانت مركبات تيسلا ومنشآتها أهدافًا واضحة للتخريب ومحاولات الحرق العمد.
وقالت الشرطة لشبكة سي إن بي سي إن محاولات الحرق العمد المتكررة وحالات التخريب وقعت في متاجر تسلا ومركز خدمة في لوفلاند بولاية كولورادو.

ما يقوله محللون؟

وقال بن كالو المحلل في شركة "بيرد":"إن التقارير الأخيرة عن أعمال التخريب قد تضر بالطلب. عندما تكون سيارات الناس معرضة للخطر أو الاشتعال فحتى الأشخاص الذين يدعمون ماسك أو غير مبالين به قد يفكرون مرتين قبل شراء سيارة تسلا".
وكتب محللون في بنك أوف أمريكا أن مبيعات مركبات تسلا الجديدة هبطت بنحو 50% في أوروبا في يناير مقارنة بالعام السابق ويرجع ذلك جزئيا إلى تزايد النفور من العلامة التجارية.
وأشارت الشركة أيضا إلى أن بعض العملاء المحتملين ينتظرون النسخة الجديدة من موديل واي.
وارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية عالمياً، بما في ذلك الطرازات الكهربائية بالكامل والهجينة بنسبة 21% في يناير مقارنة بالعام الماضي، حتى مع انخفاض مبيعات تسلا وكان النمو مدفوعا بالطلب في أوروبا.