قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن شركات صناعة السيارات يمكنها تجنب رسومه الجمركية بمجرد نقل الإنتاج إلى المصانع الأمريكية، لكن هذا الطرح لا يبدو بهذه السهولة، وفقًا لما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية.
تأثير الرسوم الجمركية على صناعة السيارات
تؤثر مجموعة واسعة من الرسوم الجمركية بالفعل – أو على وشك التأثير – على قطاع السيارات، مما قد يضيف آلاف الدولارات إلى تكلفة إنتاج وشراء السيارات الجديدة.
وتواجه شركات السيارات أعباءً إضافية بسبب ضرائب الاستيراد على جميع السلع، بما في ذلك السيارات وقطع الغيار المستوردة من كندا والمكسيك، والتي تم الإعلان عنها – ثم تعليقها – مرتين منذ تولي ترامب منصبه، ومن المقرر فرضها مجددًا في أبريل المقبل.
اقرأ أيضاً: عمالقة السيارات يتحدون.. لماذا لجأت فولكس فاجن للشراكة مع ريفيان؟
موقف شركات صناعة السيارات
استمعت إدارة ترامب إلى مناشدات شركات السيارات لاستثنائها من هذه الرسوم، لكنها ردت بإجابة واحدة: "قوموا ببناء مصانع في الولايات المتحدة".
ورغم أن الإدارة ترى أن هذا التحول يمكن أن يتم بسرعة ومن دون تداعيات سلبية، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك.
"التكاليف المرتفعة والفوضى" تعرقل النقل الفوري
تواجه شركات السيارات تحديات كبيرة بسبب تهديدات ترامب الجمركية، حيث وصف جيم فارلي، الرئيس التنفيذي لشركة فورد، الوضع قائلًا: "الكثير من التكاليف والكثير من الفوضى"، في تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر للمستثمرين الشهر الماضي.
لكن رغم ذلك، لا تزال شركات السيارات غير مستعدة لبناء مصانع جديدة على الفور.
اقرأ أيضاً: 5 مخاطر تهدد شركات صناعة السيارات الكبرى في أوروبا قبل 2025
لماذا لا يمكن نقل الإنتاج بسرعة؟
وفقًا لـ سي إن إن، فإن السبب الرئيسي لعدم الانتقال الفوري هو غياب اليقين بشأن سياسات ترامب المتقلبة فيما يخص التعريفات الجمركية، مما يجعل من الصعب على الشركات استثمار مليارات الدولارات في مصانع جديدة.
التكاليف المرتفعة تُعيق القرار
قدّرت كلٌّ من جنرال موتورز وفورد أن ارتفاع تكاليف المواد الخام بعد فرض الرسوم الجمركية الكندية على الصلب والألمنيوم في 2018 كلّفهما أكثر من مليار دولار لكل منهما.
كما ارتفعت أسعار الصلب الأمريكي بنسبة 30% خلال الشهرين الماضيين، وفقًا لما قاله فيل جيبس، محلل أسواق الصلب في شركة "كاي بانيك"، بينما شهدت أسعار الألومنيوم ارتفاعًا بنسبة 15%.
نقل مصانع السيارات يستغرق سنوات
حتى التعديلات البسيطة، مثل تغيير خط إنتاج أحد المصانع، قد تؤدي إلى إغلاقه لمدة عام أو أكثر.
أما بناء مصنع جديد بالكامل، فيستغرق عدة سنوات، حتى لو كان مجرد إعادة تشغيل لمصنع مغلق سابقًا.
إنتاج السيارات في أمريكا مقابل المكسيك وكندا
بحسب بيانات ستاندرد آند بورز جلوبال موبيليتي، تم تصنيع 10.2 مليون سيارة في المصانع الأمريكية خلال 2024، مقارنة بـ 4 ملايين سيارة في المكسيك و1.3 مليون سيارة في كندا.
ويعمل في المصانع الأمريكية نحو مليون عامل في إنتاج السيارات والشاحنات وقطع الغيار.
شركات عالمية تصنع سياراتها داخل أمريكا
حوالي 50% من السيارات المُنتَجة في الولايات المتحدة يتم تصنيعها في "مصانع الاستثمار الأجنبي"، التي تديرها شركات آسيوية وأوروبية مثل تويوتا وهوندا وبي إم دبليو وفولكس فاجن.
ويؤكد المحللون أن السبب في ذلك ليس التعريفات الجمركية، بل التكاليف الباهظة لشحن السيارات عبر المحيطات، مما يجعل من المنطقي تصنيعها بالقرب من الأسواق المستهدفة.
كيف ستضر الرسوم الجمركية شركات السيارات؟
تعتمد بعض الطرازات المُنتَجة في المكسيك، مثل جيب كومباس وفورد برونكو سبورت، على هوامش ربح ضئيلة، مقارنة بالطرازات الفاخرة المُنتجة في المصانع الأمريكية.
وبالتالي، فإن فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات القادمة من المكسيك قد يؤدي إلى ارتفاع تكلفتها بشكل كبير، لدرجة تجعلها غير قابلة للتسويق، مما قد يدفع الشركات إلى إيقاف إنتاجها نهائيًا.
وفي حال حدوث ذلك، لن يؤدي الأمر فقط إلى تقليل الخيارات المتاحة للمستهلكين الباحثين عن سيارات بأسعار معقولة، بل قد يساهم أيضًا في فقدان وظائف أمريكية، لأن العديد من السيارات المنتجة في المكسيك تحتوي على قطع غيار أمريكية الصنع.
التعريفات الجمركية قد ترفع أسعار السيارات الأمريكية
حتى في حالة زيادة الإنتاج داخل الولايات المتحدة، فإن هذا لن يمنع التعريفات الجمركية من رفع أسعار السيارات "الأمريكية" بمقدار يتراوح بين 3000 إلى 12,000 دولار لكل مركبة، وفقًا لتقديرات مجموعة أندرسون الاقتصادية في ميشيجان.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.