عبدالله بن لاحج*
يواصل سوق العقارات في دبي ترسيخ مكانته كمركز عالمي رائد لتوسع العلامات التجارية الفاخرة. ومع استكشاف العلامات التجارية العالمية المرموقة قنوات نمو جديدة، أصبح العقار امتداداً منطقياً لهويتها التجارية يسمح لها بإنشاء نقاط تواصل دائمة لتعزيز أنماط المعيشة الفاخرة لعملائها. يتجلى ذلك بشكل خاص في ازدهار مشهد المساكن ذات العلامات التجارية، حيث لا تقتصر القيمة على الموقع أو التصميم فحسب، بل ترتبط أيضاً بهوية العلامة التجارية الموثوقة. وفقاً لبيانات مؤسسة سافيلز، ارتفع عدد مخططات المساكن ذات العلامات التجارية حول العالم بأكثر من 160% خلال العقد الماضي، ما يؤكد على تحول ملموس في استراتيجيات المطورين وتفضيلات المشترين. وتُعد الإمارات الآن ثالث أكبر سوق لهذه العقارات في العالم، حيث تشير التوقعات إلى أن القطاع سينمو ويتوسع بنسبة 15% خلال عام 2025.
في عام 2024، تم بيع أكثر من 13000 وحدة ذات علامات تجارية في دبي، أي بزيادة قدرها 43% عن العام السابق. ومن المتوقع أن تبرز دبي كأكبر سوق عالمي للمساكن الفاخرة خلال عام 2025، مدفوعةً بالطلب القوي من المشترين الدوليين. يعكس هذا التوجه التصاعدي استراتيجية المطورين بتلبية تفضيلات المستثمرين والمشترين وتوجههم نحو العقارات التي تقودها العلامات التجارية وتركز على أسلوب الحياة.
مع الوقت، تطورت المشاريع العقارية ذات العلامات التجارية إلى ما هو أبعد من أساسيات سوق العقارات التقليدي لتصبح نموذجاً استراتيجياً يدمج هوية العلامة التجارية، وتميز التصميم، ومرونة الاستثمار. ومع تزايد الطلب من أصحاب الثروات الكبيرة، يبادر المطورون بإبرام شراكات مع أبرز الأسماء المتخصصة في قطاع العقارات الفاخرة من مختلف الصعد لتطوير عقارات تجمع بين جاذبية أسلوب الحياة الراقي والميزات العملية على المدى الطويل، ما يُسرّع من اندماج هذا القطاع في سوق العقارات الراقية في دبي.
بالإضافة إلى معايير البناء والخدمة العالية، تحافظ المساكن ذات العلامات التجارية على قيمتها لأنها توفر طبقة من الثقة والألفة. وبالنسبة للأثرياء وأصحاب الثروات الكبيرة، تُمثل العلامة التجارية المعروفة الأمان والجودة المضمونة. تتجلى هذه الصفات في العديد من السمات المميزة التي تجعل هذه العقارات خياراً جذاباً باستمرار للمشترين والمستثمرين المميزين على حد سواء.
صُممت هذه العقارات خصيصاً لتلبية توقعات أصحاب الثروات الضخمة ممن يُعطون الأولوية للحصرية، دقّة التصميم، وسلاسة الخدمات. تقع هذه العقارات في أكثر المواقع المرغوبة في دبي، وتأتي عادة مع طيف من المرافق الفاخرة وتتميز بالعمليات المتسقة. كما يزيد العرض المحدود من جاذبيتها، ومكانتها في السوق، ويجذب أسلوب المعيشة المُصمم بعناية للأفراد ذوي الثروات الضخمة. تنجذب هذه الفئة حول العالم إلى المشاريع التي توفر الخصوصية، والخدمات الحصرية عند الطلب، واسم العلامة التجارية الذي يعزز القيمة على المدى الطويل.
في دبي، تُعدّ المواقع الشهيرة مثل نخلة جميرا، ووسط مدينة دبي، والخليج التجاري، من أبرز وجهات شراء المنازل ذات العلامات التجارية. كما تُقدّم المناطق الواقعة على الشاطئ مثل جميرا بيتش ريزيدنس ولؤلؤة جميرا قيمة عقارية أعلى بفضل موقعها المميز على الواجهة البحرية.
يُبدي المشترون استعدادهم لدفع ما يصل إلى 69% زيادةً في السعر للقدم المربعة مقارنةً بالعقارات التي لا ترتبط باسم علامة تجارية في المناطق نفسها.
ورغم أن هذا قد يبدو مُبالغاً فيه، إلا أن المشاريع العقارية التي تُديرها العلامات التجارية تضمن معايير بناء عالية، ووسائل راحة فائقة، وطلباً قوياً على الإيجار وإعادة البيع. وفقاً لأبحاث شركة نايت فرانك، أعرب 69% من أصحاب الثروات العالية حول العالم عن اهتمامهم بالمنازل ذات العلامات التجارية في عام 2024، مُقارنةً ب 59% في العام السابق.
تحافظ العقارات ذات العلامات التجارية على قيمتها بشكل أفضل من العقارات التقليدية، خاصةً في سوق دبي العالمي التنافسي. تُشير أبحاث «سافيلز» إلى أنّ قيمة العقارات ذات العلامات التجارية ترتفع عادةً بنحو 20%، مع عائد استثمار يتراوح بين 6.5% و9% حسب نوع الاستخدام. ونظراً لالتزام العلامات التجارية بمعايير صارمة، تقدّم العقارات التي تحمل اسمها أداءً مُتسقاً يعكس هذه المعايير.
يتجاوز المشهد العقاري الحالي مجرد الجماليات الفخمة، فهو استجابة لتطوّر توقعات أنماط الحياة وأسلوب المعيشة الفاخرة. ومع استمرار دبي في جذب السكان الأثرياء والمستثمرين العالميين، يواصل مشهد العقارات في الإمارة تطوّره المتسارع. يُقيم في دبي حالياً أكثر من 81200 مليونير، وأكثر من 237 سنتي-مليونير، و20 مليارديراً، وهي شريحة سكانية تدفع الطلب المستمر على المساكن الفاخرة ذات العلامات التجارية.
توفر المشاريع العقارية ذات العلامات التجارية تجارب معيشية متكاملة مع إمكانية الوصول إلى المنتجعات الصحية والصالات الرياضية خدمات الكونسيرج، ورعاية الحيوانات الأليفة، لتلبية احتياجات المشترين من أصحاب الثروات الضخمة في راحة منازلهم. كما تركز هذه المشاريع بشكل متزايد على دمج أحدث التقنيات والاستدامة والرؤية المعمارية، ما يقدم استثمارات مستقبلية مصممة للتطوّر مع احتياجات سكانها.
تطوّرت المساكن ذات العلامات التجارية من مجرد رموز معمارية إلى تعابير فخمة تختزل أسلوب الحياة والحرفية والراحة. يعكس انتقال الأسماء الفاخرة إلى عالم العقارات استجابةً استراتيجيةً للتحولات العالمية في توقعات المستثمرين، وسعياً للتميز من خلال الابتكار والحصرية، وجهداً مدروساً لتعزيز مكانة دبي عاصمة عالمية للعقارات الفاخرة. بالنسبة للمطورين، توفر هذه العقارات القيمة والتميز للعلامات التجارية. أما بالنسبة للمشترين، فهي تقدّم أسلوب حياة راقياً وتعد باستقرار استثماري وخدمة لا مثيل لها. وبالنسبة لدبي، فهي دليلٌ على أن العقارات الفاخرة أكثر من مجرد مسكن.. إنها تجربةً فريدة.
*رئيس مجلس إدارة شركة آمال للتطوير
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.