اقتصاد / صحيفة الخليج

«وول ستريت» تراوغ الزمن.. و«إس آند بي» يختبر مستويات فبراير القياسية

في زحام الأحداث العالمية المتسارعة، من حروب تجارية إلى تصعيدات جيوسياسية، ترفض السوق الأمريكية الانصياع لمنطق الخوف، فبينما يتخبّط العالم في ضباب من عدم اليقين، تُظهر مؤشراتها وعلى رأسها «إس آند بي 500»، ملامح مفاجئة من الاستقرار بل والازدهار.


مع صعود «إنفيديا» إلى عرش الشركات الأعلى قيمة في العالم وانبعاث موجة جديدة من التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي، يبدو أن الأسواق تعيش في فقاعة زمنية معلّقة بين الترقب والطموح، بين ما كان وما قد لا يكون، فهل عدنا بالزمن إلى الوراء؟


يبدو الأمر كذلك في «وول ستريت» انظر إلى حركة «إس آند بي 500» وستظن أنك في فبراير/شباط، قبل فرض الرئيس دونالد ترامب تعريفات جمركية متبادلة وقبل قانون «ون بيغ بيوتيفل» للبيت الأبيض وقبل الحرب بين إسرائيل وإيران.

فبراير القياسي

في 19 فبراير، أغلق المؤشر واسع النطاق عند أعلى مستوى له على الإطلاق مسجلاً 6144.15 نقطة، الأربعاء أنهى جلسة التداول عند 6092.16، أي أن الفرق أقل من 1%، دون أن ننسى أن منشوراً واحداً، غير تقليدي كالعادة، من الرئيس الأمريكي على وسائل التواصل الاجتماعي، قد يدفع مؤشر «إس آند بي» إلى ما فوق هذه العتبة بكثير.


وفي إشارة أخرى، تصدّرت «إنفيديا» عناوين الأخبار مؤخراً بعد ارتفاعها بنسبة 4.3%، لتغلق عند مستوى قياسي جديد أنسى المستثمرين حالة عدم اليقين التجاري والجيوسياسي التي يمر بها العالم ووضع عملاق الرقائق على رأس هرم شركات العالم من حيث القيمة السوقية بـ3.73 تريليون دولار، متجاوزة «مايكروسوفت» وهو ما يرمز إلى التفاؤل المحيط بالذكاء الاصطناعي الذي قاد معظم مكاسب السوق في عام 2024.


الغريب في الأمر، هو أن السوق قد تخلص على ما يبدو من جلّ الأعباء التي أثقلت كاهله منذ مارس/آذار ومع ذلك، لا تزال مخاوف الرسوم الجمركية قائمة، فقد هدد ترامب إسبانيا الأربعاء، بأنه «سيجعلها تدفع ضعف المبلغ» في صفقة تجارية لأن الدولة الأوروبية تقاوم زيادة الإنفاق الدفاعي.

الحنين إلى القمة

إن الحنين إلى قمم السوق قد يُعمي عن التهديدات المقبلة. ففي الوقت الذي يُحلّق فيه «إس آند بي» إلى مستويات تُشبه الماضي القريب، فإن العالم من حوله قد تغير جذرياً، فالتوترات الجيوسياسية تتصاعد والحرب التجارية لم تُطوَ صفحتها بعد والرئيس ترامب لم يُغيّر أسلوبه أو أهدافه، لذا وبينما يسود التفاؤل بفضل طفرة الذكاء الاصطناعي، لا يجب أن ننسى أن الأسواق لا تنقاد دائماً إلى المنطق وأحياناً تُذكرنا أن لحظات النشوة قد تُخفي وراءها عواصف قادمة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا