اقتصاد / صحيفة الخليج

قمة «جي 42»: أبوظبي تتحول إلى مصنع عالمي للابتكار والتكنولوجيا

في حدث جمع أكثر من 2,400 موظف وشريك وقائد عالمي في أبوظبي، اختُتمت قمة «سوبرتشارجرد» السنوية لشركة «جي 42»، مؤكدة أن أبوظبي لم تعد تكتفي باستيراد الابتكار بل باتت تصنعه وتصدّره. واحتفلت «جي 42» بسبع سنوات من مسيرتها في ريادة الذكاء الاصطناعي بإطلاق مشروع «ستارغيت » ومجمع ذكاء إماراتي - أمريكي بقدرة 5 جيجاوات، لتؤسس لما وصفه قادتها بـ«شبكة الذكاء» – منظومة ثورية تسعى لتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة إلى شريك ذكي يطوّر الصحة والطاقة والمدن وحياة البشر بأكملها.

بمناسبة مرور سبع سنوات على تأسيس «جي 42»، احتفلت نسخة هذا العام بمسيرة المجموعة وتحولها إلى لاعب عالمي في مجال الذكاء الاصطناعي. وسلطت الفعاليات الضوء على محطات رئيسية، من بينها إطلاق مشروع «ستارغيت الإمارات» ومجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي في أبوظبي بسعة تصل إلى 5 جيجاوات. وأكدت الفعالية أهمية بناء منظومة ذكاء اصطناعي تتميز بالمرونة والمسؤولية والشمولية، كما أكدت «أوبن أيه آي» ومايكروسوفت دعمهما لشراكة «جي 42».

جاءت فعالية هذا العام تحت شعار «بناء شبكة الذكاء: الحاضر ومستقبل الحضارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي»، ليعكس تحولاً أساسياً في دور الذكاء الاصطناعي.

وتدور شبكة الذكاء حول بنية موزعة من مراكز البيانات، وقدرات الحوسبة، والبنية التحتية السحابية، وخدمات الأمن السيبراني، ونماذج الذكاء الاصطناعي المصممة لتلبية الاحتياجات الواقعية في قطاعات مثل الرعاية الصحية والطاقة والتنقل وغيرها، لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة فائقة للخدمة – تعمل دائماً، قابلة للوصول، ودائمة التعلم، ومصممة لخدمة المجتمع وتوسيع نطاقه.

وانطلقت الفعاليات تحت شعار «بناء شبكة الذكاء: الحاضر والمستقبل لحضارات مدعومة بالذكاء الاصطناعي»، حيث ناقش المشاركون كيف تقوم «جي 42» بتحويل الذكاء الاصطناعي إلى بنية تحتية فائقة تدعم الاستخدامات الواقعية وتعمل باستمرار، وتتعلم بشكل دائم.

قادة التكنولوجيا

شهد اليوم جلسات رئيسية مع قادة عالميين في قطاع التكنولوجيا، من بينهم براد سميث، رئيس شركة مايكروسوفت، وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن أيه آي»، اللذان انضما افتراضياً. كما شارك في النقاشات عدد من الشخصيات البارزة في الحكومة والصناعة والعلوم.

«أوبن أيه آي» ومايكروسوفت

إلى جانب حديثه عن الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، تطرق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن أيه آي»، إلى الشراكة المبكرة مع «جي 42»، وأشار إلى أن «جي 42» أدركت الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي لتصبح منصة أكثر تحولاً من أي ابتكار سابق، وفهمت أن بناء مثل هذه المنصة يتطلب نهجاً مختلفاً جوهرياً، يهدف إلى إيصال الذكاء إلى مليارات الأشخاص حول العالم.

وشدد براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة مايكروسوفت وعضو مجلس إدارة «جي 42»، على أن استثمار مايكروسوفت لـ1.5 مليار دولار في «جي 42» لم يكن مجرد قرار مالي، بل كان التزاماً مدروساً تجاه الشركة وموظفيها وشراكة أوسع مع دولة الإمارات. مؤكداً أنه والرئيس التنفيذي لمايكروسوفت ساتيا ناديلا يثقان أكثر من أي وقت مضى بقوة العلاقة مع «جي 42» بعد عامين من الشراكة.

بناء «شبكة الذكاء»

ودعا بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة «جي 42»، الشركاء العالميين والموظفين إلى تبني الذكاء الاصطناعي باعتباره الفرصة والمسؤولية الأكثر أهمية في تاريخ البشرية.

وحث شياو الحضور على النظر إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة تكنولوجية، بل كشكل بديل من الذكاء قادر على الارتقاء بالحضارة الإنسانية.

وقال: «نحن ندخل عصر الذكاء الذهبي»، مشيراً إلى أن التقاء البنية التحتية والقدرات الحاسوبية والمواهب يشكل مفتاحاً لإطلاق الأثر المجتمعي الكامل لهذه التقنية.

وأشار إلى أن محور مستقبل «جي 42» يتمثل في مشروع «ستارغيت الإمارات» والمجمّع المشترك للذكاء الاصطناعي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة بقدرة 5 جيجاوات، الذي أُعلن عنه مؤخراً، ومع احتفال «جي 42» بمرور سبع سنوات على تأسيسها. وأعرب شياو عن تفضيله استخدام مصطلحات مثل «الذكاء البديل» أو «الذكاء المعزَّز»، بدلاً من «الذكاء الاصطناعي»، في تعبير عن رؤية أكثر ديناميكية لإمكانات هذه التقنية.

افتتح منصور المنصوري، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، نقاش «الحياة المديدة» بتأكيد أن التمتع بحياة طويلة وصحية يجب أن يكون حقاً من حقوق الإنسان، وليس امتيازاً يقتصر على قلة.

وأوضح كيف تبني أبوظبي واحداً من أذكى الأنظمة الصحية في العالم، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي، وعلم الجينوم، وبيانات السكان الشاملة بهدف التنبؤ بالمخاطر، والوقاية منها، وتخصيص الرعاية قبل ظهور الأعراض. وأشار إلى مبادرات مثل خفض سن الفحوص المبكرة للكشف عن السرطان وإعادة تصميم الأحياء لتعزيز الرفاه، مؤكداً أن تحسين «فترة الصحة» يتطلب تخطيطاً مدروساً وليس مجرد صدفة.

الحكومة والطاقة والفضاء

وسلط محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لدولة الإمارات، الضوء على إنجازات الدولة الأخيرة في هذا المجال، والدور الريادي المتنامي للإمارات في بناء الثقة الرقمية وتعزيز المرونة الإلكترونية.

وشارك المهندس سالم بطي سالم القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، في جلسة «الذكاء من الفضاء: حدود جديدة على الأرض»، موضحاً كيف تسهم بيانات الفضاء في دفع عجلة التقدم في قطاعات حيوية. كما تضمنت النقاشات الرئيسية موضوعات مثل «الدول الأصلية بالذكاء الاصطناعي: حياة أذكى تتحقق»، و«الذكاء الاصطناعي والطاقة: مستقبل النظيفة».

تكنولوجيا تُصنع في أبوظبي

أعلن أليكس كيبمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Analog، وأحد العقول وراء HoloLens في مايكروسوفت سابقاً، أن «أبوظبي لم تعد تستورد الابتكار، بل تصنعه». وبصفته جزءاً من منظومة «جي 42» يقود كيبمان Analog لتطوير تقنيات حوسبة طرفية أصلية بالذكاء الاصطناعي، تُصنع في أبوظبي وتُوجّه للعالم. وتسلط تصريحاته الضوء على انتقال دولة الإمارات من مستهلك للتكنولوجيا إلى منتِج لها، مع ريادة Analog في بناء أنظمة ذكية لقطاعات التنقل والطاقة والرعاية الصحية والبنية التحتية الحضرية.وقدّم كيبمان عروضاً مباشرة لتقنيات Analog الأحدث والمبنية على الذكاء الاصطناعي وتقنيات الحوسبة الطرفية، مسلطاً الضوء على كيفية تطوير الإمارات لتكنولوجيا مخصصة للتطبيق العالمي.

«جي 42» تكشف عن تحديث لهويتها

أعلنت «جي 42» عن تحديث بصري خفيف لهويتها، وكشفت عن موقع إلكتروني جديد مدعوم بالذكاء الاصطناعي، مصمَّم لتقديم تجارب شخصية بديهية بالكامل. ومن المقرر إطلاق المنصة في وقت لاحق من هذا العام، حيث، مجسدة بذلك الإصدار الثاني من «شبكة الذكاء» كواجهة رقمية شخصية لاستكشاف المعرفة والرؤى.

الفرق المدعومة بالذكاء الاصطناعي

شارك خبير الموارد البشرية العالمي جوش بيرسن افتراضياً للحديث عن المؤسسات التي تتبنى الذكاء الاصطناعـــي منذ البداية، مستعرضاً كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل النظام التشغيلي للمؤسسات الحديثة، من هياكل جامدة إلى نماذج ديناميكية قائمة على الفرق.

وقدّم بيرسن مفهوم «العامل الخارق» - الأفراد الذين يمكّنهم الذكاء الاصطناعي من التنقل بسلاسة بين المشاريع، مسترشدين بالمهارات والهدف وليس بالألقاب الوظيفية. وأكد أن الذكاء الاصطناعي، وإن كان يُؤتمت المهام الروتينية، فإنه يعزّز من أهمية حل المشكلات المعقدة، والتعاطف الإنساني، والتفكير الإبداعي.

وأوصى بيرسن باعتماد أنظمة مواهب مرنة، وإعطاء الأولوية للتوافق الثقافي في الشراكات، وبناء ثقافة مؤسسية قائمة على الهدف والمرونة. ففي عالم تسيّره الآلات الذكية، ستبقى القدرة على التكيف، والفضول، والذكاء العاطفي هي الميزة الاستراتيجية للبشر.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا