يشهد الطلب على السيارات الفاخرة في سوق التأجير بالإمارات، إقبالاً لافتاً من السياح والسكان، ما يدفعنا للغوص في طبيعة هذا السوق وآفاقه المستقبلية، لا سيما مع دخول التكنولوجيا الحديثة وخيارات الطاقة البديلة على خط المنافسة.
ومع ارتفاع سقف توقعات العملاء، يصبح من الضروري فهم ما الذي يدفعهم لاختيار سيارات بمواصفات عالية، وما مدى تأثير الابتكار التقني والتصميم على قراراتهم؟
قال مسؤولون في قطاع تأجير السيارات الفارهة ل«لخليج»، إنه في الوقت الذي تشهد فيه دولة الإمارات نمواً متسارعاً في السياحة الراقية، فإن هذا السوق أصبح واحداً من أكثر القطاعات تنافسية في الدولة. وأشاروا إلى أن العروض التنافسية التي تقدمها شركات التأجير، وتطور البنية التحتية، وندرة طرز السيارات المتوفرة، تُعد من أبرز عوامل الجذب.
وكشف هؤلاء، أن كلفة تأجير السيارات الفارهة في دبي، تراوح بين 300 و20 ألف درهم يومياً للسيارات النادرة جداً (الهايبر)، حسب طراز السيارة، لافتين إلى أن فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، هي الأكثر طلباً والأعلى سعراً على مدار العام. وأنه لوحظ مؤخّراً إقبال لافت على استئجار السيارات الكهربائية الفاخرة من فئة الشباب، لشغفهم بالتكنولوجيا والسيارات الذكية.
ونصح خبراء، المستأجرين بالحرص على مقارنة الأسعار بين الشركات، وقراءة الشروط والأحكام بعناية، إلى جانب فحص أنظمة السيارة مثل الوقوف والملاحة، لضمان تجربة سلسة وآمنة عند استئجار سيارة فاخرة.
عوامل جذب
يقول إبراهيم أبو ذكرى، الخبير في قطاع السيارات، إن الباقات والعروض التنافسية التي تقدمها شركات التأجير في الدولة، وتطور البنية التحتية في الدولة، وندرة طرز السيارات المتوفرة، تُعد من أبرز عوامل الجذب، مدفوعة بحملات إعلانية رقمية احترافية، تسهم في الترويج لهذا القطاع. لافتاً إلى أن العديد من الزوار يفضّلون استئجار سيارات فاخرة، لتجربة طرز غير متاحة في بلدانهم، أو رغبة في التميّز والاستعراض، خصوصاً عشاق السرعة والمنافسة، وهو ما تلبّيه المكاتب من خلال باقات وخدمات مخصصة.
كهربائية وتقليدية
ويضيف أبو ذكرى، أن هناك إقبالاً لافتاً على السيارات الكهربائية الفاخرة في السوق الإماراتية. مشيراً إلى أن الجيل الشاب يفضّل هذا النوع من المركبات لشغفه بالتكنولوجيا والسيارات الذكية.
وتابع: «في الوقت ذاته، لا تزال السيارات التقليدية تحظى بجمهور من محبي الأداء الكلاسيكي وأصوات المحركات، ما يعزز التوقعات باستمرار الطلب على كلتا الفئتين مستقبلاً».
الكلفة والطلب
يقول أنوديب راغوثامان، رئيس قسم المبيعات والتسويق في شركة دولار لتأجير السيارات، إن أسعار تأجير السيارات الفارهة في دبي، تراوح بين 1,000 و15,000 درهم يومياً حسب الطراز، كسيارات السيدان، والسيارات الرياضية، وسيارات «السوبر»،
ويضيف أن أسعار الطرز النادرة، تصل إلى أكثر من 20 ألف درهم يومياً في بعض الحالات. ويشير إلى أن الطلب على السيارات الفاخرة يتركز من السيّاح على مدار الموسم، خاصة القادمين من أوروبا والخليج وآسيا، بينما يستخدمها المقيمون غالباً في المناسبات، أو ضمن باقات طويلة الأمد.
مضيفاً أن الوجهات المفضلة للمستأجرين تشمل شارع الشيخ زايد، نخلة جميرا، ووسط دبي، وجبل جيس، حيث يجمع السائقون بين الأداء العالي والمناظر الخلابة.
باقات متنوعة
يرى راغوثامان، أن باقات الإيجار الأسبوعية والشهرية التي تقدمها الشركات، يمكن أن تؤدي إلى تقليل متوسط الكلفة اليومية، بنسبة تراوح بين 20% و40%، وأنها تلعب دوراً في إقبال المستأجرين وإنعاش السوق على مدار العام. ويضيف: «عدة شركات -ومن ضمنها شركتنا- استجابت للطلب المتزايد على السيارات الفاخرة، من خلال توسيع أساطيلها، وتقديم عروض وباقات يومية وشهرية، ومزايا إضافية كالصيانة والتأمين لتناسب الإقامات الممتدة، أو رجال الأعمال، أو المقيمين الذين يبحثون عن مرونة أكبر، ما أسهم في إنعاش هذا السوق».
وينصح راغوثامان المستأجرين، بأن يأخذوا بعين الاعتبار الرسوم الإضافية، مثل مبلغ التأمين القابل للاسترداد، وتجاوز الحد الأقصى للكيلومترات، وإعادة التزويد بالوقود، ورسوم المرور، وأن يقرؤوا العقد جيداً. لافتاً إلى أن هذه الرسوم يمكن أن تضيف مئات أو حتى آلاف الدراهم إلى إجمالي الفاتورة.
السيارات الرياضية
وقال سهيل شوكت، رئيس قطاع التجزئة في شركة «ثريفتي» لتأجير السيارات: «هناك إقبال لافت على فئة السيارات الرياضية متعددة الاستخدامات، فهي الأكثر طلباً والأعلى سعراً على مدار العام. إضافة إلى بعض الطرز الأخرى المميزة العادية». ويشير إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن التفضيلات تتأثر بالمواسم، حيث تزداد شعبية السيارات المكشوفة، وكذلك السيارات عالية الأداء، في أشهر الصيف، خصوصاً بين السياح الراغبين في الاستمتاع بالقيادة على سواحل دبي.
ويضيف شوكت أن متوسط الأسعار لدى «ثريفتي» يختلف حسب مدة الإيجار وطراز السيارة، حيث تراوح في الفئة الفاخرة ما بين 300 و800 درهم يومياً، مع أسعار تفضيلية للفترات الطويلة.
ويتابع: «الأسعار متنوعة، فهناك المرن وهناك الباهظ، ما يحدد السعر هو طراز السيارة، كما أن الشركة إلى جانب عدة شركات أخرى، توفّر عروضاً مغرية، وباقات تأمين، وخدمة مساعدة على الطريق على مدار الساعة».
حلول رقمية
ويشير شوكت إلى أنه رغم القيمة الكبيرة التي يقدمها سوق تأجير السيارات للعملاء، إلا أن أبرز التحديات التي تواجهه، تكمن في الحفاظ على أسطول متنوع ومحدّث. إضافة إلى أن تأمين مواقع مرئية عالية مثل صالات المطارات، والفنادق الكبرى، والمعالم السياحية، يُشكّل تحدياً آخر بسبب كلفتها المرتفعة وشدة التنافس عليها.
ويضيف شوكت: «عوّضت الشركات ذلك بتطوير تجربة رقمية متكاملة، تعزز سهولة الحجز والتفاعل، ونحن في ثريفتي كغيرنا، وفّرنا نظام حجز إلكتروني سهلاً، يتيح مقارنة السيارات واختيار المدة، وإضافة خدمات مثل الملاحة ومقاعد الأطفال، إلى جانب باقات شهرية مرنة، ولتعزيز التجربة أطلقنا كشكاً ذكياً، يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لتسهيل الحجز واستلام السيارة، خلال ساعة إلى ثلاث ساعات فقط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.