كتبت: هبة السيد
الثلاثاء، 08 يوليو 2025 11:20 مفي قلب العاصمة، وعلى مرمى خطوات من محطة مصر، يقف سنترال رمسيس شاهدًا على قرن من تطور البنية التحتية للاتصالات في مصر. ذلك المبنى الضخم الذي لم يكن مجرد مقر إداري، بل كان مركزًا استراتيجيًا ربط القاهرة بكل بيت في المحافظات، بل والعالم.
على مدار عقود، لعب السنترال دورًا محوريًا في تاريخ الاتصالات، من الهاتف اليدوي إلى الإنترنت فائق السرعة، ومن المكالمة المحلية إلى البوابة الدولية للاتصال. لم يكن مجرد مبنى، بل مرآة لتطور تكنولوجيا الاتصالات في مصر، ومحورًا رئيسيًا في شبكة الهاتف القومي.
بدأت القصة في 25 مايو 1927 حين افتتح الملك فؤاد الأول أول مقر للتليفونات بمنطقة رمسيس، والذي حمل آنذاك اسم "دار التليفونات الجديدة"، سجل التاريخ تلك اللحظة بإجراء الملك أول مكالمة رسمية باستخدام هاتف من طراز "إريكسون" صنع خصيصًا في السويد.
المبنى الأصلي كان يقع في شارع الملكة نازلي المعروف حاليًا بشارع رمسيس وكان يعتمد على نظام التشغيل اليدوي في توصيل المكالمات، قبل أن تبدأ موجة التحديث والتوسع مع تطورات الدولة المصرية الحديثة.
مع التوسع العمراني وارتفاع الطلب على خدمات الهاتف، تقرر إنشاء سنترال رمسيس الجديد في نفس الموقع خلال السبعينيات، والمبنى الحديث، الذي لا يزال قائمًا حتى اليوم، صمم ليستوعب أكثر من 400 ألف خط أرضي، وكان من أكبر السنترالات في الشرق الأوسط آنذاك.
يتكون المبنى من 13 طابقًا إداريًا وفنيًا، ويضم محطات كهرباء داخلية ومولدات طوارئ لضمان استمرارية الخدمة في الحالات الحرجة، وكان قلب الشبكة الذي تنطلق منه المكالمات وتدار من خلاله حركة الاتصالات بين القاهرة وسائر المحافظات.
منذ الخمسينيات وحتى بداية الألفينات، لعب سنترال رمسيس دورًا رئيسيًا في ربط القاهرة بشبكات الهاتف المحلية والدولية، وكانت تمر من خلاله المكالمات الواردة والصادرة خارج البلاد، كما احتضن معدات الربط الدولية الرئيسية، التي أتاحت لمصر الانفتاح على شبكات الاتصال العالمية.
وفي التسعينيات، ساهم في توسعة خدمات الإنترنت والهاتف الثابت، ليصبح جزءًا أساسيًا من بنية الشبكة الرقمية لمصر في مرحلة دخول الإنترنت للمنازل.
خلال العقدين الماضيين، خضع السنترال لعدة مراحل من التطوير والتحديث الفني، لمواكبة التحول الرقمي والتوسع في خدمات الإنترنت والبنية التحتية الذكية، ليبقى نقطة ارتكاز في شبكة الشركة المصرية للاتصالات.
ويقع المبنى في منطقة حيوية مكتظة بالحركة، ما يجعله موقعًا حساسًا واستراتيجيًا في منظومة الاتصالات القومية، كما أنه لا يزال يخدم عشرات الآلاف من المستخدمين يومي.
وأعاد الحريق الأخير الذي اندلع يوم الإثنين، تسليط الضوء على أهمية السنترال ودوره الحيوي، بعدما تسبب في تأثر جزئي لبعض الخدمات، قبل أن تتم السيطرة على النيران.
رغم مرور ما يقرب من 100 عام على تأسيسه، لا يزال سنترال رمسيس يحتفظ بمكانته كرمز لمرحلة تأسيس الاتصالات الحديثة في مصر، وشريانًا رئيسيًا في الشبكة الوطنية.
ومع التوجه نحو التحول الرقمي وتوسيع نطاق خدمات الاتصالات الحديثة، يبقى السنترال واحدًا من المعالم الباقية التي تحكي قصة وطن بدأ المكالمة من قلب القاهرة، وما زال على الخط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.