د. لويس حبيقة*
مهم جداً أن تعرف كل شركة تريد التصدير، ما هي السلع المطلوبة للإنتاج، وإلى أين يجب أن تتجه. هناك شروط للنجاح في الإنتاج والمبيعات الداخلية كما الخارجية. لذا يجب أن يكون لكل شركة نظام للتجدد أي لتجديد وتطوير السلع أو الخدمات، حتى تبقى حية في السوق، بل وتنافس بنجاح في الداخل والخارج، تبعاً لحجمها ونوعيتها وطبيعة الأسواق، التي تعمل فيها. يجب أن يكون لكل شركة نظام متجدد يسمح لها بالاستمرار، والنمو في الأسواق التنافسية الحالية الصعبة. يجب أيضاً أن يكون لكل دولة نظام يميزها، تبعاً للسلع والخدمات التي تشتهر بها.
من منا لا يقارن هوية الإنتاج ويربطه مباشرة بالنوعية، كأن نقول مثلاً إنتاج سلعي سويسري أو فرنسي، مما يربط السلعة ونوعيتها بالمنتج. الإنتاج السويسري يجب أن يكون جيداً، وهو كذلك بالتأكيد حتى قبل أن نعاينه. إن وضع نظام تجدد ليس سهلاً، ويرتبط بأمور أخرى تؤسس في الشركة أو الدولة تبعاً لأوضاعها. وضع هكذا نظام يعتمد على عوامل متنوعة يبنى عليها لإبراز النتائج الناجحة.
على مستوى الشركة من الضروري أن تقرر الإدارة، ماذا تنتج ولمن في الداخل والخارج، أي ما هي أسواقها وكيف تصلها. انتشار التطور التكنولوجي عالمياً، يجعل عملية التطور أصعب وأسهل في نفس الوقت. الأصعب هو إيجاد الخبرات الكافية للقيام بالأعمال. هناك معدل للدول الصناعية يشير إلى أن 90% من الإنتاج العام يباع في الداخل، مما يجعل الأسواق الخارجية هامشية حتى في أقوى الاقتصادات وأبرزها.
هناك ضرورة للبحوث والتطوير على المستوى الوطني كما لكل شركة. هذا ما يتفوق به الغرب، وهو ما نهمله عموماً في الدول النامية، لأننا لا نحب النظام والأنظمة والآليات بشكل عام. بعض الدول العربية وفي مقدمتها دول مجلس التعاون الخليجي، أصبحت تعتمد البحث والتطوير R&D في أعمالها، كنظام وتقليد وعقلية ومنهج في أكثرية السلع المنتجة. كيف نفسر مثلاً نجاح دول الخليج في تصدير سلع زراعية فاخرة، تنافس بها أهم الدول الزراعية في العالم. أما مختبرات البيئة الخليجية، فهي مضرب مثل للريادة القائمة، حتى قبل مؤتمر دبي العالمي المتخصص. التفكير التقدمي الرائد يوجه الحكومات الخليجية ويدفعها إلى تمييز نفسها.
هل توجد المؤسسات التعليمية والتدريبية المناسبة وفي أي قطاعات، وهل الدخول إليها متوافر للجميع في التكلفة خاصة، كيف يمكن للطالب أن ينتقل من التعليم المدرسي العادي إلى المؤسسات المتخصصة قطاعياً ومهنياً، من يشرف على هذه المؤسسات، هل الكفاءات متوافرة لإعطاء أفضل النتائج عبر اعتماد التعليم الحديث المتطور المبني على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟ هناك ضرورة لتسويق التعليم المهني والتقني. في الدول النامية ما زال الطلاب يفضلون التوجه إلى التعليم الكلاسيكي، أي الطب والهندسة والمحاماة، وإن كان أقل من السابق. هناك تقصير من ناحية القطاع العام في التسويق، وخاصة في بذل كل الجهود، لرفع مستوى التعليم المهني والتقني إلى درجات عالية.
*كاتب لبناني
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.