اقتصاد / صحيفة الخليج

كيف حوّلت دميةٌ وانغ نينغ إلى أصغر ملياردير في ؟

في عالم الألعاب والدمى، قد لا يتوقع أحد أن رسماً بسيطاً في دفتر فنان، يمكن أن يتحول إلى إمبراطورية اقتصادية، لكن هذا بالضبط ما حدث مع دمية «لابوبو» (Labubu)، التي دفعت الشاب وانغ نينغ، ليصبح أصغر ملياردير في بثروة تزيد على 22 مليار دولار.

بدأت قصة «لابوبو»، عام 2015، عندما أبدع الفنان الهونغ كونغي كاسينغ لونغ شخصية وحشية غريبة، ضمن سلسلة كتب مصوّرة بعنوان «الوحوش». وكانت الشخصية تتميز بعيون واسعة، وأذنين طويلتين، وشكل غريب يجمع بين البراءة والغرابة. لكنها ظلت في صفحات الكتب حتى عام 2019، عندما تحوّلت إلى دمية حقيقية، بدعم من شركة «بوب مارت» التي أسسها نينغ.

وبدأ نينغ، الشاب، الذي تخرج من جامعة تشنغتشو بتخصص في الإعلان، مشروعه في عام 2010 ببيع القصص المصورة وإكسسوارات الهواتف في حي التكنولوجيا «تشونغقوانتسون» في العاصمة الصينية بكين. إلا أنه أدرك مبكراً فجوة كبيرة في سوق الألعاب المخصصة للكبار وجيل الشباب، ليقرر عام 2016 الدخول بقوة إلى عالم الألعاب المصممة، بالتعاون مع الفنان كيني وونغ، ونجح حينها في إطلاق سلسلة دمى «مولي»، التي فتحت الباب نحو النجاحات الأكبر لاحقاً.

لكن لم يعرف وانغ حينها أن «لابوبو» ستأخذ الشركة إلى أفق جديد، لتصبح رمزاً ثقافيّاً وأحد أكثر المنتجات شهرة حول العالم، خاصة بين جيل «زد» والمهتمين بثقافة الشارع والفن البديل.

واعتمدت «بوب مارت» استراتيجية «الصندوق الغامض» أو ما يُعرف ب«Blind Box»، حيث يشتري الزبون صندوقاً دون أن يعرف أي دمية سيحصل عليها، مما زاد من حدة الترقب والإثارة. وهذا الشعور بالمفاجأة والإدمان على جمع الإصدارات النادرة جذب ملايين الشباب، فتحولت الدمى إلى رموز موضة، تُدمج في الملابس وتُعرض كإكسسوارات، وتُتداول بأسعار خيالية في سوق إعادة البيع.

ومع مرور الوقت، شهدت «لابوبو» قفزة عالمية حقيقية، خاصة بعد أن ظهرت النجمة العالمية ليزا من فرقة «بلاكبينك»، وهي تحملها في عدة مناسبات. وفي مقابلة لها مع مجلة «فانيتي فير»، قالت ليزا: «إذا سافرت إلى نيويورك أو ميامي، أحاول دائماً البحث عن متاجر بوب مارت هناك. الأمر أشبه بصيد كنز». وهذه التصريحات أشعلت موجة اهتمام هائلة في كوريا الجنوبية، أوروبا، وأمريكا، وبدأت شخصيات أخرى مشهورة مثل كيم كارداشيان وريهانا ودوا ليبا في الظهور مع الدمية، مما عزز من شعبيتها وصنع هالة عالمية حولها.

وفي عام 2024 وحده، حققت مبيعات «لابوبو» أكثر من 419 مليون دولار، بزيادة قدرها 726% مقارنة بالسنة السابقة. وحتى في سوق المزادات، وصلت أسعار بعض نسخ الدمية بالحجم الكامل إلى أكثر من 1.08 مليون يوان صيني (أي نحو 150 ألف دولار).

أما على مستوى الشركة، فقد أُدرجت «بوب مارت» في بورصة هونغ كونغ، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2020، بقيمة سوقية بلغت 12.5 مليار دولار، وجمعت حينها 676 مليون دولار. واليوم، في عام 2025، تجاوزت القيمة السوقية للشركة 365 مليار دولار، مع نمو في المبيعات تجاوز 170%، مقارنة بالعام الماضي، مدفوعة بالنجاحات المستمرة ل«لابوبو».

إن تجربة شراء دمية «لابوبو» لم تعد مجرد اقتناء لعبة، بل تحولت إلى تجربة اجتماعية وثقافية، مدفوعة بمقاطع الفيديو على «تيك توك» و«إنستغرام»، حيث ينشر الهواة فيديوهات فتح الصناديق، ويعرضون تشكيلاتهم الخاصة، بل وحتى يلبسون الدمى أزياء خاصة. وهذا الدمج بين الفن، والموضة، والعاطفة صنع حالة هوس جماعي جعلت كل إصدار جديد حدثاً عالميّاً.

وعلى الرغم من أن البعض وصفها ب«الغريبة» أو «المرعبة»، يرى آخرون فيها مزيجاً عبقريّاً يجمع بين ثقافة الشارع، والفن، وعالم الأزياء، مما عزز من جاذبيتها وجعلها محط اهتمام عالمي.

واليوم، يقف نينغ، الذي بدأ رحلته من بيع الإكسسوارات البسيطة، على رأس إمبراطورية ضخمة، بثروة تقدَّر بأكثر من 22 مليار دولار، مما جعله ليس فقط من بين أغنى عشرة أشخاص في الصين، بل أيضاً أصغر ملياردير في قائمة أثرياء بلاده.

وهذه القصة المذهلة لم تكن لتتحقق لولا الجمع العبقري بين الإبداع الفني، استراتيجيات التسويق الحديثة، وقوة وسائل التواصل الاجتماعي.

في ، تُلخص قصة «لابوبو» تحوّل قطعة فنية بسيطة إلى رمز عالمي، وتبرهن كيف يمكن لفكرة جريئة أن تُغير حياة شخص، وتُعيد تشكيل صناعة بأكملها، وتجمع بين ملايين الهواة في مجتمع عالمي نابض بالحيوية والشغف والمفاجآت المستمرة.

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا