اقتصاد / صحيفة الخليج

تنتقل من السيبرانية التقليدية إلى الاستجابة الذكية

شهدت دولة في عام 2025 نقلة نوعية في مجال الأمن السيبراني، مدفوعة باستراتيجية وطنية متقدمة، تهدف إلى تعزيز المرونة الرقمية وحماية البنية التحتية الحيوية، وفقاً لتأكيدات مسؤولي شركات عاملة بالقطاع.

قال مسؤولو الشركات ل«الخليج»: ارتفع مستوى وعي الموظفين بالتهديدات الإلكترونية إلى 86%، وهو من أعلى المعدلات عالمياً، ما يعكس نجاح التدريب والتوعية في مؤسسات الدولة، فيما يتوقع أن يصل حجم الإنفاق على حلول وأنظمة الأمن السيبراني نحو 2.458 مليار درهم (670 مليون دولار)، خلال العام الجاري، ما يعكس التزاماً واسع النطاق بتعزيز القدرات الدفاعية الرقمية.

وأكد المسؤولون أن هذا التوجه، عزز انتقال الدولة من اعتماد نهج التقليدي، إلى تبني مفهوم الاستجابة الذكية، الذي يشمل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ومحاكاة الهجمات لرصد المخاطر واحتوائها بشكل فوري.

وقالوا: إن دولة الإمارات تبرز كنموذج عالمي في التصدي للهجمات السيبرانية، في ظل تزايد التحديات الرقمية وتعقيداتها على مستوى المؤسسات والأفراد.

نقلة في الوعي

قال جوني كرم، المدير العام ونائب الرئيس للأسواق الناشئة الدولية في شركة Cohesity: إن الإمارات حققت نقلة نوعية في الوعي بالأمن السيبراني، حيث أظهر 86% من الموظفين قدرتهم على التعرف إلى التهديدات الرقمية، مقارنة ب49% فقط في فرنسا.

وأوضح كرم أن هذه النتائج تعود إلى مبادرات حكومية قوية دمجت الأمن السيبراني في جميع القطاعات تقريباً، ما خلق ثقافة رقمية تبدأ من سن مبكرة. وأضاف: «التهديدات اليوم أصبحت جزءاً من الواقع اليومي، ومعظم الأفراد يعرفون شخصاً تعرض لاختراق، ما رفع الإحساس بالخطر والجاهزية».

ورغم هذا التقدم، أشار إلى فجوة بين الوعي والسلوك، إذ إن 67% فقط من الموظفين يبلّغون الجهات المختصة، عند وقوع حادثة سيبرانية، بينما يتعامل 15% مع المشكلة ذاتياً، و19% يطلبون المساعدة من زملاء بدلاً من الخبراء.

وشدد على أن هذه السلوكيات تمثل خطراً حقيقياً، قائلاً: «الخوف من الخطأ أو عدم فهم آليات التبليغ، قد يحول مشكلة بسيطة إلى أزمة تهدد استمرارية الأعمال».

وفي مواجهة التهديدات، شدد كرم على أن «السؤال لم يعد هل سنتعرض لهجوم، بل متى وكيف؟»، مشيراً إلى أن الوقاية لم تعد كافية، بل بات التعافي السريع أولوية.

ومن أبرز تقنيات Cohesity، أداة النسخ الاحتياطي غير القابل للتعديل WORM، وأداة Cyber Recovery Orchestration، التي تحاكي هجمات الفدية وتختبر جاهزية جميع الأقسام.

كما أشار إلى دور الذكاء الاصطناعي في اكتشاف التهديدات المبكرة، وتصنيف البيانات، وتسهيل البحث داخل الأنظمة بطريقة آمنة.

تحول في المنظومة

قال عبد العزيز النعيمي، رئيس الأمن السيبراني في «» الإمارات: إن منظومة الأمن السيبراني في الدولة تشهد تحولاً استراتيجياً يقوده الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية. وأضاف أن الدولة تعتمد نهجاً استباقياً، يشمل الكشف الفوري عن التهديدات، والاستجابة التلقائية حتى للهجمات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، التي وحّدت الجهود بين القطاعات المختلفة، مؤكداً أن الإمارات تقدم نموذجاً عالمياً في التوازن بين الابتكار والتأمين.ويُتوقع أن يصل الإنفاق على الأمن السيبراني في الدولة إلى 670 مليون دولار في 2025، مدفوعاً بالتحول إلى المدن الذكية وأمن الحوسبة السحابية، مع تخصيص 5% من ميزانية «هواوي» للبحث والتطوير في هذا المجال.

استراتيجيات التصدي

رصد محمود لطوف، مهندس حلول في Help AG، ارتفاعاً حاداً في هجمات حجب الخدمة الموزعة (DDoS) في الإمارات، بلغ أكثر من 155,000 هجمة، في النصف الأول من 2025.

وأوضح أن هذه الهجمات تعتمد على أسلوب «العشوائية المكثفة»، وتهدف إلى إرباك وتعطيل الخدمات، من دون الحاجة إلى تقنيات اختراق متقدمة، كما تترافق أحياناً مع حملات تضليل وتشويه للمواقع. ودعا لطوف المؤسسات إلى مراجعة استراتيجيات التصدي لهذه الهجمات، والتأكد من فعالية بروتوكولات الاستجابة والتصعيد.

مشهد معقد

قال هادي أنور، الرئيس التنفيذي لشركة «سيبكس»: إن مشهد الأمن السيبراني في الإمارات يزداد تعقيداً، مع ارتفاع كبير في هجمات الفدية وتدمير البيانات.

وبحسب تقرير حالة الأمن السيبراني 2025، ارتفع عدد مجموعات برامج الفدية بنسبة 58%، وصنّفت 77% من الحوادث بأنها ذات خطورة متوسطة إلى عالية.

وقال: إن القطاعات الحكومية والمالية والطاقة والدفاع هي الأكثر استهدافاً، مشيراً إلى أن أخطاء سوء التكوين تمثل 32% من الحوادث المسجلة.

ورغم هذا، شهدت الدولة انخفاضاً كبيراً في هجمات حجب الخدمة من 58,538 إلى 2,301، بين عامي و2024، ما يدل على كفاءة منظومتها الدفاعية. وأكد أن الأمن السيبراني لم يعد إجراءً احترازياً، بل أصبح ضرورة للنمو الوطني، داعياً إلى تعزيز الكفاءات المحلية وتوسيع التعاون بين القطاعات.

الخطأ البشري

أكد إميل أبو صالح، المدير الإقليمي لشركة «بروف بوينت»، أن 70% من مديري أمن المعلومات في الإمارات، يعتبرون الخطأ البشري أكبر نقطة ضعف في منظومة الأمن السيبراني لمؤسساتهم.

ووفقاً لأبحاث الشركة، فإن أكثر من 90% من التهديدات السيبرانية، تتطلب نوعاً من التفاعل البشري حتى تنجح، ما يجعل الموظفين الهدف الرئيسي للهجمات الرقمية. وتشمل هذه التهديدات رسائل الاحتيال الإلكتروني، وانتحال شخصية المديرين التنفيذيين، وهجمات الفدية. ومع تزايد التعقيد في ساحة التهديدات، لم تعد الأنظمة التقليدية كافية، خاصة في ظل الاعتماد المتنامي على التحول الرقمي وتآكل الحدود التقنية التقليدية.

وأوضح أبو صالح أن المؤسسات تحتاج إلى منصات أمن سيبراني متعددة الجوانب تركز على حماية الأفراد، وليس فقط الأنظمة، مشيراً إلى أهمية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تحليل التهديدات وتحديدها بسرعة وفعالية تفوق التحليل اليدوي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا