مع تحول دولة الإمارات إلى واحدة من أهم مراكز النقل الجوي في العالم، باتت رحلات الطيران الطويلة جزءاَ أساسياً من الحراك السياحي والتجاري اليومي. وبفضل موقعها الاستراتيجي وبنيتها التحتية المتطورة، أصبحت مدن مثل دبي وأبوظبي محاور عالمية تربط الشرق بالغرب، ويعبر من خلالها ملايين المسافرين سنوياً على متن رحلات تتجاوز مدتها 8 إلى 16 ساعة.
ومع هذا التوسع، برزت تحديات متعددة، سواء على مستوى الكلفة التشغيلية العالية لشركات الطيران، أو من حيث راحة المسافرين والتجربة الجوية الممتدة، ما دفع شركات طيران الإمارات لمواكبة هذا الإقبال بتخصيص طائرات من طرز مميزة لهذه الرحلات.
قال خبراء لـ«الخليج» إن الناقلات الإماراتية تعمل على تعزيز هذه الرحلات باستخدام الطائرات الحديثة العريضة، حيث توفر تجربة تقلل من الإرهاق وتزيد من كفاءة استهلاك الوقود. وأشاروا إلى أنه رغم هذه التسهيلات، تظل الرحلات الطويلة مرهقة للكثير من المسافرين، ما يستدعي وعياً أكبر عند الحجز والتخطيط، من حيث اختيار نوع الطائرة، المقعد المناسب، وغيرها من المعايير. لافتين إلى أن مسافري الإمارات أصبحوا أكثر وعياً وحرصاً، وأنهم يدقّقون في طراز الطائرة ودرجة السفر قبل إجراء الحجز.
وأشاروا إلى أن المسافرين يفضّلون الطائرات العريضة في الرحلات البعيدة، لأنها توفر راحة أكبر بفضل المساحة الواسعة وتوزيع المقاعد الأفضل. إضافة لقدرتها على الطيران لمسافات بعيدة دون توقف في أي محطة. فضلاً عن أنظمة الترفيه الحديثة التي تساعد على تمضية الوقت أثناء الرحلة.
ونصحوا المسافرين بالاستعداد الجيد لهذه الرحلات، كالحجز المبكر لاختيار المقاعد المريحة، وارتداء ملابس فضفاضة تسمح بحرية الحركة، إضافة إلى تنزيل محتوى ترفيهي مسبقاً على هواتفهم، تجنباً لأي عطل في نظام الترفيه.
إقبال متزايد
يقول شريف الفرم، المدير التنفيذي لشركة شريف هاوس، إنّ الطلب على الرحلات البعيدة من الإمارات، ارتفع بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، لافتاً إلى توسّع الوجهات لتشمل اليابان، وجنوب إفريقيا، والنرويج، إضافة إلى لوس أنجلوس التي أصبحت تستقطب المسافرين لغرض العلاج التجميلي. ويضيف: «يبدو أن مسافري الإمارات أصبحوا أكثر وعياً وحرصاً، حيث يدققون الآن في طراز الطائرة ودرجة السفر عند إجراء الحجز، كما يفضّلون الدرجة الأولى والطائرات العريضة التي توفر راحة أعلى لمسافات الطيران البعيدة. وتتفق معي في هذا شركات وخبراء صناعة الطيران. هذا ينعكس إيجاباً على تجربة المسافر».
فرصة للناقلات
يرى الفرم في هذا التوجّه فرصة ذهبية لشركات الطيران. مشيراً إلى أن اختيار الطائرات العريضة والطويلة يمكّن الشركات من نقل أعداد أكثر من الركاب، مع توزيع أمثل لتكاليف التشغيل لكل مقعد. ويتابع: «بعض الطرز لها قدرة نقل عالية تؤدي إلى خفض التكلفة لكل راكب، بما يصل إلى 20%. وهذا ما يجعل زيادة الطلب على الرحلات الطويلة تصب مباشرة في صالح شركات الطيران».
وقال: «المسافرون يفضّلون الطائرات العريضة وذات الطابقين في الرحلات البعيدة، لأنها توفر راحة أكبر بفضل المساحة الواسعة وتوزيع المقاعد الأفضل، بالإضافة إلى وجود ممرين يسهلان الحركة داخل المقصورة. كما تمنح هذه الطائرات استقراراً أكبر أثناء الطيران، مما يقلل من تأثير المطبات الجوية. وتتميّز بخدمات راقية وأنظمة تهوية متطورة تقلل من الإرهاق، خاصة في الدرجات الممتازة. فضلاً عن قدرتها على نقل عدد أكبر من الركاب والبضائع بكفاءة، إضافة إلى وجود بار مخصص للمشروبات البادرة والساخنة. هذا كله يجعلها الخيار الأنسب للرحلات الطويلة من حيث الراحة والأمان».
ويشير الفرم إلى أن عدداً من شركات الطيران باتت توفر درجة «البريميوم إيكونومي»، وهي خيار وسيط بين الدرجة السياحية ودرجة الأعمال، لافتاً أنها تُعد خياراً مناسباً للمسافرين الذين لا يتمكنون من حجز الدرجة الممتازة. وينصح المسافرين باللجوء إلى هذه الدرجة لما تقدمه من مزايا، سواء من حيث رحابة المقاعد أو مستوى الخدمات المرافقة.
وعي وراحة
من جهته، يقول أكرم محمد الرئيس التنفيذي لشركة «Vip بلاتينيوم كونسيرج»: «إنه بالتزامن مع الإقبال المتزايد على الرحلات البعيدة، فإن الكثير من المسافرين أصبحوا مستعدين لخوض تجارب سفر طويلة سواء لأغراض السياحة أو الدراسة أو العلاج أو زيارة الأقارب». ولفت إلى أن المسافرين باتوا أكثر تقبّلاً لهذه الرحلات نتيجة زيادة الوعي، وتحسّن الدخل، وتطور وسائل الراحة أثناء السفر، رغم بعض التحديات مثل ارتفاع التكاليف، ومشكلات الترانزيت.
ويضيف: «المسافرون يفضّلون الطائرات العريضة والطويلة، لقدرتها على الطيران لمسافات بعيدة مباشرة ودون توقف في أي محطة، وهو ما يقلل من مشقة التنقل ويوفّر وقت الرحلة، خاصة في الرحلات العابرة للقارات. هذه الطائرات تُعد أكثر راحة بفضل المساحات الداخلية الواسعة، وتنوع درجات السفر التي تلبي مختلف احتياجاتهم. فضلًا عن أنظمة الترفيه الحديثة التي تساعد على تمضية الوقت أثناء الرحلة».
راحة وكفاءة
ويرى الخبير السياحي سعود الدرمكي، أن كثيراً من المسافرين يخشون الرحلات الجوية الطويلة، لما تحمله من تحديات تتراوح بين الإرهاق الجسدي وارتفاع التكاليف، إضافة إلى التأثيرات النفسية الناتجة عن اختلاف التوقيت والجلوس لفترات طويلة. لافتاً إلى أن أبرز الأخطاء التي يرتكبها البعض عند التخطيط لمثل هذه الرحلات، هو تجاهل أهمية الحجز المبكر، وعدم جمع معلومات كافية حول الوجهة وطبيعة الرحلة، ونوع الطائرة، والخدمات المقدّمة، ما قد يؤدي إلى زيادة التكاليف وتعقيد تجربة السفر.
ويضيـــف: «فــي المقـــابـــل، ساهــمــت الطائرات الحديثة ذات الحجم الكبير والعريض في تحسين تجربة السفر الطويل، لما توفره من راحة ومساحة أوسع للجلوس، وأنظمة ترفيه متنوعة تخفف من وطأة الوقت. كما أن هذه الطائرات مزودة بمحركات قادرة على الطيران لمسافات بعيدة بكفاءة عالية، ما يضمن أماناً واستقراراً أكبر للمسافرين.
الاستعداد الجيد
يَنصح الدرمكي المسافرين بالاستعداد الجيد لهذه الرحلات التي قد تمتد لأكثر من 16 ساعة في بعض الأحيان. لافتاً إلى أن أبرز أسباب التعب خلال هذه الرحلات لا يتعلق فقط بطول المسافة، بل أيضاً بقِلة الحركة، وسوء اختيار المقاعد أو توقيت النوم.
ويتابع: «من النصائح الأساسية الحجز المبكر لاختيار المقاعد المريحة، وارتداء ملابس فضفاضة تسمح بحرية الحركة، واستخدام وسائد الرقبة. وأنصحهم أيضاً بتنزيل محتوى ترفيهي مسبقاً، مثل الأفلام والبودكاست، تحسّباً لأي عطل في نظام الترفيه بالطائرة».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.