اقتصاد / ارقام

قصة نجاح .. بروكتر آند جامبل من وصفة للصابون إلى إمبراطورية تحكم العالم؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

تأسست "بروكتر آند جامبل" قبل حوالي 188 عامًا بشكل متواضع للغاية وتطورت بسرعة وعبر عقود أيضًا، لكي تصل إيراداتها اليوم إلى أكثر من 80 مليار دولار ولديها أكثر من 65 علامة تجارية كأحد أضخم الشركات للسلع الاستهلاكية في العالم.

 

- فما هو سر نجاح هذه الإمبراطورية التي صمدت أمام الحروب والأزمات والثورات التكنولوجية؟ 

 

مصاهرة غيّرت وجه التجارة

 

 

- في عام 1837، وفي مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، جمع القدر بين صانع الشموع الإنجليزي ويليام بروكتر، وصانع الصابون الأيرلندي جيمس جامبل، بعد أن تزوجا من شقيقتين.

 

 

- لم تكن مجرد علاقة عائلية، بل كانت شرارة ميلاد فكرة عبقرية. فبناءً على نصيحة حاسمة من حَمِيهِما، أدرك الشريكان أنهما يعتمدان على المواد الخام نفسها. وبدلًا من التنافس، قررا توحيد مصيريهما في كيان واحد هو بروكتر آند جامبل.

 

- منذ اللحظة الأولى، تجاوزت رؤيتهما حدود المدينة، واستغلا شبكات النقل النهري لتوسيع نفوذهما، وابتكرا شعار "القمر والنجوم" الذي تحول من مجرد علامة شحن إلى أول وعد بالثقة والجودة يُختم على بضاعة عابرة للولايات.

 

الحرب الأهلية و"آيفوري": ولادة التسويق الحديث

 

- مع اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية، أظهر ورثة المؤسسين بصيرة استراتيجية نافذة، فخزّنوا كميات هائلة من المواد الخام قبل أن تقطع الحرب خطوط الإمداد.

 

- وفيما كان المنافسون يتعثرون، ازدهرت الشركة عبر تأمين عقود ضخمة لتزويد جيش الاتحاد، مما منحها سمعة وطنية وأرباحًا غير مسبوقة.

 

- لكن جاءت نقطة التحول الحقيقية عام 1878، مع ميلاد صابون "آيفوري" الأبيض النقي الذي يطفو على الماء. 

 

- هنا، تدخل هارلي بروكتر، ابن المؤسس، ليطلق ثورة تسويقية، مخصصًا ميزانية ضخمة آنذاك للإعلان عن "نقاء بنسبة 99.44%". 

 

- في تلك اللحظة، اكتشفت الشركة سلاحها الأقوى: صناعة العلامات التجارية. لم تعد الشركة تبيع الصابون فحسب، بل بدأت تبيع وعدًا، واسما تجاريا.

 

ثورة الإدارة وصناعة الأسواق الجديدة

 

 

- لم تتوقف بروكتر آند جامبل عن إعادة تعريف قواعد اللعبة؛ ففي خضم الاضطرابات العمالية، كانت سبّاقة في مشاركة الأرباح، مدركةً أن الاستثمار في العقول يسبق الاستثمار في الأصول. 

 

- وفي مطلع القرن العشرين، لم تكتفِ بروكتر آند جامبل بالمنافسة في الأسواق القائمة، بل خلقت سوقًا جديدًا بالكامل عبر منتج "كريسكو"، أول سمن نباتي في العالم.

 

- لكن ثورتها الأكبر كانت فكرية؛ ففي عام 1931، قدمت الشركة للعالم مفهوم "إدارة العلامات التجارية". وقد حوّل هذا النظام، الذي لا يزال ركيزة التسويق العالمي، الشركة إلى حلبة سباق داخلية، حيث تتنافس علاماتها التجارية مع بعضها وتسعى كل منها للهيمنة، حتى ضد شقيقاتها.

 

عصر الهيمنة الذي لا يغيب

 

- بعد الحرب العالمية الثانية، أطلقت الشركة العنان لطموحاتها. فجاء منظف "تايد" ثم معجون أسنان "كرست"، وحفاضات "بامبرز".

 

- لاحقًا، انطلقت حقبة الاستحواذات الكبرى، فضمت إلى إمبراطوريتها أسماء لامعة مثل "جيليت"، و"أولد سبايس"، و"بانتين"، لتترسخ هيمنتها على كل ركن في المنزل.

 

- لكن حتى العروش تتعرض للاهتزاز؛ ففي الثمانينيات، مع أول تراجع للأرباح منذ عقود، أثبتت الشركة أنها لا تخشى العلاج من أجل البقاء قوية، فأعادت هيكلة عملياتها بلا .

 

آليات البقاء في القرن الواحد والعشرين

 

- مع دخول الألفية الجديدة، استيقظت بروكتر آند جامبل على حقيقة جديدة: قد يتحول الحجم الهائل من ميزة إلى عبء. 

 

- فكان الحل هو التفكير كشركة ناشئة، مع التمتع بموارد إمبراطورية؛ فأقدمت على فتح نوافذها على العالم الخارجي عبر برنامج "Connect + Develop" لاستقطاب الابتكارات، وأسست مصنع النمو لتحويل الأفكار إلى منتجات ناجحة بسرعة قياسية، كما تخلت عن عشرات العلامات التجارية للتركيز فقط على المنتجات المهمة القادرة على قيادة المستقبل.

 

بروكتر آند جامبل: دروس خالدة في صناعة الإمبراطوريات

 

 

- إن قصة بروكتر آند جامبل ليست مجرد تاريخ شركة، بل بها دروس يمكن تعلمها في مجالي الاستراتيجية والابتكار:

 

اصنع فرصتك، لا تنتظرها: لطالما بادرت الشركة إلى خلق أسواق جديدة بدلًا من الاستسلام للظروف.

 

استثمر في العقول قبل الأصول: ويتمثل ذلك في إدراكها المبكر لقيمة رأس المال البشري، والذي جعلها وجهة لأفضل المواهب.

 

خطط للمستقبل، وتجرأ على التغيير: تؤمن الشركة بأن ما نجح بالأمس لن يضمن نجاح الغد، ومن ثم، تتبنى المخاطرة المحسوبة.

 

الابتكار هو وقود البقاء: تنفق الشركة ملياري دولار سنويًا على البحث والتطوير، ليس لكسب رهان، بل لضمان الريادة لعقود قادمة.

 

المصدر: كاسكيد

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا