اقتصاد / ارقام

هل يكفي أن يكون الموظف ماهرًا ؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

- في خضم المشهد المتسارع والمتغير باستمرار لشركات التقنية، غالبًا ما يُتخذ قرار التوظيف بناءً على معيار أساسي؛ ألا وهو المهارة.

 

- إذ يسعى مديرو التوظيف وراء مطوري البرمجيات المتقنين لأحدث الأطر، والمسوقين البارعين في أدوات تحليل البيانات، ومديري المنتجات ذوي السير الذاتية اللامعة.

 

- يُعد هذا النهج مفهومًا في البيئات التي تشهد وتيرة نمو متسارعة، حيث تغدو الخبرة التقنية عملة نادرة؛ بيد أن هذه النظرة التقليدية تغفل عنصرًا جوهريًا، وهو الإحساس بـ "الملكية".

 

- فالفرق الأكثر كفاءة من الناحية التقنية قد تعجز عن تحقيق الأثر المنشود إذا افتقر أعضاؤها إلى روح المبادرة والشعور بالمسؤولية تجاه النتائج.

 

"الملكية" ليست مجرد مسؤولية... بل هي عقلية راسخة

 

 

- تُعرّف عقلية الملكية بأنها سلوك استباقي، يتعامل فيه أعضاء الفريق مع التحديات وكأنها شأنهم الخاص، فيبادرون ويبتكرون ويقودون دون الحاجة إلى تفويض.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- إنها الفارق الجوهري بين موظف يردد "ليست مسؤوليتي" وآخر يسأل "كيف يمكنني المساعدة؟".

 

- تتجسد هذه العقلية في مزيج فريد من:

 

1- المبادرة.

 

2- المسؤولية.

 

3- حل المشكلات.

 

4- التوجه نحو تحقيق النتائج.

 

5- وفي ظل التحول المتسارع نحو نماذج العمل عن بُعد والفرق الموزعة جغرافيًا، أصبحت هذه السمة محورية وحاسمة لجودة الأداء واستدامته على المدى الطويل.

 

لماذا لا تكفي المهارات وحدها؟

 

 

- تتقادم المهارات وتتبدل التقنيات، بينما تبقى عقلية الملكية وتزدهر؛ فالشخص الماهر الذي يفتقر إلى الدافعية، أو يعجز عن التصرف دون توجيه مباشر، سرعان ما سيتخلف عن ركب تحديات بيئة العمل الحديثة.

 

- شهدنا فرق تقنية قامت بتوظيف أفراد يتمتعون بمهارات فائقة، لكنهم كانوا ينتظرون التعليمات ولم يبادروا بالإبلاغ عن أي مؤشرات تحذيرية عند ظهور المشكلات. هنا لا يكمن الخلل في الكفاءة، بل في غياب حس المسؤولية والملكية.

 

عقلية الملكية = نتائج أعمال أفضل

 

- في إحدى الشركات وهي شركة ParallelStaff، يُنظر إلى التوظيف كفرصة لبناء ثقافة مؤسسية، لا مجرد شغل وظيفة شاغرة. وخلال المقابلات، لا يقتصر الأمر على اختبار القدرات التقنية، بل يتم التقصي عن عقلية الملكية:

 

- يتميز هؤلاء المطورون دائمًا بما يلي:

 

1- المبادرة إلى إيجاد حلول استباقية للمشكلات بدلًا من تجاهلها حتى تتفاقم.

 

2- التواصل بوضوح وثبات، حتى في أوج الضغوط.

 

3- استشراف سبل التحسين ومواطن الضعف دون طلب مباشر.

 

4- تجاوز مجرد إنجاز المهام لدفع عجلة نجاح المشروع قدمًا.

 

- يغدو هذا الأمر بالغ الأهمية في الفرق البعيدة والموزعة جغرافيًا، حيث تعتبر الاستقلالية والقيادة الذاتية من الركائز الأساسية للنجاح.

 

- في الواقع، يؤكد العديد من العملاء الذين يبنون فرقًا متخصصة بالتعاون مع هذه الشركة على أنهم يشعرون بأن مطوريها جزء لا يتجزأ من كيانهم، وليسوا مجرد مزودين للخدمات. هذا هو الناتج الطبيعي لتوظيف أشخاص يمتلكون حسًا عميقًا بالملكية متأصلًا في طريقة تفكيرهم.

 

كيفية تحديد حسّ الملكية أثناء التوظيف

 

 

- يتطلب التوظيف القائم على أساس الملكية تخطيطًا دقيقًا في كل مرحلة. إليك بعض الاستراتيجيات المجربة التي نعتمدها ويمكنك تطبيقها أنت أيضًا:

 

1- طرح أسئلة تركز على النتائج المتحققة: "حدثني عن موقف بادرت فيه بتنفيذ مشروع دون أن يُطلب منك ذلك".

 

2- اختبار القدرة على اتخاذ القرارات، لا مجرد التنفيذ: اطرح على المرشحين سيناريوهات تحفزهم على تحديد الأولويات، أو الاعتراض على مسار معين، أو اقتراح بدائل مبتكرة.

 

3- مراقبة طريقة حديثهم عن الفرق والمشاريع السابقة: فالأشخاص الذين يتحملون المسؤولية سيتحدثون بصيغة الجمع ("نحن"، "مستخدمونا"، "النتائج")، وليس فقط بالإشارة إلى المهام التي طُلب منهم إنجازها.

 

4- البحث عن القدرة الفائقة على التعلم السريع: فالأفراد الذين يمتلكون حسّ الملكية لا يترددون في اكتساب المعرفة، بل يسعون بأنفسهم للبحث والاستكشاف.

 

5- إياك وتجاهل الإشارات التحذيرية: فإذا كان الشخص يميل إلى إلقاء اللوم على الآخرين، أو ينتظر التوجيه في كل تفصيلة، فسيكلفك ذلك الكثير لاحقًا.

 

التوافق الثقافي: حجر الزاوية

 

- عندما تتناغم القيم الثقافية بين الفريق وأعضائه، تصبح الاجتماعات أكثر إنتاجية، وتنمو الثقة بسرعة، ويصبح التعاون أمرًا طبيعيًا.

 

ولهذا السبب، غالبًا ما تشهد الشركات التي تولي أهمية قصوى للملكية في استقطاب المواهب ما يلي:

 

1- فترات إعداد أقصر للموظفين الجدد.

 

2- معدلات دوران أقل بين الموظفين.

 

3- ثقافة مساءلة أقوى وأكثر رسوخًا.

 

التركيز على المهارات يجلب موظفين... أما عقلية الملكية فتجلب بناة للمؤسسة.

 

- خلاصة القول، إن فرق العمل عالية الكفاءة لا تُبنى بالمهارات وحدها، بل بالعقول التي تتحرك بشغف ودافع ذاتي؛ أولئك الذين يفكرون بعقلية المؤسسين، لا مجرد منفذين؛ يدفعون المشاريع قدمًا، ويتعلمون بسرعة، ويواجهون حالة الغموض وعدم اليقين بثقة راسخة.

 

- فإذا كنت بصدد توسيع فريقك، وترغب في تجنب مآزق التوظيف التقليدي، فابدأ من حيث يُصنع الفارق الحقيقي: ابنِ فريقك بعقلية الملكية، لا بالمهارة وحدها.

 

المصدر: إنتربرينير

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا