تواصل المرأة الإماراتية ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسي في مختلف القطاعات الاقتصادية، ويبرز حضورها بشكل متزايد في قطاعات الطيران، الضيافة، والإرشاد السياحي. حيث كانت في طليعة مسيرة التنمية منذ انطلاق الرؤية الوطنية الطموحة لدولة الإمارات والهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتمكين الكفاءات المواطنة، خاصة في هذه القطاعات التي تمثّل واجهة مباشرة للدولة على الصعيد الدولي.

بحسب تصريحات لشفيقة العامري، رئيسة مجلس إدارة «جمعية الإمارات لرائدات الأعمال»، استحوذت المرأة الإماراتية على نحو 66 % من القوى العاملة في القطاع الحكومي، 30 % منهنّ في مراكز قيادية مرتبطة باتخاذ القرار.

وفي قطاع الطيران، تواصل المرأة الإماراتية وضع بصمتها المميزة، حيث تعمل في العديد من الوظائف الحيوية ومنها الإدارات التشغيلية مثل العمليات الجوية والهندسة، ومواقع الخدمات في المطار والمبيعات التجارية وشؤون العملاء، والموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والمالية والعمليات التجارية. ومثّلت الإماراتيات 38% من القوى العاملة الوطنية في مجموعة طيران الإمارات (2024)، مع نمو 20% في عددهنّ في المناصب القيادية خلال العام ذاته.

وفي «الاتحاد للطيران»، تشكّل النساء 50% من إجمالي القوى العاملة الإماراتية، و47% من فرق المتطوعين بحسب أحدث بياناتها.

أما في «فلاي دبي»، فتضاعف عدد الموظفّات الإماراتيات 3 مرات بين عامي 2022 و2024.

وفي قطاع الضيافة، وصلت مشاركة المرأة الإماراتية في المراكز القيادية في بعض الفنادق إلى نحو 50% بحسب بياناتها. كما برزت نماذج ملهمة من النساء في مجال الطهي وإدارة الضيافة. إضافة إلى ذلك تلعب المرشدات السياحيات دوراً متنامياً في إيصال الرواية الثقافية الإماراتية للسيــاح بلغات وتجارب متعددة.

وقد تُوّج هذا الدعم بتحقيق الإمارات المركز الأول إقليمياً في تقرير «الفجوة بين الجنسين» الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2025. وعزّزت هذه النجاحات، جهود حكومية حثيثة وقوانين داعمة، إلى جانب مؤسسات وطنية رائدة مثل مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين ومؤسسة دبي للمرأة، أسهمت في بناء بيئة داعمة لها.

«طيران الإمارات»

وتشير بيانات مجموعة «طيران الإمارات»، إلى أن النساء يشكلن 38% من القوى العاملة الإماراتية في المجموعة (2024). وشهد العام نفسه نمواً بنسبة 20% في عدد المواطنات اللاتي يشغلن مناصب قيادية مقارنة بسابقه، ليصل العدد إلى أكثر من 200 إماراتية في مناصب إشرافية وإدارية رفيعة.

وتواصل المجموعة تقديم برامج تأهيل رفيعة المستوى مثل برنامج «إنسياد» للقياديات، حيث تكمل العشرات منهنّ هذه البرامج سنوياً.

«الاتحاد للطيران»

تشكّل المرأة الإماراتية ما يقارب 50% من القوة العاملة الإماراتية في «طيران الاتحاد»، وحوالي 47% من برنامج المتطوعين في الشركة، بحسب بيانات الشركة، حيث يتولين إدارة مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات التي تتبناها الاتحاد، من تنظيم الفعاليات المتعلقة بفريق الإمارات البارالمبي (المنافسات الرياضية الخاصة بذوي الهمم)، إلى إدارة حملات التبرع، ودعم البرامج التعليمية للمجتمعات.

«فلاي دبي»

شهدت «فلاي دبي» تضاعف أعداد الكوادر النسائية الإماراتية في قوتها العاملة بثلاث مرات بين 2022 و2024 بحسب بيانات سابقة للشركة. وتعمل الموظفات الإماراتيات في مختلف الأقسام في الشركة، من العمليات الجوية إلى الهندسة والدعم الفني. وتدعم الشركة مشاركتهن من خلال برامج تدريبية مخصصة تشمل تدريب الطيارين، الهندسة، وبرامج تأهيل قيادي للشباب المواطنين.

الضيافة

لا تقتصر إنجازات المرأة الإماراتية على الطيران، بل تمتد إلى الفنادق والمطاعم، حيث تواصل رسم ملامح جديدة لصناعة الضيافة. وبحسب بيانات لعدة فنادق، تشكّل النساء الإماراتيات في عدة فنادق كبرى حتى 50% من فرق القيادة. حيث يتولين مسؤوليات إدارية وتنظيمية في التسويق، الأمن، الموارد البشرية وخدمة العملاء. أما في مجال المطاعم فقد برزت عدة أسماء حصدت جوائز دولية في الطعام والمأكولات المبتكرة.

وإلى جانب أدوارهن في الفنادق والطيران، تتألق الإماراتيات في السياحة الميدانية كمرشدات سياحيات. وبالرغم من ندرة الإحصائيات التفصيلية، إلا أن التوسع في برامج التوطين والتأهيل السياحي أسهم في تصاعد عدد المرشدات الإماراتيات، لاسيما في المواقع التراثية، والمتاحف، والجولات البيئية.