من المتوقع أن يقدم تقرير سوق العمل الأمريكي الذي سيصدر أواخر هذا الأسبوع مؤشراً مفصلياً لمدى صحة الاقتصاد ويختبر مستوى ثقة المستثمرين في أن خفض أسعار الفائدة سيكون في وقت قريب، وهي الثقة التي أسهمت في رفع الأسهم إلى مستويات قياسية.
وكان تقرير بيانات الوظائف الضعيف الذي صدر الشهر الماضي قد أثار توقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ خفض أسعار الفائدة مجدداً في اجتماعه المقبل في سبتمبر وسط تحرك البنك المركزي لدعم سوق العمل على الرغم من المخاوف بشأن التضخم.
ويقول استراتيجيو الاستثمار إن تقرير التوظيف لشهر أغسطس الذي سيصدر يوم الجمعة المقبل ربما يثير المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد لكنه قد يدفع السوق أيضاً إلى وضع حساباتها على أساس خفض أكثر شراسة.
فأسعار الفائدة المنخفضة من المحتمل أن تتغلب على التباطؤ المتواضع في سوق العمل، وهذا ربما يضع أرضية تحت الاقتصاد وأيضاً سوق الأسهم.
تحركات الأسهم
اتجهت أسعار الأسهم الأمريكية نحو الارتفاع منذ أن وصلت إلى أدنى مستوياتها لهذا العام في إبريل/نيسان.
وتخلص المستثمرون من المخاوف من أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من شأنها أن تدفع الاقتصاد إلى الركود، في حين استفادت شريحة واسعة من أسهم التكنولوجيا وغيرها من الأسهم من التفاؤل بشأن فرص الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتراجعت مؤشرات الأسهم يوم الجمعة حيث أدى انخفاض أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إلى زيادة التذبذب الذي شهدته أسهم التكنولوجيا.
ويستمر صدور نتائج هذا القطاع بإعلان نتائج شركة صناعة الرقائق العملاقة برودكوم يوم الخميس.
ومع ذلك تمكن المؤشر القياسي «اس آند بي500» من إنهاء شهر أغسطس، الذي كان يمثل تحدياً للأسهم، على ارتفاع بنسبة 1.9%، ما دفع مكاسبه منذ بداية العام إلى نحو 10%، وهو ما يقترب من مستوياته القياسية المرتفعة.
سبتمبر تاريخياً
بحسب تاريخ أداء الأسهم فإن الأسواق ما تزال في مرحلة خطرة.
فعلى مدى السنوات الخمس والثلاثين الماضية احتل شهر سبتمبر المرتبة الأسوأ أداءً في العام بالنسبة للمؤشر «اس آند بي» بمتوسط انخفاض بلغ 0.8% خلال تلك الفترة، حسبما يظهر «تقويم متداولي الأسهم».
وانخفض المؤشر 18 مرة من أصل 35 مرة في سبتمبر، وبحسب التقويم فإنه الشهر الوحيد الذي يسجل فيه المؤشر انخفاضاً أكثر من الارتفاع.
تقارير مرتقبة
سيكون تقرير الوظائف أول إصدار اقتصادي رئيسي في شهر سبتمبر، ومن المتوقع أن يكون معدل التوظيف قد ارتفع في أغسطس بمقدار 75 ألف وظيفة، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز.
وفي تقرير الشهر السابق ارتفعت الوظائف غير الزراعية بمقدار 73 ألف وظيفة، وهو رقم ضعيف كان بمثابة مفاجأة، نتج بسبب تعديلات بالخفض الحاد لتوقعات النمو في الشهرين السابقين.
ويتوقع خبراء الاقتصاد أن تشير عناصر تقرير الوظائف، مثل معدل البطالة والأجور في الساعة، إلى نفس الرسالة وهي أن سوق العمل في الولايات المتحدة قد هدأ.
وأدى التقرير الضعيف لشهر يوليو إلى زيادة توقعات السوق بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في سبتمبر، وهي الرهانات التي تعززت بعد أن ذكر رئيسه، جيروم بأول، مؤخراً إن مخاطر سوق العمل آخذة في الارتفاع.
العقود الآجلة
أظهرت بيانات بورصة لندن أن العقود الآجلة لأسعار الفائدة الفيدرالية حتى يوم الجمعة تشير إلى احتمالات بنسبة 89% أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه يومي 16 و17 سبتمبر.
وبحسب رأي الاستراتيجيين سيتطلب الأمر قوة واسعة النطاق في التقرير من أجل دفع الفيدرالي إلى إعادة النظر في فكرة خفض أسعار الفائدة، ويقولون إن احتمالات صدور مثل هذا التقرير «منخفضة للغاية».
فقد يصدر تقرير جيد، والتقرير الجيد لن يثني الفيدرالي عن خفض الفائدة.
وفي حين أن خفض الفائدة في سبتمبر قد يكون قريباً من التحقق إلا أن بيانات الوظائف قد تؤثر أيضاً على التوقعات بشأن مقدار التيسير الكمي في الأشهر المقبلة.
وتشير العقود الآجلة لأسعار الفائدة الفيدرالية إلى أنه من المتوقع خفض الفائدة بنحو 55 نقطة أساس، أو ما يزيد قليلاً على خفضين قياسيين، بحلول ديسمبر.
اضطراب «الفيدرالي»
ستكون التطورات الأخرى في بنك الاحتياطي الفيدرالي محط أنظار السوق خلال هذا الاسبوع بعد أن قرر ترامب إقالة ليزا كوك، محافظة الاحتياطي الفيدرالي، في إطار سعيه لإعادة هيكلة مجلس إدارة البنك المركزي.
ورفعت كوك دعوى قضائية يوم الخميس، مدعية أن ترامب لا يملك صلاحية إقالتها.
وقد أثار الجدل المخاوف مجدداً بشأن مصداقية الفيدرالي وقدرته على إدارة السياسة النقدية دون ضغوط سياسية بعد أن شن ترامب على مدى عدة أشهر هجوماً على رئيسه على وجه التحديد لعدم خفض أسعار الفائدة بالقدر الذي يريد.
وعلى الرغم من أن الوضع أدى إلى تصعيد التكهنات في أسواق رأس المال حول مدى استقلالية الفيدرالي، فإن هذه المخاطر ربما تكون مناسبة لأخذها في الاعتبار في الوقت الحالي.
أبرز الاحداث الاقتصادية بالولايات المتحدة
(بتوقيت شرق أمريكا)
الاثنين 1 سبتمبر
عطلة عيد العمال
الثلاثاء 2 سبتمبر
9:45 تقرير «اس آند بي» النهائي لمديري المشتريات بالقطاع الصناعي بالولايات المتحدة/ أغسطس
10:00 الإنفاق على البناء/ يوليو
نتائج: سيغنت جولرز، زي سكيلر
الأربعاء 3 سبتمبر
9:00 كلمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس ألبرتو موسالم
10:00 فرص العمل المتاحة/ يوليو
10:00 طلبيات المصانع/ يوليو
2:00 «بيج بوك» الفيدرالي
نتائج: هيوليت باكارد انتربرايز، سيلزفورس
الخميس 4 سبتمبر
8:15 تقرير للتوظيف بالبيانات المعالجة تلقائياً/ أغسطس
8:30 الطلبات الأولية لاعانة البطالة/ 30 أغسطس
8:30 إنتاجية الولايات المتحدة (مراجعة)/ الربع الثاني
8:30 العجز التجاري الأمريكي/ يوليو
9:45 تقرير «اس آند بي» النهائي لمديري المشتريات بالقطاع الخدمي الأمريكي/ أغسطس
10:00 جلسة استماع في مجلس الشيوخ بشأن ترشيح ستيفن ميران لمنصب محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي
12:05 كلمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، جون ويليامز
19:00 كلمة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستن غولسبي
نتائج: نيو، برودكوم، دوكوساين، لولوليمون
الجمعة 5 سبتمبر
8:30 تقرير التوظيف/ أغسطس
8:30 معدل البطالة/ أغسطس
8:30 الأجور بالساعة في الولايات المتحدة/ أغسطس
8:30 الأجور بالساعة على أساس سنوي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
