أغلقت المؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية الثلاثة عند مستويات قياسية مرتفعة الثلاثاء، متجاوزةً بذلك مخاوف المستثمرين بشأن حالة الاقتصاد الأمريكي.
ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.27% عند 6,512.61 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.37% ليغلق عند 21,879.49 نقطة، مسجلاً بذلك أعلى مستوى يومي له على الإطلاق. وأغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعًا 196.39 نقطة، أي بنسبة 0.43%، عند 45,711.34 نقطة، بفضل ارتفاع أسهم يونايتد هيلث.
تفاقمت مخاوف المستثمرين من أن الاقتصاد قد لا يصمد بالقدر المتوقع سابقًا يوم الثلاثاء بعد أن حدّث مكتب إحصاءات العمل أرقام الوظائف للأشهر ال 12 المنتهية في مارس، مما أدى إلى انخفاض إجمالي مكاسب الرواتب خلال تلك الفترة بمقدار هائل قدره 911,000 وظيفة. لم تكن هذه المراجعات أعلى مما توقعته وول ستريت فحسب، بل كانت أيضًا الأكبر على الإطلاق منذ عام 2002.
صرح جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس، لشبكة سي إن بي سي عقب صدور التقرير: «أعتقد أن الاقتصاد يضعف. لا أعلم إن كان في طريقه إلى الركود أم أنه يضعف فحسب».
في حين أن تأثير البيانات على الأسهم يوم الثلاثاء كان ضئيلاً لأنها تتعلق بأرقام تعود إلى ستة أشهر مضت، إلا أن التقرير قد يعزز الدعوات إلى أن يكون الاحتياطي الفيدرالي أكثر حزماً في تخفيض أسعار الفائدة هذا العام.
وقال كريس زاكاريلي، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة نورثلايت لإدارة الأصول: «يستمر وضع الوظائف في التدهور، وبينما يُفترض أن يُسهّل ذلك على الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة هذا الخريف، إلا أنه قد يُضعف أيضاً الارتفاع الأخير».
وتخرج وول ستريت من جلسة رابحة، حيث ساهمت شركتا تصنيع الرقائق الرئيسيتان، برودكوم وتنفيديا، في دفع مؤشر ناسداك إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. خلال جلسة يوم الثلاثاء، عكست أسهم شركة برودكوم مسارها، حيث انخفضت بأكثر من 2%، بعد أن شهدت مكاسب قوية في يومي التداول السابقين. وبلغ تقدم السهم خلال أسبوع واحد ما يقرب من 13%.
يستعد المستثمرون الآن لتقريرين رئيسيين عن التضخم قد يحددان ما سيفعله صانعو السياسات في الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الأسبوع المقبل. في الأسبوع الماضي، عزز تقرير الوظائف الضعيف بشكل مفاجئ الآمال في اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض، لكن أي ارتفاع مفاجئ في قراءات التضخم قد يُعيق هذه التوقعات. ومن المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار المنتجين لشهر أغسطس الأربعاء، بينما من المقرر صدور مؤشر أسعار المستهلك يوم الخميس.
وقال زاكاريلي: «إذا أظهر مؤشر أسعار المستهلك اتجاهًا متفاقمًا نحو ارتفاع التضخم يوم الخميس، فسيبدأ السوق بالقلق بشأن الركود التضخمي». وأضاف: «لقد اتسم السوق الصاعد بالمرونة الشديدة هذا العام، لكننا قد نقترب من نقطة تحول تُختبر فيها هذه التوقعات مرة أخرى».