تشهد إمارة دبي في السنوات الأخيرة تدفقاً متزايداً للبريطانيين الباحثين عن حياة أكثر رفاهية وأماناً بعيداً عن الأعباء الضريبية والضغوط الاقتصادية في المملكة المتحدة، وذلك بحسب تقرير موسع نشرته صحيفة «ذا تايمز».
ونقل التقرير شهادات ومقابلات مع بريطانيين من جميع الخلفيات، بعضهم من المشاهير وآخرون من رجال الأعمال والمهنيين الشباب، ممن قرروا أن تكون دبي موطنهم الجديد.
وفي جزر جميرا، وأمام فيلا فاخرة بخمسة غرف نوم معروضة للبيع مقابل 7.5 مليون جنيه إسترليني، كانت نِكِي كاول (29 عاماً)، التي عملت سابقاً في تأمين مساكن للاعبي كرة القدم في مانشستر، تشرح كيف أن مشهد البحيرة والطقس المشمس يمكن أن «يغير الصحة النفسية بالكامل»، مؤكدة أن العيش تحت أشعة الشمس المستمرة يجعل الناس «أكثر سعادة وإيجابية».
أما ديفيد أوكيف، وهو وكيل عقاري إيرلندي، فأشار إلى أن الفلل في دبي توفر مساحات وتجهيزات يصعب الحصول عليها في لندن، من أجنحة نوم ضخمة إلى مسابح وحدائق مطلة على الأفق العمراني المتنامي للمدينة.
240 ألف مقيم
أورد تقرير «ذا تايمز» أرقاماً لافتة، فمنذ عام 2020 تضاعف عدد البريطانيين المقيمين في دبي ليصل إلى نحو 240 ألفاً، وارتفعت طلبات الانتقال للإمارة بنسبة 420 %، كما أظهر تحليل مالي من «نيو وورلد ويلث» أن الإمارات استقبلت خلال العام الماضي نحو 9800 مليونير جديد.
ومن بين المشاهير الذين اختاروا دبي للإقامة، لاعب مانشستر يونايتد السابق ريو فرديناند وزوجته كيت، إلى جانب الممثلة ليندسي لوهان وعائلة بيكهام والملاكم أمير خان.
وقال جون ووكر (43 عاماً)، وهو مدير ثروات انتقل من لندن لقيادة أعماله من دبي، إن قربه من عملائه الأثرياء يوفر عليه عناء السفر ويمنحه ميزة تنافسية، مضيفاً:«إذا لم أكن هنا، فسيكون هناك شخص آخر يتحدث معهم». وأوضح أن معدل الضريبة الشخصي الذي كان يدفعه في بريطانيا وصل إلى 46%، بينما في دبي انخفض إلى صفر.
كذلك، تحدثت إيلا رولز ديفيز (26 عاماً)، وهي محامية متخصصة في شؤون الأسرة، عن قرارها مغادرة مدينة «ميلتون كينز» مع شريكها سام آركسي للعمل في مكاتب محاماة وتمويل في دبي. وبالنسبة لهما، فإن انعدام الأمن في بريطانيا وارتفاع الضرائب جعلا من دبي خياراً أكثر جاذبية.
حياة أسهل وأرخص
وفي مقهى عصري بدبي، روّت كلير (35 عاماً)، التي تعمل في قطاع التكنولوجيا، كيف غادرت لندن بعد أن وجدت نفسها تعيش في ظروف غير مستقرة ومكلفة. وأكدت أنها في دبي تعيش حياة أسهل وأرخص، وتمكنت من الادخار لشراء عقار خلال فترة قصيرة.
كما أن الجانب الأسري لم يغب عن المشهد، إذ إن باراس رايشورا (37 عاماً)، وهو مؤسس شركة تسويق رقمية، وزوجته نوار، انتقلا مع طفلهما الصغير من بريطانيا بحثاً عن «أسلوب حياة أفضل». وقالت نوار، وهي خبيرة تجميل ومؤثرة على وسائل التواصل، إن دبي وفّرت لها بيئة مثالية لتوسيع أعمالها والوصول إلى عملاء جدد.
وكان الأمان عاملاً أساسياً أيضاً، حيث أشارت كاول إلى أنها تعرضت لهجوم في «مانشستر» حين كانت مراهقة، ما ترك لديها صدمة نفسية، لكنها في دبي باتت «تركض ليلاً من دون أي خوف».
وأكدت شهادات أخرى، مثل شهادة أليكس نيتكا (44 عاماً) من شمال لندن، أن معدلات الجريمة المنخفضة جعلت دبي بيئة أكثر راحة لهم ولأطفالهم.
خدمات سريعة ومنتشرة
تحدثت تشين هوغان (23 عاماً)، مؤسسة شركة عقارية لإدارة الإيجارات قصيرة الأجل، عن كيف غيّرت دبي طريقة تفكيرها ومنحتها ثقة لم تكن لتجدها في لندن.
من جانبها، أوضحت كايتي هولمز، الرئيسة التنفيذية لغرفة التجارة البريطانية في دبي، أن متوسط انضمام الأعضاء الجدد ارتفع من 9 شهرياً قبل ست سنوات إلى ما بين 25 و30 حالياً، لكنها حذرت من أن سوق العمل تنافسي للغاية، وأن تكاليف السكن والتأمين الصحي قد ترهق القادمين الجدد.
وختم التقرير بمشهد من الحياة اليومية في دبي، حيث تُسهل الخدمات السريعة والمنتشرة، من توصيل الأدوية إلى تعبئة السيارات بالوقود، حياة المقيمين وتوفر لهم وقتاً أكبر للتركيز على أعمالهم.
وبينما يرى البعض دبي مدينة مستقبلية تمنح فرصاً بلا حدود، فإن الأغلبية من البريطانيين الذين تحدثوا للصحيفة اتفقوا على أن «دبي ليست مجرد محطة مؤقتة، بل أصبحت وطناً».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.