اقتصاد / صحيفة الخليج

ماسك وناديلا.. من تأشيرة «إتش-1بي» إلى عمالقة التكنولوجيا الأمريكية

التأشيرة التي صنعت عمالقة التكنولوجيا تتصدع تحت وطأة السياسة

الهجرة الماهرة: ركيزة تنافسية أم عبء بيروقراطي؟

إيلون ماسك: سأخوض حرباً من أجل «إتش-1بي»

ساتيا ناديلا: هذه التجربة «معجزة»

جيفري سكول: التأشيرة معركة حياة أو موت بالنسبة لي

تُعدّ تأشيرة «إتش-1بي» التي ذاع صيتها مؤخراً، بمثابة التذكرة الذهبية للأجانب ذوي المهارات العالية، مثل العلماء والمهندسين ومبرمجي الكمبيوتر ومديري المنتجات، ممن يطمحون إلى العمل في كبريات الشركات الأمريكية.


لكن هذا البرنامج الذي يُفترض أنه يسهّل استقطاب الكفاءات، أصبح في السنوات الأخيرة مثقلاً بعقبات عدّة، أبرزها نظام القرعة (اليانصيب)، والثغرات الأمنية مثل الطلبات الوهمية والمتكررة، فضلاً عن طول فترات الانتظار.


وفي خطوة مفاجئة، أعلن البيت الأبيض قبل أيام فرض رسم جديد بقيمة 100 ألف دولار على طلبات تأشيرات «إتش-1بي» الجديدة، ما أثار موجة من القلق والارتباك لدى الشركات والمهنيين على حد سواء.


ورغم الجدل الذي أحاط بها، فإن تاريخ هذه التأشيرة مملوء بالقصص الملهمة. فلا يمكن أن ننسى أنها فتحت الباب يوماً أمام قادة عظام في عالم التكنولوجيا والأعمال، بينهم رؤساء تنفيذيون حاليون لعمالقة التقنية، مثل «مايكروسوفت» و«تيسلا» وغيرها.

ساتيا ناديلا


وُلد ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة «مايكروسوفت» في الهند، ووصل إلى الولايات المتحدة عام 1988 للدراسة بجامعة ويسكونسن-ميلووكي. ثم حصل لاحقاً على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة شيكاغو. ليواجه عقبة في لمّ شمل أسرته بعد رفض طلب تأشيرة لزوجته، فاضطر إلى التنازل عن بطاقته الخضراء والتقديم على تأشيرة «إتش-1بي» عام 1994، والتي مكنته من العيش مع أسرته في أمريكا.


في مذكراته، وصف ناديلا هذه التجربة بأنها «معجزة»، مؤكداً أن الهجرة الماهرة ليست مسألة إنسانية فحسب، بل ركيزة تنافسية للاقتصاد . وحتى عندما انتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب البرنامج عام 2017، كان ناديلا من أبرز الأصوات التي دافعت عنه، معتبراً أن مراجعة السياسات واقتراح تعديلات عليها فكرة جيدة، شريطة أن تحافظ في نهاية المطاف على جاذبية الولايات المتحدة للكفاءات العالمية.

إيلون ماسك


وُلد إيلون ماسك عرّاب تيسلا في جنوب إفريقيا، وانتقل إلى الولايات المتحدة عام 1992 للدراسة بجامعة بنسلفانيا. وبدأ رحلته العلمية بتأشيرة «جيه-1» للطلاب والباحثين، قبل أن تتحوّل إلى تأشيرة «إتش-1بي»، ويحصل لاحقاً على الجنسية الأمريكية.


يُعد ماسك من أشد المدافعين عن البرنامج، إذ كتب في منشورات على منصة «إكس» عام : «سبب وجودي في أمريكا، ومعي الكثير من العقول التي أسست تيسلا وسبيس إكس ومئات الشركات الأخرى التي عززت قوة بلدنا، هو تأشيرة إتش-1بي».


ووصل به الحماس إلى التهديد مجازياً بـ«خوض حرب لا يمكن تخيلها» دفاعاً عن هذه التأشيرة، التي يعتبرها جزءاً من سر نجاح الابتكار الأمريكي.

جايشري أولال


وُلدت جايشري أولال في لندن ونشأت في نيودلهي، قبل أن تنتقل إلى كاليفورنيا لدراسة الهندسة. وعملت في شركات كبرى مثل «إيه إم دي» و«سيسكو» قبل أن تصبح الرئيسة التنفيذية لشركة أريستا نتوركس «لخدمات السحابة»، مع ثروة تقدر بنحو6.4 مليار دولار.


حصلت أورال على تأشيرة «إتش-1بي» في بداية مسيرتها، وانتقدت في مقابلة لها عام 2023 بطء نظام الهجرة الأمريكي بالقول: «الانتظار قد يمتد إلى 5 أو 10 أو حتى 15 عاماً للحصول على الإقامة الدائمة... وهذا يلتهم جزءاً كبيراً من حياة المهنيين».

جيفري سكول


وُلد جيفري سكول في كندا، ودرس الهندسة الكهربائية في جامعة تورنتو، قبل أن يحوز شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من ستانفورد. وخلال دراسته التقى بيير أوميديار مؤسس «إيباي»، الذي عيّنه رئيساً للشركة عام 1995.


سكول، ورغم تخرجه من واحدة من أعرق الجامعات الأمريكية، خاض بدوره معركة صعبة للحصول على تأشيرة «إتش-1بي».

وذكر في منشور له على «إكس»: «بالنسبة لي، كان الحصول على تأشيرة إتش-1بي، والاحتفاظ بها بمثابة معركة حياة أو موت». منتقداً نظام الهجرة الأمريكي الذي يعلّم الطلاب الدوليين ثم يطردهم بالقول: «نستقبل الطلاب الدوليين في أفضل جامعاتنا، نمنحهم خبرة عملية، ثم نعيدهم إلى بلدانهم رغم أنهم يمتلكون مهارات نادرة يحتاج إليها السوق الأمريكي».

تعكس قصص هؤلاء القادة الأربعة الوجه الآخر لتأشيرة «إتش-1بي»، فهي من جهة وسيلة لفتح أبواب الإبداع، ومن جهة ثانية نظام معقّد يرهق الشركات والمهنيين. وبينما تسعى واشنطن إلى فرض رسوم جديدة وتشديد القواعد، تظل هذه التأشيرة رمزاً للفرص التي جعلت من وادي السيليكون بيئة عالمية، حيث تتحول الأحلام الفردية إلى شركات تغيّر وجه الاقتصاد العالمي.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا