سيُضخّ استثمار إنفيديا الضخم في «أوبن أيه آي»، الذي أُعلن عنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، مليارات الدولارات في خزائن شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة لاستخدامها حسب ما تراه مناسبا. لكن معظم الأموال ستُخصّص لاستخدام رقاقات إنفيديا المتطورة.
اتسمت الاتفاقية بين الشركتين بضخامة الأرقام، لكنها كانت محدودة التفاصيل. وأفادتا بأن الاستثمار سيصل إلى 100 مليار دولار، تُدفع مع افتتاح مرافق الحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي في السنوات القادمة، على أن يبدأ تشغيل أولها في النصف الثاني من عام 2026.
-
اتفاقيات استئجار
لا يزال توقيت عمليات البناء وتكلفة كل مركز بيانات غير واضحين. ومع ذلك، اتضح أن «أوبن أيه آي» تُخطط لدفع ثمن وحدات معالجة الرسومات (GPUs) من إنفيديا من خلال اتفاقيات استئجار، بدلاً من الشراء المُسبق، وفقًا لأشخاص مُطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن التفاصيل سرية.
قدّر جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، والذي وصف صفقة هذا الأسبوع بأنها «ضخمة الحجم»، أن مركز بيانات ذكاء اصطناعي بسعة جيجاواط تبلغ حوالي 50 مليار دولار، منها 35 مليار دولار مخصصة لدفع ثمن وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا. من خلال استئجار المعالجات، يمكن لشركة «أوبن أيه آي» توزيع تكاليفها على مدى العمر الإنتاجي لوحدات معالجة الرسومات، والذي قد يصل إلى خمس سنوات، وفقًا لأحد الأشخاص، مما يترك لشركة إنفيديا مسؤولية أكبر عن المخاطر.
-
الاستثمار تدريجيا
وافقت إنفيديا على الاستثمار تدريجيا مع بدء تشغيل مراكز بيانات «أوبن أيه آي». وقال مصدر لشبكة «سي إن بي سي» إن المبلغ الأولي البالغ 10 مليارات دولار سيكون متاحًا لشركة «أوبن أيه آي» قريبًا، وسيساعد الشركة على العمل نحو نشر أول جيجاواط من طاقتها.
في حين أن استثمار إنفيديا في الأسهم قد يساعد «أوبن أيه آي» في التوظيف والتسويق والعمليات، إلا أن أكبر عنصر منفرد سيتم استخدامه فيه هو الحوسبة، وفقا للمصادر. وهذا مُوجَّه بالكامل تقريبا إلى وحدات معالجة الرسومات من إنفيديا، وهي أساسية لبناء وتدريب نماذج اللغات الكبيرة وتشغيل أحمال عمل الذكاء الاصطناعي.
بصفتها شركة ناشئة غير استثمارية تفتقر إلى التدفق النقدي الإيجابي، يظل التمويل مكلفًا. وقد وصف المسؤولون التنفيذيون في «أوبن أيه آي» الأسهم بأنها الطريقة الأكثر تكلفة لتمويل مراكز البيانات، وقالوا إن الشركة تستعد للاقتراض لتغطية ما تبقى من التوسع.
بالإضافة إلى توفير طريقة فعالة من حيث التكلفة لـ «أوبن أيه آي» للوصول إلى الرقاقات، فإن خيار التأجير من إنفيديا والالتزام طويل الأجل يمكن أن يساعد الشركة في الحصول على شروط أفضل من البنوك عند جمع الديون، وفقًا لأحد الأشخاص.
-
«سيحصلون على أموالهم»
في حديثها إلى «سي إن بي سي» في أبيلين، تكساس، موطن أول مركز بيانات جديد، أشارت سارة فريار، المديرة المالية لشركة «أوبن أيه آي»، إلى الدور الذي تلعبه أوراكل وإنفيديا في التمويل. تستأجر شركة أوراكل، أحد شركاء «أوبن أيه آي» في مشروع ستارغيت، منشأة أبيلين، وستتكفل «أوبن أيه آي» في نهاية المطاف بتكاليف العمليات.
وقالت فراير: «تُوظّف شركات مثل أوراكل ميزانياتها العمومية لإنشاء مراكز البيانات المذهلة التي نراها خلفنا». وأضافت: «في حالة إنفيديا، فهم يجمعون بعض رأس المال اللازم لبدء المشروع، والأهم من ذلك، أنهم سيحصلون على أموال مقابل كل تلك الرقاقات عند نشرها».
وأشارت إلى ضرورة وجود جميع الشركاء الكبار للمساعدة في سد النقص الحاد في السعة التخزينية.
وقالت فراير: «أعتقد أن ما يجب أن نركز عليه جميعًا اليوم هو عدم وجود حوسبة كافية. مع نمو الأعمال، سنكون أكثر قدرة على تحمل تكاليف ما هو آتٍ في المستقبل - المزيد من الحوسبة، والمزيد من الإيرادات».
-
استدامة الطفرة
ومع ذلك، أثارت صفقة «أوبن أيه آي»-إنفيديا بعض المخاوف بشأن استدامة طفرة الذكاء الاصطناعي.
كان دافع شركة إنفيديا للوصول إلى قيمة سوقية تبلغ 4.3 تريليون دولار هو مبيعات وحدات معالجة الرسومات (GPU) لشركة «أوبن أيه آي»، بالإضافة إلى شركات تقنية عملاقة مثل جوجل وميتا ومايكروسوفت وأمازون. وقد مكّنت استثمارات مايكروسوفت وغيرها الشركة من تحقيق قيمة سوقية خاصة تبلغ 500 مليار دولار، مما سمح للشركة بإنفاق مليارات الدولارات نقدًا أثناء بناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي تدعم خدماتها، بما في ذلك ChatGPT.
وصرح جيمي زاكاليك، المحلل في نيوبرغر بيرمان، بأن صفقة إنفيديا هي أحدث مثال على قيام «أوبن أيه آي» بجمع الأموال وضخها مباشرة في الشركة التي توفر رأس المال.
وأضاف زاكاليك أن المستثمرين قلقون بشأن «الطبيعة الدائرية لهذه الصفقة التي تعزز أرباح وأرقام الجميع، لكنها في الواقع لا تُحدث أي فرق».
-
تحفيز الطلب الحقيقي
وعندما سُئل عن هذه المخاوف، صرّح رئيس أوبن أيه آي سام ألتمان لشبكة «سي إن بي سي» بأن الشركة تُركز على تحفيز الطلب الحقيقي.
قال: «علينا مواصلة تقديم الخدمات للمستهلكين والشركات، وتطوير هذه المنتجات الجديدة الرائعة التي يدفع الناس ثمنها مبالغ طائلة. وطالما استمر ذلك، فسيغطي تكاليف العديد من مراكز البيانات، والكثير من الرقاقات».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.