اقتصاد / صحيفة الخليج

الذهب يلمع كملاذ آمن وسط العواصف الاقتصادية العالمية

يشهد الاقتصاد العالمي، مرحلة من الضبابية والتقلبات المتسارعة، مع تزايد المخاوف من الركود التضخمي وارتفاع مستويات الدَّين العام في كبرى الاقتصادات، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
في الوقت الذي يواصل فيه الاحتياطي الفيدرالي اتباع سياسة نقدية متأرجحة بين رفع وخفض أسعار الفائدة، تتراجع الثقة بالأسواق التقليدية، فيما تتجه أنظار المستثمرين نحو الأصول الآمنة وفي مقدمتها الذهب، الذي يستعيد بريقه كخيار للتحوط وحفظ القيمة في مواجهة التقلبات.
وتفاقمت الأوضاع خلال عام 2025 بفعل الشلل الحكومي الأمريكي، والتوترات التجارية بين الاقتصادات الكبرى، وتنامي الحمائية الجمركية، إضافة إلى تداعيات الأزمات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، وهو ما انعكس بشكل مباشر على سلوك المستثمرين الذين باتوا يبحثون عن أسواق أكثر استقراراً وبيئات مالية مرنة وآمنة. وفي هذا السياق، تبرز دولة ، وبالأخص دبي، كمركز مالي عالمي يتجه إليه المتداولون من مختلف أنحاء العالم، بفضل بنيتها التحتية المتطورة وتشريعاتها المتقدمة التي تدعم الابتكار المالي وتداول الأصول المتنوعة.

1.5 مليون متداول نشط شهرياً


قال وائل مكارم، مدير أبحاث السوق في شركة إكس نيس (Exness)، إن دولة الإمارات تشهد «إقبالاً متزايداً وبوتيرة متسارعة» على الاستثمار في تداولات الفوركس.
وأشار مكارم، إلى أن عدد المتداولين النشطين شهرياً على المنصة، يتجاوز 1.5 مليون متداول عالمياً، بحجم 10 تريليونات دولار.
وأضاف: تتصدر الإمارات، الأسواق الإقليمية والعربية في حجم التداولات وعدد المستثمرين.
وتابع مكارم: إن الذهب يأتي في صدارة الأصول المالية الأكثر طلباً، تليه العملات الرقمية، مشيراً إلى أن توقعات خفض الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مرتين في 2025 ومثلهما في 2026، قد تضغط على الدولار وتزيد من جاذبية الأصول البديلة.

طلب محلي متزايد


أكد وائل حماد، المدير التجاري في شركة إكس إس (XS)، أن الإمارات تشهد نمواً لافتاً في حجم التداولات الفردية منذ جائحة «»، حيث ارتفع حجم التداولات في الدولة بنسبة تراوحت بين 25 و30% منذ مطلع العام الجاري 2025، مع تحول واضح في الفئات العمرية نحو المستثمرين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و26 عاماً، بعد أن كان المتوسط سابقاً بين 35 و40 عاماً.
وأوضح حماد، أن الذهب يتصدر قائمة الأصول المتداولة، بنمو 50 إلى 60% منذ مطلع 2025، تلاه الفوركس والعملات الرقمية، مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار الذهب منذ بداية العام، عزز اهتمام المستثمرين الأفراد والبنوك المركزية على حد سواء. التحوط من المخاطر
أما أحمد عزام، رئيس الأبحاث في شركة إكويتي (Equiti)، فأكد أن الإمارات أصبحت مركزاً رائداً في المنطقة لتداول الفوركس والأصول الرقمية، مشيراً إلى أن السياسات النقدية المتقلبة والتوترات الجيوسياسية دفعت المستثمرين بقوة نحو الذهب كملاذ آمن للتحوط من المخاطر.
وأوضح عزام، أن حجم التداول على الذهب ارتفع عالمياً منذ مطلع 2025 بنسبة تتراوح بين 50 و60%، في حين تراجعت شهية المستثمرين تجاه العملات والسندات. وأضاف أن فئة الشباب وجيل «زد» (Z) هي الأكثر نشاطاً في تداول العملات الرقمية، بينما تميل الفئات الأكبر سناً إلى الذهب والاستثمارات طويلة الأمد، لما توفره من استقرار نسبي وعائدات مجزية.
وأشار إلى أن الركود التضخمي وتزايد الديون الأمريكية أثرا سلباً في ثقة المستثمرين، ما دفع إلى تحويل السيولة نحو الأصول الآمنة، مؤكداً أن الذهب سيظل «الركيزة الأساسية للتحوط في فترات عدم اليقين الاقتصادي وطوق النجاة».

أعلى من المتوسط العالمي


قالت ريتو سينغ، المدير الإقليمي للأعمال في شركة «ستون إكس جروب» (Stonex Group)، إن شركتها التي أسست في دبي قبل نحو 11 عاماً، شهدت نمواً متسارعاً في السوق المحلي بنسبة 14% منذ بداية 2025، وهو معدل يفوق ضعف متوسط النمو في الأسواق العالمية، الذي يتراوح بين 6 و7%.وأضافت سينغ، أن السوق الإماراتي مرشح لتحقيق نمو يصل إلى 20% خلال السنوات القادمة، مشيرة إلى أن المتداولين في الدولة يتميزون بوعي عالٍ تجاه المخاطر، ومعرفة دقيقة بأساسيات السوق، ما يجعلهم أكثر قدرة على التعامل مع التقلبات المالية العالمية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا