كتبت هبة السيد

في ظل الاعتماد المتزايد على خدمات الاتصال والإنترنت في مختلف جوانب الحياة، تبرز جودة الشبكات كعامل حاسم يحدد رضا المستخدمين وثقتهم في مزوّدي الخدمة، وبينما تتنافس الشركات الأربع العاملة في السوق المصري على تقديم أفضل أداء ممكن، تكشف القياسات الدورية التي يجريها الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات عن فروق واضحة في مستوى الجودة بين الصوت والبيانات عبر مختلف المناطق.

اعتمدت اختبارات الربع الثاني من عام 2025 على قياسات ميدانية تغطي 121 منطقة جغرافية داخل المدن وعلى الطرق الحيوية، بامتداد نحو 162 ألف كيلومتر، وتم خلالها اختبار المكالمات الصوتية وخدمات نقل البيانات لقياس مدى استقرار الشبكات ونقاء الاتصال وسرعة الإنترنت الفعلية، وذلك وفقا لبيانات الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات.

في خدمات المكالمات الصوتية، جاءت أورنج في موقع متقدم بعد تحسن أدائها في عدد كبير من المناطق، حيث تراجع عدد المواقع التي واجهت مشكلات في جودة الصوت إلى تسع فقط، ما يعكس نجاحها في معالجة بعض نقاط الضعف التي ظهرت في بداية العام. أما وي فقد واصلت تحسين الخدمة بوتيرة أبطأ، إذ انخفض عدد المناطق المتأثرة إلى عشر، بنسبة تحسن محدودة لكنها تُظهر استقرارًا في الأداء العام للشبكة.

في المقابل، شهدت فودافون تراجعًا في جودة المكالمات الصوتية خلال الفترة نفسها، إذ ارتفع عدد المناطق التي عانت من ضعف الخدمة إلى إحدى عشرة منطقة، وهو ما قد يشير إلى زيادة الضغط على الشبكة في بعض المحافظات. وبصورة مشابهة، واجهت إي آند ارتفاعًا في عدد المناطق التي سُجّل فيها تدهور في جودة الصوت ليصل إلى 12 منطقة، ما يعكس تحديات في تغطية بعض المناطق الطرفية.

أما في خدمات الإنترنت ونقل البيانات، فقد تغيّر الترتيب النسبي للشركات، أظهرت أورنج أداءً قويًا بتحسن ملحوظ في جودة الخدمة، إذ انخفض عدد المناطق التي واجهت ضعفًا في الإنترنت إلى منطقتين فقط، وارتفع متوسط سرعة التنزيل إلى 55 ميجابت في الثانية بعد أن كان 49، كذلك حققت إي آند تحسنًا واضحًا، إذ تراجع عدد المناطق المتأثرة إلى أربع فقط مع ارتفاع السرعة المتوسطة إلى 58 ميجابت في الثانية.

في حين حافظت Weعلى ثبات أدائها في هذا الجانب، إذ لم تتغير عدد المناطق التي تواجه ضعفًا في جودة الإنترنت، وبقي متوسط سرعة التنزيل عند 85 ميجابت في الثانية، وهي الأعلى بين جميع الشركات، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في البنية التحتية للبيانات، أما فودافون فقد واجهت تراجعًا في مؤشرات الخدمة، مع ارتفاع عدد المناطق التي تعاني من بطء أو انقطاع إلى 16 منطقة، وانخفاض متوسط السرعة إلى 51 ميجابت في الثانية مقارنة بـ53 في بداية الربع.