شهدت أسعار الذهب في مصر والعالم قفزة تاريخية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، بعدما تجاوز سعر الأونصة عالميًا مستوى 4100 دولار لأول مرة في التاريخ، مدفوعة بموجة قوية من الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وفي السوق المحلية، واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية جديدة، حيث بلغ عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في مصر – 5510 جنيهات للجرام، فيما سجل عيار 24 نحو 6297 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4722 جنيهًا، بينما وصل سعر الجنيه الذهب إلى 44,080 جنيهًا.

يأتي هذا الارتفاع الحاد بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة الماضية، هدد فيها بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على السلع الصينية المستوردة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب فرض ضوابط تصدير جديدة على برامج الكمبيوتر الحيوية اعتبارًا من الأول من نوفمبر، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد جديد في الحرب التجارية.

وردت بكين سريعًا على تلك التصريحات، مؤكدة أنها "لا تخشى حربًا تجارية" وأنها ستتخذ "الإجراءات اللازمة لحماية مصالحها"، مما زاد من حدة المخاوف في الأسواق ودفع المستثمرين إلى التوجه نحو الذهب كملاذ آمن.

وفي محاولة لتهدئة الأسواق، خفف ترامب من حدة لهجته خلال عطلة نهاية الأسبوع، داعيًا المستثمرين إلى "عدم القلق بشأن الصين"، ومشيرًا إلى أن واشنطن لا تخطط لتصعيد فوري، لكن حالة الحذر ما زالت تسيطر على المتداولين في ظل السياسة الأمريكية المتقلبة.

وتشير تحليلات الأسواق إلى أن ارتفاع الذهب منذ بداية العام مدفوع بعدة عوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية، وزيادة مشتريات البنوك المركزية من المعدن النفيس، إلى جانب تدفقات صناديق الاستثمار، وتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

وتتوقع الأسواق أن يقوم الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أكتوبر، مع احتمال خفض آخر مماثل في ديسمبر المقبل، في محاولة لدعم الاقتصاد وسط تصاعد الضبابية العالمية.

ومن المنتظر أن يلقي جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، كلمة مهمة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال اليوم الثلاثاء، وسط ترقب واسع من المستثمرين لأي مؤشرات تتعلق بمسار السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.