صعدت الأسهم الأمريكية الخميس، بعد أن ساهمت أرباح البنوك الكبرى التي فاقت التوقعات، وتوقعات قوية للإيرادات من شركات التكنولوجيا الكبرى في تحويل اهتمام المستثمرين بعيداً عن موجة التصعيد الأخيرة في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

صعد مؤشر إس آند بي 500 بنسبة 0.42%، إلى 570.6 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.5%. كما سجل مؤشر داو جونز الصناعي مكاسب بلغت 110 نقاط، أي بنسبة 0.3%.

قطاع التكنولوجيا

وقد دعمت عدة أسهم كبرى في قطاع التكنولوجيا أداء السوق. حيث ارتفعت أسهم إنفيديا بنسبة 1.2%، فيما صعدت أسهم برودكوم بنسبة 2% بعد أن رفعت شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات، التي تنتج الرقائق الخاصة بإنفيديا، توقعاتها للإيرادات لعام 2025 إلى معدل نمو منتصف الـ30% بدلاً من نحو 30%، مؤكدة أيضاً خطتها للاستثمار بما يصل إلى 42 مليار دولار في النفقات الرأسمالية بنهاية هذا العام. كما سجلت الشركة قفزة تقارب 40% في أرباحها للربع الثالث.

وشهدت أسهم سيلزفورس ارتفاعاً بنسبة 6%، مسجلة أفضل أداء بين أعضاء داو في التعاملات المبكرة، بعد أن أعلنت الشركة عن أهداف طويلة المدى أفضل من المتوقع، متوقعة أن تتجاوز إيراداتها 60 مليار دولار بحلول عام 2030. وأضافت أسهم ميكرون مكاسب إلى قطاع التكنولوجيا، مرتفعة بنسبة 3.5% بعد توصية متفائلة من بنك UBS.

جلسات متباينة

ويأتي هذا الأداء في أعقاب جلسة متباينة يوم الأربعاء، حيث أنهى كل من S&P 500 وناسداك الجلسة في المنطقة الخضراء، مدعومين بأرباح قوية من البنوك الكبرى، فيما سجل داو جونز انخفاضاً طفيفاً.

وأشار آدم تورنكويست، كبير الاستراتيجيين الفنيين في LPL، إلى مخاوف بشأن اعتماد السوق بشكل كبير على قطاع الذكاء الاصطناعي لدفع المكاسب. وقال في مذكرة للعملاء يوم الأربعاء: «بينما يُظهر نموذج الاتجاه أن عدد الأسهم في S&P 500 التي تتداول في اتجاهات صاعدة ما زال أكبر من تلك المتراجعة، إلا أن الفجوة الضيقة تُبرز وجود تصدعات ناشئة في أساسات السوق». وأضاف: «يمكن إصلاح هذه التصدعات من خلال توسيع المشاركة، لكنها تبرز أيضاً مخاطر التركيز المرتفعة المرتبطة بعدد قليل من الأسماء المهيمنة التي تقود الارتفاع».

تقلبات السوق

وعلى الرغم من المكاسب القوية هذا الأسبوع، فقد ارتفعت أيضاً تقلبات السوق، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. فقد أنهى مؤشر تقلبات Cboe (VIX)، المعروف بمؤشر الخوف في وول ستريت، جلسة الأربعاء عند 20.6، وظل قريباً من مستوى 20 يوم الخميس.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد هدد الأسبوع الماضي بفرض تعريفات جمركية إضافية بنسبة 100% على أي بضائع قادمة من الصين رداً على القيود الجديدة للصادرات الصينية على المعادن النادرة. وتراجع نبرة التوتر التجاري في الأيام التالية، لكن التصعيد عاد يوم الثلاثاء عندما هدد ترامب الصين بحظر تجارة زيت الطهي.

ويتابع المستثمرون أيضاً عن كثب استمرار الإغلاق الجزئي للحكومة الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي، ما أدى إلى توقف غير محدد لإصدار البيانات الاقتصادية الحيوية من الوكالات الفيدرالية، مما يقلص المعلومات المتاحة للمتداولين في وقت تظل فيه المخاوف بشأن سوق العمل، وتأثير التعريفات في المستهلكين، وارتفاع أسعار الفائدة، والتقييمات السوقية التاريخية على رأس الأولويات.