اقتصاد / صحيفة الخليج

أندرو سوركن يحذر من تكرار أزمة 1929: فقاعة الذكاء الاصطناعي قد تنفجر قريباً

«وول ستريت» تشهد نفس ملامح المضاربات المتهورة


الوقود الجديد للفقاعة الحماس المحموم تجاه الذكاء الاصطناعي


المستثمرون العاديون هم أكبر الخاسرين عندما تنهار الأسواق

بعد أن أمضى ما يقرب من عقدٍ من الزمن في دراسة انهيار عام 1929، يطلق الكاتب أندرو روس سوركن تحذيراً جديداً: التاريخ يعيد نفسه.


إذ يرى سوركن، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعاً «Too Big to Fail» (أكبر من أن يفشل)، الذي تناول بالتفصيل تدخلات الحكومة الأمريكية لإنقاذ الاقتصاد خلال الأزمة المالية العالمية عام 2008، اليوم، أن «وول ستريت» تشهد نفس ملامح المضاربات المتهورة والاعتماد المفرط على الديون التي سبقت الكساد العظيم قبل نحو قرن.


لكن الاختلاف هذه المرة، كما يقول، أن الوقود الجديد للفقاعة ليس التداول بالهامش بل الحماس المحموم تجاه الذكاء الاصطناعي، وأن الضوابط التي وُضعت لحماية المستثمرين يجري تفكيكها الآن. ويضيف: «هنالك انهيار قادم، ولا أستطيع أن أحدد متى، ولا مدى عمقه».

ولكن لماذا هذا الأمر مهم للمستثمرين الأفراد؟

يحذر سوركن من أن المستثمرين العاديين هم أكبر الخاسرين عندما تنهار الأسواق، مشيراً إلى أن الدعوات لتوسيع استثمارات خطط التقاعد لتشمل أصولاً أكثر خطورة، مثل العملات المشفرة أو الاستثمارات الخاصة، تُذكّر بالوعود التي أغرت الطبقة الوسطى في عشرينات القرن الماضي قبل أن تُمنى بخسائر فادحة في انهيار 1929.


ويرى أن فهم مؤشرات الخطر مبكراً يمكن أن يساعد الأفراد على حماية مدخراتهم التقاعدية قبل فوات الأوان.

تحذيرات من كتابه الجديد

وفي كتابه الصادر حديثاً: «1929 داخل أعظم انهيار في تاريخ وول ستريت»، يقول سوركن إن العشرينات الصاخبة تحمل دروساً مهمة للحاضر. فالمشكلة ليست فقط في أن أسعار الأسهم تبلغ مستويات قياسية، بل إنها تفعل ذلك في ظل تباطؤ اقتصادي عالمي وتوترات جيوسياسية متزايدة. ويصف السوق الحالي بأنه مزيج من المضاربات المحمومة والديون المفرطة وتراجع أنظمة الحماية المالية.


ويضيف: «أنا قلق من أن الأسعار التي نشهدها اليوم قد لا تكون قابلة للاستمرار»، مشيراً على وجه الخصوص إلى الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي، والتي يرى أنها تُغذي فقاعة جديدة.

دروس من عام 1929

في عشرينات القرن الماضي، كان الائتمان الشرارة التي فجّرت فقاعة الأسهم. فقد بدأت شركات مثل «جنرال موتورز» آنذاك في الترويج لفكرة الشراء بالتقسيط، ما فتح الباب أمام ثقافة استهلاك تعتمد على الديون. وسرعان ما تبنت «وول ستريت» الفكرة نفسها: إذا كان بإمكان الناس شراء سيارة بالدين، فلماذا لا يشترون الأسهم أيضاً؟ وهكذا انتشرت فكرة الشراء بالهامش بنسبة 10% نقداً و90% بالاقتراض.


لكن عندما انهار السوق، فقد ملايين الأمريكيين مدخراتهم بالكامل.


ويرى سوركن أن الوضع الحالي مشابه، لكن بأدوات مختلفة: أسهم الميم (Meme Stocks)، والصناديق المتداولة المعقدة، والعملات المشفرة، فجميعها تجذب المستثمرين الأفراد اليوم بنفس الوهم القديم، وهو السريع بدون مخاطرة حقيقية.

حمى الذكاء الاصطناعي

يشير سوركن إلى أن السوق اليوم يحمل ملامح هوس المضاربات، حيث ارتفعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي إلى مستويات فلكية مدفوعة بتوقعات مبالغ فيها.


كما يُروّج للسماح للمستثمرين الأفراد بالمخاطرة بجزء من مدخراتهم في الأسواق الخاصة بدعوى «ديمقراطية التمويل»، وهي، في رأيه، نسخة حديثة من الخداع المالي القديم.

الجدل بين الخبراء

في المقابل، يرى بعض قادة الصناعة مثل لاري فينك، الرئيس التنفيذي لشركة «بلاك روك»، أن فتح المجال أمام المستثمرين الأفراد للوصول إلى استثمارات خاصة هو فرصة لتعزيز العوائد، وليس تهديداً.


كما يعتبر فينك أن العملات المشفرة، التي كان يصفها سابقاً بأنها وسيلة لغسل الأموال، أصبحت اليوم جزءاً ذكياً من المحافظ الاستثمارية مثل الذهب.


ومع ذلك، يرى سوركن أن هذه الثقة المفرطة تتجاهل الخطر الحقيقي: تفكيك أنظمة الحماية التي أُنشئت بعد أزمة 1929 لمنع تكرارها، تماماً في الوقت الذي قد تكون فيه أكثر حاجة إليها.


ويعتقد سوركن أن تشابهات مقلقة تربط السوق الحالي بسوق ما قبل الانهيار الكبير: تقييمات مرتفعة مدفوعة بضجة تكنولوجية، وديون متزايدة، ومضاربات محمومة، وضعف متزايد في الحماية التنظيمية، وكل ذلك مغلف بشعارات جذابة مثل «ديمقراطية الاستثمار».


ويختم قائلاً إن التاريخ قد لا يعيد نفسه تماماً، لكنه غالباً ما يتناغم مع الماضي، والإيقاع هذه المرة، كما يقول «يبدو أعلى من أي وقت مضى».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا