«ساينس ألرت»
عندما نسمع كلمة توائم، غالباً ما نتخيل شخصين متطابقين في الشكل، وربما في بعض السلوكيات أو الطباع، لكن في عالم التكنولوجيا، لهذه الكلمة معنى مختلف تماماً، يرتبط بثورة رقمية لا تزال في بداياتها، يُطلَق عليها: «التوأم الرقمي»، وهو نسخة افتراضية لنظام حقيقي، يتغذى بالبيانات بشكل مباشر، ليحاكي سلوكه ويتنبأ بتصرفاته. يمكن تشبيهه بمرآة ذكية لا تكتفي بعكس الواقع، بل تتعلم منه، وتتوقع خطواته القادمة.
بدأت هذه التقنية في قطاعات صناعية متقدمة، إذ تُسْتخدم لتوقع أعطال الطائرات قبل حدوثها، وتحسين أداء المصانع، وتصميم سيارات أكثر ذكاءً. ومع مرور الوقت، شق هذا الابتكار طريقه إلى ميادين أكثر حيوية، مثل الزراعة، حيث بات يُستخدم لتوقع تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل، وكذلك في الطب، حيث أصبح أداة فعالة لمحاكاة أعضاء الجسم ووظائفه بدقة مذهلة.
أحد أبرز التطورات في هذا المجال هو التوأم الرقمي للقلب، الذي يتيح للأطباء التنبؤ بكيفية استجابة قلب المريض لعلاج معين أو اضطراب محتمل، دون الحاجة إلى تعريضه لأي خطر. المثير حقاً هو أن هذه التقنية بدأت تطرق أبواب الدماغ البشري، فالصحة العقلية والمعرفية تعد من أكثر جوانب الإنسان هشاشة وتعقيداً، ويواجه الطب تحديات مستمرة، في التعامل مع الاضطرابات النفسية والتدهور المعرفي المرتبط بالعمر أو بالأمراض العصبية.
تعاون مؤخراً باحثون من جامعات مرموقة، مثل ديوك، وكولومبيا، ونيبريجا، مع شركة «كوغني فيت» لتطوير إطار عمل جديد، للتعامل مع الصحة العقلية والإدراكية، عبر توائم رقمية معرفية. هذه النماذج الافتراضية تعتمد على دمج معلومات من نشاط الدماغ، والسلوك اليومي، والعادات الشخصية، والاستجابات العاطفية، لتشكل صورة رقمية ديناميكية، تتعلم وتتطور مع كل تفاعل جديد.
الفكرة أن يكون لكل فرد توأمه الرقمي المعرفي الخاص، الذي يمكنه التنبؤ بتطور الذاكرة أو الانتباه، ويقترح تدريبات ذهنية مخصصة، قبل أن تظهر أي مشكلات فعلية. ما يجعل هذا ممكناً هو توفر أجهزة شائعة في حياتنا اليومية، مثل الساعات الذكية، وأجهزة تتبع النوم والنشاط البدني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.