يعزز الأمريكيون الذين يكسبون أكثر من 100000 دولار سنويا الاقتصاد الأمريكي، حيث تتراوح القطاعات من السفر وصناعة السيارات إلى الأطعمة المعبأة وحتى متاجر الدولار التي تشعر بالتحول.

قال الرئيس التنفيذي لخطوط دلتا إد باستيان لياهو فاينانس "المسافرون معنا هو من فئة المستهلك الراقي... إنهم أقوياء ماليا ولديهم الوسائل. ولديهم اهتمام بالسفر".

وشهدت أعمالها المتميزة، مثل كومفورت بلس وكابينة دلتا وان، زيادة في الإيرادات بنسبة 9٪ على أساس سنوي في الربع المالي.

كذلك، قال سكوت كيربي، الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد إن الناقلة لديها حصة أعلى من الطلب بين عملائها المخلصين، الذين لديهم القدرة على مواصلة السفر.

في محاولة للتغاضي عن مخاوف التباطؤ، أضاف كيربي: "إذا كان الطلب... ينزف في الطرف الأدنى عندما يكون هناك ضغوط اقتصادية، فهناك المزيد من المقاعد المتاحة لهؤلاء العملاء الموالين للعلامة التجارية... فهذا يجعل [شركات الطيران] مرنة".

نمت إيرادات التذاكر بنسبة 6٪ في الربع الأخير.

• ماذا تقول البيانات الرسمية؟

في أحدث تقرير له ضمن "الكتاب البيج" الصادر يوم الأربعاء، وجد مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن "إنفاق الأفراد ذوي الدخل المرتفع على السفر والإقامة الفاخرة كان قويًا" بين جهات اتصاله التجارية.

وأضاف "الكتاب البيج": "أبرزت عدة تقارير أن الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط ​​استمرت في البحث عن خصومات وعروض ترويجية في ظل ارتفاع الأسعار وتفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي".

• "الدافع الرئيسي" لتقسيم الإنفاق

في سبتمبر، ارتفع إنفاق الأسر في الثلث الأعلى من توزيع الدخل بنسبة 2.6% مقارنة بالعام الماضي، وفقًا لبيانات معهد بنك أوف أمريكا التي نُشرت في وقت سابق من هذا الشهر. أما بالنسبة للثلث الأدنى من أصحاب الدخل، فقد ارتفع إنفاقهم بنسبة أقل بلغت 0.6%.

وأشار استطلاع أجراه بنك جي بي مورغان إلى استمرار هذا التوجه على المدى القريب. ووجد المحلل ماثيو بوس أن المستهلكين ذوي الدخل المرتفع، الذين يشعرون بتحسن تجاه مسار الاقتصاد الأمريكي، يخططون لزيادة إنفاقهم على السلع غير الأساسية مثل الملابس خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، مقارنةً بالمستهلكين من ذوي الدخل المتوسط ​​والمنخفض، الذين يخططون للانسحاب.

• أوضاع الأجور

صرح ديفيد تينسلي، كبير الاقتصاديين في معهد بنك أوف أمريكا، لموقع ياهو فاينانس بأن وضع الأجور يلعب دورًا كبيرًا في اتساع الفجوة بين عادات الإنفاق لدى المستهلكين ذوي الدخل المرتفع والمنخفض.

ارتفعت أجور أصحاب الدخل المرتفع بنسبة 4% مقارنةً بالعام الماضي في سبتمبر؛ بينما ارتفعت أجور أصحاب الدخل المنخفض بنسبة 1.4% فقط، مما لم يواكب التضخم. وأضاف تينسلي: "وقد اتسع هذا التباين بشكل ملحوظ خلال الأشهر الستة الماضية تقريبًا. لذا، أعتقد أن هذا هو العامل الرئيسي".

ومع ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 حيث ارتفع بأكثر من 12% عن العام الماضي أشار تينسلي إلى وجود "علاقة وثيقة" بين أداء المؤشر ومدى تفوق إنفاق المستهلكين ذوي الدخل المرتفع على الفئات الأخرى.

• قطاع السيارات

في قطاع السيارات، ارتفع متوسط ​​سعر بيع سيارة جديدة إلى مستوى قياسي تجاوز 50,000 دولار أمريكي الشهر الماضي، وفقًا لتقرير جديد صادر عن شركة "كيلي بلو بوك". وصرحت إيرين كيتنغ من "كي بي بي" بأن هذا الارتفاع "مدفوعٌ بثروة الأسر التي تتمتع برأس مال، وأسعار قروض جيدة، وتدعم الشريحة الأعلى من السوق".

أنفق أصحاب الدخل المرتفع ببذخ على السيارات الفاخرة في سبتمبر، مثل كاديلاك إسكاليد وشاحنة فورد بيك أب F-150.

• متاجر البقالة

في متاجر البقالة والسوبر ماركت، تُلقي هذه الديناميكيات بثقلها أيضًا على النتائج.

صرح رامون لاغوارتا، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بيبسيكو (PEP)، للمستثمرين خلال مؤتمر الشركة لمناقشة أرباحها هذا الشهر، بأن الفئات ذات الدخل المنخفض "مُثقلة للغاية" مع ارتفاع تكلفة المعيشة.

وأضاف لاغوارتا: "هذا سيخلق الحاجة إلى القدرة على تحمل التكاليف، والقيمة، والوعي بالتكاليف أيضًا في المستقبل المنظور". وردًا على ذلك، أعلنت الشركة عن العمل على أحجام عبوات جديدة.

حتى تجار التجزئة ذوي الميزانية المحدودة يشهدون فائدة، حيث يُغير بعض المستهلكين أنماط إنفاقهم في محاولة واضحة للحفاظ على خطط إجازاتهم وإجراء تغييرات في جوانب أخرى من الميزانية.

في «دولار تري» استجابت استراتيجية الشركة متعددة الأسعار لحاجة المستهلكين الأساسيين، وجذبت المتسوقين ذوي الدخل المرتفع الذين «يتجهون نحو خفض ميزانيتهم».

صرح برنت بيبي، المدير التنفيذي للشركة، خلال يوم المستثمرين الذي نظمته الشركة يوم الأربعاء، بأن الشركة تخطط لتغيير نقاط الأسعار في قطاع الأغذية "نظرًا للضغط الذي يواجهه المستهلكون من ذوي الدخل المحدود"، حيث يبحث المزيد من العملاء عن خيارات طعام بأسعار أقل.

في الوقت نفسه، وسّعت «دولار تري» استراتيجيتها متعددة الأسعار لتشمل نقاط أسعار مثل 1.35 دولار، و3 دولارات، و5 دولارات، استجابةً لتزايد عدد المتسوقين من ذوي الدخل المرتفع.

وأضاف الرئيس التنفيذي مايكل كريدون: «عندما تتسوق الأسر، وخاصةً الأسر ذات الدخل المرتفع، من متاجرنا، فإنها تزيد من مشترياتها لأن نظام تعدد الأسعار يناسبها بشكل خاص».

وأضاف: «يُعزز نظام تعدد الأسعار أدائنا المالي والتشغيلي بشكل كبير».