المشهد الرقمي في دولة الإمارات يشهد طفرة غير مسبوقة، إذ يسهم الاقتصاد الرقمي بنحو 10% من الناتج المحلي الإجمالي، مع خطط لمضاعفة هذه النسبة بحلول عام 2031 في إطار أجندة دبي الاقتصادية D33. إلا أن هذا النمو يصاحبه تصاعد في التهديدات الإلكترونية، خصوصاً الهجمات الموجهة نحو واجهات برمجة التطبيقات (APIs)، التي سجّلت شركة «تاليس» وحدها أكثر من 40 ألف حادثة أمنية خلال النصف الأول من عام 2025 عبر 4000 بيئة مراقبة عالمية.
في المقابل، تتجه المؤسسات الإماراتية إلى الاستثمار المكثف في تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز قدراتها الدفاعية، إذ تشير بيانات «تاليس» إلى أن 64% من المؤسسات في الدولة تبنّت بالفعل حلولاً أمنية مدعومة بالذكاء الاصطناعي. كما تتوقع تقارير السوق نمو حجم قطاع الأمن السيبراني الإماراتي من 0.59 مليار دولار عام 2024 إلى أكثر من 1.07 مليار دولار بحلول عام 2029، ما يعكس إدراكاً متزايداً بأهمية التحصين الرقمي في دعم التنمية المستدامة.
وسط هذا المشهد المتسارع، تتقاطع رؤى خبراء الأمن السيبراني حول نقطة جوهرية: لا يمكن بناء اقتصاد رقمي مزدهر دون ترسيخ الثقة الرقمية، ودمج الذكاء الاصطناعي في الدفاعات الإلكترونية، وتبني أطر تنظيمية مرنة توازن بين الابتكار والأمان.
بافي: هجمات الواجهات تتصاعد
يحذّر سيباستيان بافي، نائب الرئيس لمنطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «تاليس»، من تصاعد الهجمات التي تستهدف واجهات التطبيقات في الإمارات والمنطقة، إذ تمثل 44% من حركة مرور الروبوتات المتقدمة رغم أنها لا تشكل سوى 14% من مساحة الهجوم الإلكتروني.
وأوضح أن 57% من الشركات الإماراتية تستخدم أكثر من 500 واجهة تطبيق، فيما تعتبر 31% من هذه الشركات أن ثغرات الأكواد البرمجية أكبر مصدر قلق أمني لتطبيقاتها.
ويرى بافي أن هذا التوسع في البنى الرقمية يعكس النمو المتسارع لاقتصاد البيانات في الدولة، لكنه في الوقت ذاته يزيد الحاجة إلى الحماية والتشفير لضمان استدامة الثقة الرقمية. ويضيف: الاقتصاد الرقمي بات يشكّل نحو 10% من الناتج المحلي للإمارات، وتسعى الدولة إلى مضاعفته بحلول 2031، ونحن في تاليس نواكب هذا التحول عبر حلول التشفير وإدارة الهوية وأمن التطبيقات.
جاد الله: أمن البيانات معضلة
يصف ماهر جاد الله، المدير الأول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «تينابل»، واقع الأمن السيبراني في المنطقة بأنه «أكثر تعقيداً من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن 82% من المؤسسات في الشرق الأوسط تعمل حالياً في بيئات هجينة، و63% تعتمد أكثر من مزوّد سحابي واحد، ما يخلق «فراغات أمنية» يصعب سدّها بالأدوات التقليدية.
ويضيف جاد الله أن الحل لا يكمن في زيادة عدد الأدوات الأمنية، بل في توحيد الرؤية الأمنية عبر نهج موحّد لإدارة التعرّض والهجمات يدمج تكنولوجيا المعلومات والعمليات التشغيلية والبنى السحابية.
ويقول: الأمن السيبراني اليوم معضلة بيانات ضخمة، والذكاء الاصطناعي هو الأداة الحاسمة لتحليل الكم الهائل من المعلومات واكتشاف أنماط الهجمات قبل وقوعها».
ويرى أن المؤسسات القادرة على الانتقال من الاستجابة إلى التنبؤ بالتهديدات ستتمتع بميزة تنافسية مستدامة، مؤكداً أن من يمتلك الرؤية الكاملة يملك الحماية.
حسين: «التوليدي» يرسم خريطة الدفاع
يرى عزالدين حسين، المدير الإقليمي الأول لهندسة الحلول في شركة «سينتينل وان»، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمثّل «نقطة التحول الأهم» في مجال الأمن السيبراني، إذ يسمح للمؤسسات بالتنبؤ بالتهديدات قبل وقوعها.
وأوضح أن المؤسسات الإقليمية تعتمد على الأنظمة الذكية لتحليل البيانات الأمنية وربط مصادرها المختلفة، ما يتيح رؤية موحدة لمشهد المخاطر واستجابة آنية للهجمات.
ويضيف أن الذكاء الاصطناعي لم يعد يكتفي بالكشف، بل أصبح يقترح الحلول التصحيحية تلقائياً، ما يقلل الحاجة للتدخل البشري ويرفع كفاءة مراكز العمليات الأمنية.
وأشار حسين إلى أن الإمارات تتصدر الاستثمارات في هذا المجال، مؤكداً أن الجمع بين التحليل الذكي وسرعة التنفيذ سيكون معيار التفوق الأمني في المستقبل القريب.
فهمي: حماية اقتصاد البيانات
يؤكد الدكتور عماد فهمي، مدير هندسة النظم الإقليمي في شركة «نتسكاوت»، أن الاقتصاد الرقمي أصبح الركيزة الأساسية لأجندة D33، مع مساهمة تقدّر بأكثر من 100 مليار درهم سنوياً في الناتج المحلي.
ويقول إن اقتصاد البيانات في الإمارات يتوسع بسرعة، ومن المتوقع أن يشكّل 20% من الاقتصاد غير النفطي بحلول 2031، مع بلوغ حجم سوق مراكز البيانات 3.33 مليار دولار بحلول 2030.
ويشير فهمي إلى أن الشركة تلعب دوراً محورياً في تأمين التحول الرقمي عبر حلول مراقبة الشبكات والتحليلات الذكية، متوقعاً نمواً متسارعاً في سوق الأمن السيبراني المحلي إلى أكثر من مليار دولار في 2029، بفضل الطلب المتزايد على البنية التحتية الآمنة.
الزعبي: الأجهزة المتصلة للحماية
يعتبر أسامة الزعبي، نائب الرئيس للشرق الأوسط وإفريقيا فوسفوروس للأمن السيبراني، أن نجاح أجندة دبي D33 مرهون بترسيخ التحول الرقمي الآمن، لا سيما في ظل الانتشار المتزايد للأجهزة المتصلة.
ويقول: إن الشركة تدعم هذا المسار عبر حلول أمن xIoT التي تحمي الأصول الحيوية، مع التركيز على تدريب المهندسين المحليين وبناء الكفاءات الوطنية في الأمن السيبراني.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
