في عالم المال والأعمال، لا تتحقق المكاسب دائماً بدون ثمن. هناك مواقف يربح فيها طرف على حساب آخر، حيث لا يزداد حجم الكعكة الكلي، وإنما يعاد فقط توزيعه، وهو ما يعرف في الاقتصاد بنظرية اللعبة الصفرية.
من بورصات الأسهم إلى تداول الخيارات والعقود المستقبلية، تكمن الحقيقة الصادمة: لكل دولار يُكسب هناك بالضرورة دولار يُفقد.
بيد أن الحياة والأسواق لا تقتصر على هذا السيناريو الصارم، فالكثير من الصفقات والتبادلات تصنع قيمة إضافية للطرفين، مؤكدين أن الفرص الحقيقية غالباً تكمن في الألعاب ذات المكاسب الإيجابية، حيث يمكن للجميع أن يخرج منتصراً.
معني اللعبة الصفرية
اللعبة الصفرية هي أي تفاعل يكون فيه ربح شخص ما مقابل خسارة مماثلة لشخص آخر، بحيث لا يحدث أي تغيير صافٍ في القيمة الإجمالية.
هذا المفهوم أساسي في نظرية الألعاب، التي تدرس اتخاذ القرارات بين طرفين أو أكثر عقلانيين.
على سبيل المثال، في الشطرنج، فوز لاعب واحد يعني هزيمة الآخر، مما يجعلها نموذجاً مثالياً للعبة صفرية.
في الأسواق المالية، بعض المعاملات تعد ألعاباً صفرية، مثل تداول العقود المستقبلية والخيارات، حيث يمثل كل عقد اتفاقاً بين طرفين: إذا ربح أحدهما، يخسر الآخر بالضبط نفس المبلغ.
في هذه الحالة، يُعاد توزيع الثروة دون أي زيادة إجمالية. كما يمكن أن تشمل الأسواق ملايين المشاركين، حيث يتم بيع وشراء الأصول، مع بقاء القيمة الإجمالية ثابتة، لكن توزيعها يتغير.
أمثلة على الألعاب الصفرية
تشمل الأمثلة الشهيرة على الألعاب الصفرية الشطرنج والتنس حيث يوجد فائز وخاسر.
حتى التداول بالمشتقات المالية يعد مثالاً عملياً، لأن كل دولار يُكسب يجب أن يُفقد من قبل الطرف الآخر.
اللعبة الصفرية مقابل الإيجابية
اللعبة الصفرية عكس المواقف الرابحة للجميع، مثل اتفاقيات التجارة التي تزيد التبادل التجاري بين دولتين، حيث يمكن للطرفين أن يستفيدا معاً.
كما توجد حالات الخسارة للجميع، مثل انهيار مفاوضات دبلوماسية دون نتائج إيجابية لأي طرف.
في الواقع، غالبية المعاملات التجارية ليست صفرية، لأنها غالباً ما تزيد القيمة المضافة للطرفين، وهو ما يُعرف بالألعاب ذات المكاسب الإيجابية.
نظرية الألعاب والاقتصاد
نظرية الألعاب، التي أسسها جون فون نيومان وأوسكار مورجنسترن عام 1944، تُستخدم لدراسة اتخاذ القرار بين أطراف عقلانية، مع توقع النتائج اعتماداً على المكاسب والخسائر والسلوكيات المثلى.
من الحلول المعروفة للألعاب الصفرية توازن ناش، الذي يوضح أن اللاعبين لن يغيروا استراتيجياتهم إذا كانوا على علم باختيارات الطرف الآخر ولن يحققوا أي فائدة من تغيير قرارهم.
أمثلة عملية في الأسواق المالية
تداول الأسهم طويل الأجل عادة يُعد ذا مكاسب إيجابية لأنه يسهم في الإنتاج وخلق الوظائف وزيادة المدخرات، بينما تداول الخيارات والعقود المستقبلية يقترب من نموذج اللعبة الصفرية.
على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر سلعة خلال فترة محددة، يمكن للمستثمر إغلاق العقد بمكسب، مما يعني خسارة مقابلة للطرف الآخر، أي تحويل للثروة وليس زيادة صافية فيها.
الألعاب الصفرية في الحياة اليومية
تظهر الألعاب الصفرية في الحياة اليومية أيضاً. مثل نزاع شخصين على سيارة أجرة، أو صراع متشاركين في غرفة على مساحة محدودة في الثلاجة، حيث لا يمكن لأحد أن يحصل على فائدة دون أن يخسر الآخر نفس المقدار.
في العلاقات الشخصية، يشير المفهوم إلى أن طرفاً واحداً فقط يمكن أن "يفوز"، مما قد يولد توتراً وصراعاً.
لماذا تسمى صفرية؟
مصطلح "صفرية" يشير إلى أن مجموع المكاسب والخسائر يساوي صفرًا. فعلى سبيل المثال، إذا ربح شخص 3 وحدات وخسر اثنان آخران 1 و2 على التوالي، فإن صافي التغير في الثروة يساوي صفرًا (3 - 2 - 1 = 0).
ومن ثم، تعكس اللعبة الصفرية التنافسية البحتة، حيث لا توجد زيادة صافية في القيمة، وكل ربح يأتي على حساب خسارة طرف آخر.
ومع ذلك، معظم المعاملات في الحياة والأسواق ليست صفرية، إذ يمكن للطرفين الاستفادة معاً، مثل شراء سلعة أو تقديم خدمة تزيد قيمة كل طرف.
الفارق الأساسي بين الألعاب الصفرية والألعاب ذات المكاسب الإيجابية يكمن في إمكانية توليد قيمة إضافية، سواء في الاقتصاد أو في الحياة اليومية.
المصدر: إنفيستوبيديا
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
