اقتصاد / صحيفة الخليج

مدريد.. حاضرة تاريخ وجمال الطبيعة الإسبانية

مدريد، مدينة عصرية نابضة بالحياة وزاخرة بالمعالم الثقافية، تعطي زوارها لمحة عن إسبانيا الحقيقية، وعلى الرغم من أنها، كغيرها من عواصم كثيرة حول العالم، تتسم بالشوارع المزدحمة بحركة المرور، فإن الحدائق الجميلة تُخفف من ذلك الصخب.

وتعد العاصمة الإسبانية مركزاً للحياة الاجتماعية، بثقافة مقاهيها الحيوية والنشاط المسائي، وتقدم الكثير مما يمكن رؤيته والقيام به، كزيارة المتاحف وخاصة متحف برادو العالمي، الذي يعرض مجموعة لا تُحصى من روائع العصر الذهبي لإسبانيا، ويُنافس القصر الملكي الذي يعود إلى القرن الثامن عشر قصر فرساي في فرنسا.

يجب الحرص على زيارة مدريد مساء، عندما تكون المدينة بالحياة، حيث يعشق سكانها التجول في ذلك الوقت، وتُعدّ نزهة المساء من الطقوس المفضلة. يوصى بتجنب زيارة مدريد، خلال فصل الصيف، حين تكون الحرارة خانقة، والوقت الأفضل لزيارتها يكون في فصل الربيع أو الخريف، للاستفادة من اعتدال الطقس في التجول وزيارة الأماكن السياحية والقيام بالأنشطة المفضلة.

وتزخر مدريد، عاصمة إسبانيا، بمجموعة رائعة من المعالم التاريخية والمتاحف الفنية، إضافة إلى حدائق خلابة وساحات عامة. تعرّف إلى المزيد حول أفضل الأماكن للزيارة، من خلال قائمتنا لأهم المعالم السياحية والأنشطة، التي يمكنك القيام بها في مدريد.

متحف برادو

يمكن وصف متحف برادو الوطني بأنه متحف عالمي بحق، فهو يضمّ معروضات تشمل مجموعة من أكثر من 8000 لوحة و700 منحوتة، ومن بين تشكيلته الفنية الواسعة العديد من الروائع الفنية، بما في ذلك لوحات شهيرة تُضاهي أشهر أعمال متحف اللوفر في باريس.

ويعرض نحو 2300 قطعة من مجموعته في أكثر من 100 غرفة موزعة على ثلاثة طوابق، وربما يكون من الصعب مشاهدة كل شيء في زيارة واحدة، لكن من الممكن التركيز على مسار محدد للروائع الفنية، ويقترح المتحف جولات ذاتية التوجيه لأعمال فنية محددة.

وتُشكّل اللوحات الإسبانية من القرن الثاني عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر الجزء الأكبر من المجموعة، وتشمل مجموعة لوحات فرانسيسكو دي غويا 140 عملاً فنياً رائعاً، ولا يجب تفويت مشاهدة لوحة «الوصيفات»، وهي لوحة تُصوّر العائلة المالكة الإسبانية لفيليبي الرابع، رسمها فيلاسكيز عام 1656.

الحديقة النباتية الملكية

بعد جولة في مجموعة الأعمال الفنية، يمكن للزائر الاسترخاء في الحديقة النباتية الملكية الواقعة بجوار متحف برادو، وتتميز هذه المساحة الخضراء الخلابة بمسارات مظللة، ومقاعد، ومنحوتات، وصوبات زراعية، وحديقة مزروعة بالخضراوات، وحديقة ورود تزدهر في مايو وأوائل يونيو. وعلى بُعد نحو عشر دقائق سيراً على الأقدام من الحديقة النباتية الملكية، يقع مطعم شهير يُقدم وجبتي الغداء والعشاء في قاعة طعام عصرية بأجواء مريحة، وهو متخصص في تقديم مأكولات عالمية مُعدّة من مكونات موسمية من السوق، وبأسلوب راقٍ.

منتزه بوين ريتيرو وقصر الكريستال

يعد منتزه بوين ريتيرو (باركي ديل ريتيرو) واحة من الهدوء والسكينة في قلب مدريد، وتوفر هذه المساحة الخضراء والمعتني بها عناية فائقة ملاذاً من صخب المدينة، وهي تمتد على مساحة تزيد على 125 هكتاراً، وتظللها أكثر من 15,000 شجرة. وأُنشئت هذه الحديقة التاريخية في القرن السابع عشر لدوق أوليفاريس، وتتميز بأجواء راقية بفضل حدائقها المتنوعة ومساراتها المزدانة بالأشجار، كانت حديقة مملوكة للعائلة المالكة الإسبانية، حتى القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين أصبحت حديقة عامة.

ومن المدخل الرئيسي لساحة الاستقلال يصل الزائر إلى المسبح في قلب الحديقة، ومن هناك تقوده المسارات إلى حديقة الورود الساحرة «لا روزاليدا»، وحديقة «دون سيسيليو» الفرنسية الرسمية، وحديقة «سيسيليو رودريغيز» الأندلسية.

وتوجد نوافير أخرى مثيرة للاهتمام في حديقة بوين ريتيرو، بما في ذلك «لوس غالاباغوس» (السلاحف)، و«إل أنخيل كايدو» (الملاك الساقط)، و«لا ألكاتشوفا» (الخرشوف).

ولا تقتصر مميزات منتزه بوين ريتيرو على الجمال الطبيعي فقط، بل يحتضن أيضاً تحفة معمارية تعرف باسم «قصر الكريستال»، والذي بُني عام 1887، وهو جناح بديع من الحديد الزهر والزجاج، يُقدّم معارض للفن المعاصر، ويُطلّ القصر على نافورة رائعة وحوضٍ عاكس.

ويستمتع السكان المحليون والسياح، على حدٍ سواء، بركوب القوارب في بحيرة المنتزه الهادئة، ومن الأنشطة المفضلة الأخرى اصطحاب الأطفال لمشاهدة الدمى في مسرح تيتيرِس، والتنزه على المسارات الخلابة المُزينة بالأشجار، والاستمتاع بأشعة الشمس أو الاسترخاء في الظل في أحد المقاهي المنتشرة في الهواء الطلق، ولمحبي مراقبة النجوم، يوجد في المنتزه مرصد تم بناؤه في عام 1790.

القصر الملكي

يعد هذا القصر الفخم النسخة الإسبانية من قصر فرساي، وهو بلاط ملكي صُمم لإبهار الجميع، ويختلف عن قصر فرساي بأنه لا يزال القصر الملكي في مدريد والمقر الرسمي لملك إسبانيا، ويُستخدم في المناسبات الرسمية للدولة، بينما أصبح قصر فرساي مجرد متحف.

وبُني القصر بتكليف من فيليب الخامس، في القرن الثامن عشر، وصُنعت واجهته الكلاسيكية الجديدة المهيبة بالكامل من الجرانيت وحجر كولمينار الأبيض أما أعمدة الواجهة الأيونية وأعمدتها الدورية، فقد استُلهمت من رسومات كان النحات برنيني ينوي تنفيذها في الأصل لمتحف اللوفر في باريس. ويضم الدرابزين تماثيل لملوك إسبان.

وأبرز ما يلفت الانتباه في التصميم الداخلي هو الدرج المهيب في ردهة المدخل، المزين بلوحة جدارية، والذي يؤدي إلى الطابق الرئيسي. وفي جميع أنحاء القصر تزين روائع فنية الجدران: لوحات لفيلاسكيز، وغويا، وروبنز، وإل جريكو، وكارافاجيو، إضافة إلى منسوجات فلمنكية وفرنسية بديعة.

بلازا مايور

بُنيت هذه الساحة الأنيقة، بلازا مايور، في القرن السابع عشر في عهد فيليب الثالث، وكانت مركزاً للتجارة، إضافة إلى كونها مسرحاً لمناسبات احتفالية مثل إعلان ملك جديد وتقديس القديسين. كما استُخدمت الساحة كمكان لمصارعة الثيران، والعروض الدرامية، ومسابقات الفروسية.

واكتسبت الساحة مظهرها الحالي بعد حريق اندلع في عام 1790، عندما تم إغلاق الزوايا وبناء أقواس المدخل التسعة، مما ربطها بشارع توليدو، وشارع مايور، وشارع بوستاس، وغيرها.

ولا تزال ساحة بلازا مايور حتى اليوم وجهة مهمة للتجمع في مدريد، فهي منطقة للمشاة، حيث إنها مرصوفة بالحجارة ما يساعد على التجول براحة، كما تحيط بها مقاهي خارجية ومطاعم ذات أجواء مميزة، مظللة بأروقتها. وفي المساء، تُعد الساحة وجهة حيوية للزيارة، سواء للسياح أو سكان مدريد.

وعلى بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من بلازا مايور، يقع متجر شوكولاتة يشتهر بشوكولاتة كون تشوروس (شوكولاتة ساخنة مع معجنات مقلية)، وهو تخصص معروف منذ عام 1894. ويتميز هذا المتجر والمقهى الجذاب بطاولات رخامية وديكورات راقية، وهو مفتوح على مدار الساعة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا