اقتصاد / صحيفة الخليج

وارين بافيت يخط نهاية مسيرته المهنية ويُسلّم مفاتيح الإمبراطورية

  • رسالة أخيرة أكد فيها عراب أوماها ثقته بمستقبل الشركة وبأمريكا
  • بيركشاير تحتفظ بحصنها المالي.. 381 مليار دولار نقداً في الخزينة

كشف الملياردير وارين بافيت، الرئيس التنفيذي لمجموعة «بيركشاير هاثاواي» الاستثمارية، عن خطة لتسريع وتيرة التبرع بثروته التي تبلغ 149 مليار دولار لمؤسسات أبنائه، مع تخصيص فترة قصيرة تسمح للمساهمين باكتساب الثقة في خليفته غريغ أبيل.

وفي رسالة بمناسبة عيد الشكر، قال بافيت، إنه بحاجة إلى تسريع توزيع أسهم بيركشاير على مؤسسات أبنائه الثلاثة نظراً لتقدمهم في العمر، مؤكداً أن هذه الخطوة «ستؤدي إلى تحسين احتمالية تصرفهم بما سيمثل في الأساس كامل ثروتي قبل أن يحل أوصياء بديلون محلهم».

تُمثل هذه الرسالة أول بيان رئيسي لبافيت منذ إعلانه عن خطط التنحي عن منصب الرئيس التنفيذي، ما يشير إلى نهاية مسيرة امتدت لستة عقود جعلته أحد أشهر وأنجح المستثمرين في التاريخ.

غريغ أبيل
  • أسهم الفئة «أ»

تابع بافيت: «أود الاحتفاظ بكمية كبيرة من أسهم الفئة أ حتى يشعر مساهمو بيركشاير بالراحة تجاه غريغ، كما شعرنا أنا وتشارلي لفترة طويلة. كما أن أبنائي يدعمونه، وكذلك أعضاء مجلس الإدارة».

يُذكر أن معظم ثروة عراب أوماها تتركز في أسهم بيركشاير من الفئة «أ» الأصلية، التي يتم تداولها بحوالي 751,480 دولاراً للسهم الواحد، حيث سيتم تحويل 1800 سهم منها إلى 2.7 مليون سهم من الفئة «ب»، على أن تُمنح مباشرة لأربع مؤسسات عائلية، وهي مؤسسة سوزان طومسون بافيت، ومؤسسة شيروود، ومؤسسة هوارد جي بافيت، ومؤسسة نوفو.

وأكد بافيت على أن تسريع تبرعاته خلال حياته لمؤسسات أبنائه لا يعكس بأي حال من الأحوال أي تغيير في آرائه حول آفاق بيركشاير.

  • صحة العرّاب

تضمن الخطاب لمحة شخصية نادرة حول صحة عرّاب أوماها، البالغ من العمر 95 عاماً، والذي قال: «أشعر أنني بخير عموماً. وعلى الرغم من حركتي البطيئة وصعوبة القراءة المتزايدة، إلا أنني أتواجد في المكتب خمسة أيام في الأسبوع، أعمل خلالها مع أشخاص رائعين. لقد تأخرت في الشعور بالشيخوخة، ولكن بمجرد أن تأتي، لا يمكن إنكارها».

  • حصن بيركشاير

منذ توليه إدارة بيركشاير عام 1965، حوّل بافيت مصنع نسيج متعثر إلى تكتل عملاق بقيمة تريليون دولار، يشمل التأمين والسكك الحديدية والمرافق العامة والعلامات التجارية الاستهلاكية.

وخصّص جزءاً من رسالته لإعادة تأكيد متانة المجموعة العملاقة، وبأنها مصممة لتحمّل أي بيئة اقتصادية تقريباً. وقال: «احتمالية تعرض بيركشاير لكارثة مدمرة أقل من أي شركة أخرى أعرفها».

احتفظت بيركشاير بمبلغ قياسي قدره 381.6 مليار دولار نقداً في نهاية سبتمبر، ما يؤكد ميزانيتها العمومية التي لا مثيل لها ونهجها الاستثماري الحذر. كما أن الشركة تبيع أسهماً لمدة 12 ربعاً متتالياً، الأمر الذي يعكس حذر بافيت في سوق مرتفع التقييم.

دمية على شكل بافيت في أحد اجتماعات المستثمرين (أرشيفية)

سعر السهم قد ينخفض أحياناً بنسبة 50% تقريباً كما حدث ثلاث مرات

وبخصوص سعر السهم، لفت بافيت، بأنه سيتحرك بشكل متقلب، وقد ينخفض أحياناً بنسبة 50% تقريباً، كما حدث ثلاث مرات في 60 عاماً تحت الإدارة الحالية. لكنه أكد على عدم اليأس، وبأن أمريكا ستتعافى وكذلك أسهم بيركشاير.

  • الثقة بالخليفة

وسيحتفظ الملياردير البالغ 95 عاما بأسهمه من الفئة «أ» في الشركة القابضة حتى يتوصل مستثمروها إلى «الشعور بالارتياح» مع خلفه غريغ إيبل الذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي في كانون الثاني/يناير.

وعُيّن إيبل البالغ 62 عاما نائبا لرئيس المجموعة عام 2021 خلفا لبافيت.

وقال بافيت في رسالته السنوية لمناسبة عيد الشكر للمساهمين «لن تستغرق الثقة وقتا طويلا لتنبى. أبنائي يدعمون غريغ تماما، وكذلك مديرو بيركشير».

وطيلة حياته، فضل وارين بافيت الاستثمار على المدى الطويل في شركات مستقرة، مع التدقيق بحساباتها، ما سمح له ببناء خامس أكبر ثروة في العالم على مدى عقود.

وتملك مجموعته حاليا عشرات الشركات من بطاريات «دوراسيل» إلى شركة التأمين الأميركية «جيكو» فضلا عن أسهم في شركات مختارة بعناية، من «كوكا كولا» إلى «بنك أوف أميركا»، ومن «شيفرون» إلى «أميركان إكسبريس».

وأعلن بافيت في أيار/مايو أنه سيتنحى عن منصبه في نهاية العام 2025، وهي خطة قوبلت باستياء من داخل الشركة وخارجها.

وتطورت «بيركشير هاثاواي» على مر السنين من شركة صغيرة تعمل في مجال المنسوجات، إلى مجموعة عملاقة تحت قيادة بافيت، وتبلغ قيمتها حاليا أكثر من تريليون دولار في وول ستريت، وهي أول مرة تصل فيها قيمة مجموعة أميركية خارج قطاع التكنولوجيا إلى هذا الحد.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا